تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 1-8-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
إسرائيل تسعى إلى الحريق الكبير: جبهة المقاومة تتّحد في ردّ كبير وفق «من خاف أمراً وقع فيه»!
ابراهيم الأمين
إسرائيل تسعى إلى الحريق الكبير: جبهة المقاومة تتّحد في ردّ كبير وفق «من خاف أمراً وقع فيه»!
سلسلة العمليات الكبيرة التي قام بها العدو، بدأت بقصف منشآت مدنية في اليمن، مروراً باغتيال القائد الجهادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية أول من أمس، وصولاً إلى اغتيال القائد إسماعيل هنية في طهران فجر أمس. سياق هذا النوع من العدوان، يصب في السياق الرئيسي لمساعي رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، في جعل المعركة القائمة تستند إلى سردية عرضها في خطابه أمام الكونغرس، عندما خاطب أميركا بأن كيانه هو الوكيل المكلّف بحماية مصالح الغرب في المنطقة.ويبدو واضحاً أن العدو يسعى من خلال برنامجه الدموي الجديد للانتقال من مربع الفشل الكبير في غزة، إلى مربع توسيع الحرب مع جميع قوى المقاومة في المنطقة، على أمل الفوز، أولاً وأخيراً، بتورط أميركي وغربي مباشر في حروبه، وتحقيق ما يمكّنه من العودة إلى غزة بحثاً عن نصر مزعوم.
لكن للعدو أهدافه المباشرة في عمليتي بيروت وطهران. فهو يريد، في الجانب الفلسطيني، كسر الموقع القيادي الصلب لحركة حماس، عبر اغتيال أبرز رموز المقاومة الفلسطينية. كما هدف إلى التحرش القاسي بإيران كراعية لقوى المقاومة، معتقداً أن استدراجه لها نحو حرب مباشرة يمنحه الشرعية التي يريد تحويلها إلى شراكة مع الأميركيين في الحرب. بينما يسعى في حالة لبنان إلى فرض قواعد جديدة للاشتباك في الميدان، آملاً في تحصيل نوعين من الأثمان، واحد سريع يتعلق بفصل جبهة لبنان عن غزة، وآخر يتعلق بالحصول على ضمانات أمنية في لبنان لإقناع مستوطنيه بالعودة «الآمنة» إلى مستعمرات الشمال.
ومن لم يفهم مقاصد نتنياهو طوال الفترة السابقة، فإن رئيس حكومة العدو عمد بنفسه، ليل أمس، إلى شرح هذه الاستراتيجية، وهو قال صراحة إن برنامجه يقوم على الاستمرار في الحرب، وإنه «لم ولن يخضع لأي ضغوط لوقفها»، قبل أن يذكّرنا بأن إسرائيل ستقتل كل من يمس أمنها، وأنه مستعد مع حكومته وجيشه لمواجهة أي خطوات تقوم بها جبهات المقاومة رداً على جرائمه في لبنان واليمن وإيران.
لكن العدو احتاج في خطوته الجديدة إلى ارتكاب خطأ جسيم وكبير لم يدرك نتائجه الآن، وهو إفساح المجال أمام مستوى جديد من التنسيق بين قوى المقاومة، والانتقال من مرحلة التشاور والتنفيذ غير المترابط، إلى مرحلة التنسيق الكامل، وهو ما سيظهر بشكل جلي من خلال شبكات الردود عليه، والتي ستنطلق من إيران واليمن ولبنان والعراق ومن فلسطين أيضاً.
عملياً، ما كان مقدّراً حيال نتائج زيارة نتنياهو لواشنطن تحوّل إلى وقائع قاسية. وتصرّف نتنياهو كمن حصل على أكثر من إجازة لمواصلة جنونه في غزة. وأقدم على أعمال جهة تملك التفويض للقيام بالمزيد من الجرائم لتحقيق أهدافه. وهو استعجل استغلال حصاد زيارته لأميركا من خلال توسيع دائرة النار والذهاب مباشرة إلى الحريق الكبير. وفي عرف الرجل أن ذلك يسمح له بجر «العالم الحر» إلى معركة مباشرة مع إيران، بوصفها مركز الخطر الذي يتعرّض له كيان الاحتلال.
واستراتيجية الحريق الكبير تحتاج إلى بعض الدهاء. لكنها تحتاج أكثر إلى قلة الأخلاق. وفي حالة إسرائيل، تظهر حاجتها إلى حمقى أيضاً، لأن في كيان العدو الكثير من العقول الشريرة القادرة على ابتداع الحلول، على شكل عمليات دموية، تعيد تحريك الذاكرة العربية، حول عقيدة الاغتيالات الثابتة في أداء العدو. وجل ما تصبو إليه إسرائيل ليس رد فعل من جانب محور المقاومة يتيح لها توسيع الحرب، بل ردود أفعال من شأنها جر الغرب بقيادة الولايات المتحدة إلى المشاركة في حربه المشتهاة.
وإذا كانت إسرائيل دقيقة في تنفيذ ضرباتها الأمنية – العسكرية، ما يمنحها فرصة التباهي بتفوق تقني واستخباراتي وبأنها صاحبة اليد الطولى، فإن النتائج قد تُفقد كل ما سبق معناه، خصوصاً عندما لا يكون الهدف قابلاً للتحقّق، ما يعيدنا إلى الحكمة التي تقول إن الأهم من اليد الطويلة هو العقل الذي يحركها. وليس صعباً تقديم الشروحات حول فشل تقديرات العدو وفشل حساباته، وها هي الحرب في غزة تمثل الدليل الأكبر على عجز اليد الطويلة والقاسية عن تحصيل الأمن للكيان. ومن يفترض أن النجاح يقاس بكمية القتل، لا يمكن له أن يفهم أن من يقاتل إسرائيل ليس مضطراً لمجاراتها في لعبة القتل المفتوح. ذلك أن العلاج الحقيقي لهذا الكيان المريض لا يكون بتبنّي عقيدته القتالية أو الأمنية.
يعلم العدو أن الرد حتمي على جرائمه في بيروت وصنعاء وطهران وغزة. لكن الرد قد لا يجيب بصورة كاملة على التحدي الذي يفرضه العدو على قوى المقاومة اليوم. وهو التحدي الذي يلزم أهل المقاومة بالبحث عن أدوات جديدة لعقاب، لا يستهدف «تأديب» المجرم بضربة على اليد فقط، بل توجيه ضربات على الرأس، ولو كانت الطريق تفرض الدخول في حرب واسعة، علماً أن المقاومة أوضحت للعدو مراراً أن عدم الرغبة في الحرب الشاملة لا يعني الموافقة على شروطه.
لذلك، فالأصح القول: لا نريد الحرب الشاملة، ولكن ليس بأي ثمن!
قيل قديماً إن تبسيط الأمر يساعد على فهم المشكلة ويسهّل علاجها. وها نحن اليوم في مواجهة معضلة ناجمة عن كون العدو يتصرف على أساس أنه يخوض حرباً وجودية. وإذا تصرف المقاومون بأنهم أمام جولة، لا حرب شاملة، فإن العدو، لا يريدها جولة فحسب، بل يريدها جولة حاسمة. وهذا ما يلزم محور المقاومة بالتعامل معه، وفق ما يفكر فيه، ويفرض على المقاومة أن تقاتله على قاعدة ما يفكر فيه، بما في ذلك إفهام العدو جيداً بأنه في حالتنا الراهنة، قد يصح العمل بالحكمة الشهيرة: «إذا هبتَ أمراً، فَقَعْ فيه؛ فإنّ شدّة توقّيه أعظمُ مما تخافُ منه».
كل التقديرات، تركّز على أن العدو ينطلق في موجة جنونه الجديدة من أن الطرف المقابل له لا يريد الذهاب نحو حرب شاملة. ولذلك، فهو يقتنص الفرص بتسديد ضربات قاتلة، لئيمة، مؤذية وجارحة بقوة. وهو يريد تثبيت قدرته على القيام بما يجيد القيام به، وأن يخرج علينا بين وقت وآخر ليقول لنا إنه قادر على الوصول إلى حيث يريد.
ليس أمامنا سوى المقاومة. وهذه المرة، ليس أمامنا، سوى التقدم خطوة، والارتفاع فوقه بسقوف، حتى ولو كانت الطريق تقود باتجاه الحريق إياه. وعندما نفعل ذلك، لا نكون كمن يرمي نفسه في التهلكة، بل كمن يعرف جيداً أن إخماد النار غير ممكن ومشعلها حر طليق!
هوكشتين شريكاً كاملاً في الجريمة: واشنطن قادت عملية تضليل دبلوماسية
خلال الأشهر العشرة الماضية، لم تتوقف الاتصالات الدبلوماسية الغربية مع لبنان. ولا يكاد يوجد مسؤول أو جهة لا تعرف أن الرسالة الوحيدة التي حملها كل الموفدين كانت: افصلوا جبهة لبنان عن غزة، واعقدوا صفقة مع إسرائيل!
وإذا كان الأوروبيون «أكثر لباقة» في عرض الأمر، إلا أنهم لم يحيدوا عن جوهر المهمة التي قادتها الولايات المتحدة، وتولّاها بشكل رئيسي الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتين، الرجل الذي لم يتعب من جولاته بين لبنان وكيان العدو وعواصم في الإقليم وأوروبا، مكرّراً لازمة أن على لبنان تحييد نفسه عن الحرب الدائرة، ولم يكن يخجل في الحديث عن أن العدو يفكر بضربة كبيرة للحصول على ضمانات تسمح بوقف الحرب وعودة آمنة للمستوطنين إلى مستعمرات الشمال.
في آخر جولة من الاتصالات لم يكن هوكشتين متبنّياً لمطالب العدو فقط، بل كان شريكاً في أكبر عملية تضليل ساهمت بشكل فعّال في غارة العدو على حارة حريك.
وربما صار مفيداً أن يتّعظ محاوروه، والمتصلون به، ومن ينقلون عنه الكلام والرسائل، وأن يتصرفوا ولو لمرة واحدة بمسؤولية عالية، من خلال وقف التواصل معه وتحميله المسؤولية الكاملة، بالتكافل والتضامن مع العدو، عن جريمة الضاحية.
ثمّة تفاصيل كثيرة، لكن عنوانها المركزي أن هوكشتين الذي كان يريد الحصول على ضمانة لبنانية بأن لا يرد حزب الله على أي ضربة إسرائيلية، كان هو نفسه من أبلغ المسؤولين في بيروت بأن الضربة الإسرائيلية ستكون خارج بيروت والضاحية.
وأصرّ على تسريب هذه المعلومة، في سياق ما سمّاه «نجاح الدبلوماسية الأميركية في منع إسرائيل من القيام بعمل يقود إلى مواجهة شاملة مع حزب الله».
وقد يخرج هوكشتين نفسه، أو من يتواصل معه، ليقول إن الرجل ليس على علم بما تفكر به إسرائيل.
وإن واشنطن لا يمكنها إلزام إسرائيل بشكل الرد وحجمه وطبيعته، لكن ما حصل، رسم خطاً فاصلاً بين ما قبل وما بعد.
وما على المسؤولين في لبنان، رسميين أو سياسيين، إلا أن يتحلوا بقليل من شجاعة وليد جنبلاط في قول واضح بأن المعركة واضحة، وأن هوكشتين كان شريكاً كاملاً في الجريمة، مهما حاول هو، أو إدارته، أو محبوه في لبنان، التحايل على الوقائع.
أكّد هوكشتين للمسؤولين اللبنانيين أن استهداف المطار أو الضاحية أو بيروت خط أحمر
وبالعودة إلى الاتصالات التي قادها هوكشتين إثر حادثة مجدل شمس، فكانَ هو أول من تولّى الاتصالات على أكثر من خط في لبنان، منطلقاً من «أن مسؤولية حزب الله عن الحادثة غير قابلة للنقاش». وهو عندما تحدّث مع جنبلاط، قال له الأخير إن على الولايات المتحدة أن «تبذل جهودها لمنع إسرائيل من أي خطوة جنونية لأن الحرب ليست في مصلحة أحد»، ناصحاً إياه بعدم نقل تهديدات، ولم يتأخر لاحقاً عن مهاجمته بالقول إن «هوكشتين دوره أن يقوم بوساطة وليس أن ينقل تهديدات».
كما تواصل هوكشتين مع الرئيسين نبيه برّي ونجيب ميقاتي، ممارساً سياسة خداع بالإشارة إلى أن بلاده تقوم بجهد كبير لمنع التصعيد وإقناع إسرائيل بتحييد المدن والمدنيين، مشترطاً انتزاع موافقة من حزب الله على «ابتلاع الرد». أكثر من ذلك، جدّد هوكشتين اقتراحه بانسحاب الحزب من جنوب الليطاني مقابل إلغاء الضربة، لكنّ الحزب رفض النقاش في أي نقطة وأوصل رسالة عبر كل الوسطاء بأنه سيردّ على الضربة بضربة موازية لها، وسيرد على استهداف أي منطقة مدنية بضرب منطقة مدنية داخل الكيان. وهو ما قابله هوكشتين بادّعاء أن إسرائيل ليست في وارد ذلك، وأنها ستضرب هدفاً عسكرياً. ورفع هوكشتين من مستوى التضليل بالقول إن «استهداف المطار أو الضاحية أو بيروت خط أحمر». وإلى الاتصالات الأميركية، دخلت على الخط قوى أخرى مثل بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا لتلعب أدواراً مماثلة.
وأمس، تكثّفت الحركة الدبلوماسية بعد الجريمة، حيث استقبل الرئيس ميقاتي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا، بحضور المنسقة الخاصة جينين هينيس – بلاسخارت وقائد قوات «اليونيفل» الجنرال أرولدو لازارو، وسفير فرنسا إيرفيه ماغرو الذي قال إن «الوضع خطير ودقيق جداً وعملنا كثيراً كي نتجنب التصعيد وانزلاق الأمور أكثر، ودعونا الأفرقاء المعنيّين إلى ذلك». كما استقبل ميقاتي السفيرة الأميركية ليزا جونسون التي دعت إلى «عدم التصعيد منعاً لمزيد من التدهور».
ردّ جبهة المقاومة حتمي: العدو يوسّع دائرة المواجهة
تتعدّد الأسئلة حول اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، في طهران، ومنها ما يتعلّق بكيفية الردّ على هذا العدوان وحجمه وأهدافه وأطرافه وآلياته وأدواته، سواء من قِبل الجمهورية الإسلامية، أو جبهة المقاومة ككلّ؛ ومنها ما يتّصل بالنتائج المترتّبة على ما تقدَّم، والسيناريوات المرجّحة والممكنة، وكيف سيؤثّر ذلك على المعركة الدائرة في فلسطين، وعلى مشاركة جبهات الإسناد فيها؟ لكن تلك الأسئلة تستوجب أولاً تناول رهانات العدو وأهدافه من الخيار العملياتي العدواني الذي أقدم عليه، والدور الأميركي قبله وخلاله وبعده؟تشي الاعتداءات الإسرائيلية، من الحديدة في اليمن إلى الضاحية الجنوبية وصولاً إلى العاصمة الإيرانية طهران، بأن نقطة تحوّل في المعركة الدائرة تتشكّل، وبأن المنطقة باتت أمام مرحلة جديدة: لناحية سقوفها العالية ومخاطرها المحسوبة. على أن قراراً بهذا المستوى، لا يمكن أن يتبلور إلا نتيجة تقدير إستراتيجي يَحسب مخاطر الاتجاهات القائمة وتداعياتها على الأمن القومي الإسرائيلي، ويأخذ في الاعتبار الخيارات التي تهدف إلى حرفها نحو اتجاهات أخرى. وبالتأكيد، فقد تم التشاور والتنسيق حول ذلك مع واشنطن، كونه ينطوي على مخاطر أكبر من أن تتحمّلها تل أبيب منفردةً، إذا ما انزلقت الأمور نحو السيناريو الأشدّ خطورة.
السياقات
أدركت قيادة العدو أنه لا أمل في فكّ جبهات الإسناد عن غزة، وأنه لا يمكن إسرائيل التكيّف مع هذا الواقع، في ظلّ صمود المقاومة في قطاع غزة. كذلك، فإن المسار التصاعدي لتلك الجبهات سيقوّض مرتكزات الكيان، وربما أيضاً يؤدي إلى تداعيات داخلية دراماتيكية فيه، ويُعمِّق مأزقه. ويَظهر أن هذا المفهوم تبلور بعدما فشلت خيارات المرحلة السابقة – وانتهت إلى تصاعد الجبهات – في إخضاع حركة «حماس» في الميدان كما في المفاوضات. وبات على قيادة العدو، وعلى رأسها بنيامين نتنياهو، أن تتّخذ خياراً حاسماً، يراوح بين التكيّف مع المجريات العملياتية والمعادلة الحاكمة لها – وهو أمر صعب جداً على إسرائيل -، أو الذهاب نحو اتفاق بما يتلاءم مع مواقف الأطراف ومعطيات الواقع الميداني – الأمر الذي يرفضه نتنياهو وحكومته -، أو رفع الضغوط إلى مستويات جديدة، وهو ما تمّت ترجمته في سلسلة الاعتداءات الأخيرة، ومن ضمنها اغتيال إسماعيل هنية في طهران.
رسائل الاغتيال
يشكّل اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ»حماس»، ترجمةً لقرار إسرائيلي معلن بتصفية قادة الحركة، وتحديداً كل مَن له صلة بالتخطيط لـ»طوفان الأقصى» وتنفيذه. ولذلك، يُتوقّع أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من مسار يستهدف قادة «حماس» في الخارج، فضلاً عن الداخل. لكن العملية تجاوزت هذا البعد المهمّ، إلى اختيار طهران ساحة لتنفيذ الاغتيال، في رسالة تحدٍّ للقيادة الإيرانية، لإفهامها بأن إسرائيل لن تبقى ملتزمة بالمعادلة التي حكمت الحرب حتى الآن، وإنّما قرّرت أن تردّ بنقل المعركة من الداخل الإسرائيلي إلى مختلف ساحات جبهة المقاومة، بما فيها طهران.
ويعني ما تقدّم، أن إسرائيل لم تَعُد تتعامل مع غزة كساحة مركزية، وإنما انتقلت إلى مرحلة قرّرت فيها نقل ساحة الجهد الرئيسي في القتال إلى ساحات أخرى أيضاً، بما فيها طهران. ويمكن الافتراض أن قيادة العدو استندت أيضاً إلى رهان مفاده بأن يساهم الوضع الداخلي الإيراني والأولويات التي تتّصل بمعالجة الملفّ الاقتصادي، في تقييد القيادة الإيرانية. كما تستند إسرائيل، ومعها الولايات المتحدة، إلى تقدير عنوانه أن جبهة المقاومة وإيران لا يريدان حرباً كبرى في هذه المرحلة. وبذلك، تكون قيادة العدو قد أظهرت تصميماً جدّياً على أنها، وإنْ كانت لا تريد حرباً شاملة هي الأخرى، إلا أنها ستخوضها إذا ما أصرّت جبهة المقاومة على مواصلة عملياتها الإسنادية لقطاع غزة.
وجّهت إسرائيل رسالة مفادها بأنها لم تَعُد تتعامل مع غزة كساحة مركزية
بتعبير آخر، قفزت إسرائيل نحو خطوة عملياتية خطيرة (طهران والضاحية تحديداً)، رفعت معها احتمالات التدحرج إلى حرب شاملة، من دون أن يكون ذلك حتمياً إلى الآن. ويراهن الثنائي، واشنطن – تل أبيب، بهذا، على وضع إيران وجبهة المقاومة أمام محطّة اختبار حول ما إن كانتا مستعدتَين للمخاطرة أيضاً بردّ مضادّ يدفع المسارات العملياتية نحو الصدام الكبير؛ إلا أن التقدير المتقدم قد يكون خاطئاً، إذ يمكن جبهة المقاومة الردّ بشكل مدروس وقاس في الوقت نفسه، ونقل كرة النار إلى الحضن الأميركي – الإسرائيلي. وفي كل الأحوال، فإن ما سيُحدِّد مآل التطورات، هو طبيعة الردّ وحجمه، كما الردّ الإسرائيلي – الأميركي المضادّ.
في الخلاصة، فإن الرهان الإسرائيلي يبقى على قرار الولايات المتحدة في المرحلة التي تلي، وما إن كانت ستكتفي بدور عملاني في مواجهة الردود التي قد تتعرّض لها إسرائيل أم لا. وعلى هذه الخلفية، ذكرت الإذاعة الاسرائيلية أن «وزير الأمن، يوآف غالانت، أكّد لنظيره الأميركي، لويد أوستن، أن العلاقات الأمنية بين تل أبيب وواشنطن هي أساس ردع إيران وأذرعها»، في إشارة إلى ضرورة أن يدرك قادة محور المقاومة، أن ثمّة تصميماً أميركياً على دعم إسرائيل مباشرةً في مواجهة أيّ ردود أو حرب قد تنشب، على أمل أن يثنيهم هذا عن خيار الرد. لكن النتيجة المؤكدة أنه أيّاً كانت السيناريوات التي ستسلكها الحرب في غزة والمنطقة، فإنها دخلت مرحلة جديدة تدفع في نهاية المطاف إمّا نحو انفجار إقليمي كبير، أو بلورة بديل واقعي يؤدي إلى وقف الحرب ويتواصل في ظلّه الصراع، ولكن ما قبل ذلك، فإن الميدان سيشهد مرحلة من التصعيد والمواجهة المضبوطة.
اللواء:
السيد نصر الله اليوم في تشييع شكر يحدّد ردّ المحور على التوغل في الإغتيالات
إيران تكشف عن مقتل مستشار عسكري وتضامن حكومي ووطني مع مصاب الضاحية
أيام أو ساعات قليلة فاصلة عند لحظات وربما اسابيع واشهر، من المرجح بقوة ان تدخلها منطقة الشرق الاوسط، فقبل ان يلتقط «حزب الله» ومحور المقاومة انفاس الضربة القاسية التي ادت الى اغتيال القائد الجهادي الكبير في الحزب فؤاد شكر، حتى جاء خبر صاعق من ايران وفيه ان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية،أغتيل بعد ساعات قليلة من مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الايراني المنتخب مسعود بزشكيان.
وتبلغ لبنان من شخصيات اوروبية والسفراء الفرنسيين، لا سيما سفيري فرنسا هيرفي ماغرو والولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون اللذين اعربا عن القلق مما يجري، داعين الى التهدئة..
واعربت المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان جينيس هينيس بلاسخارت عن قلقها مشيرة الى انه لا يوجد حل عسكري للوضع الراهن.
يشار الى ان وكيل الامين العام للامم المتحدة لعمليات السلام جان بيارلاكروا زار عين التينة والسراي الكبير وقصر بسترس حيث التقى الوزير عبد الله بو حبيب.
وفي السياق الرسمي، أوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن مجلس الوزراء الذي أحاط بالتطورات الأخيرة أعطى الشارة من أجل الأبقاء على الجهوزية التامة، وقالت أنه لم يكن في امكان الحكومة الخروج بتوجيهات أخرى، على أن أي قرار كبير يعود إلى الحكومة اتخاذه وبالتالي ليس بلجنة الطوارىء التي شكلت سابقا.
ورأت هذه المصادر أن الحكومة أبقت جلساتها مفتوحة وهذا يعني انعقادها في أي وقت يستدعي ذلك، على أن هذه الحكومة لم تضع خططا استباقية، وهناك أمور من اختصاص لجنة الطوارىء التي تواصل العمل على هذه الجهوزية.
فبعد مرور 24 ساعة على الهجوم الاسرائيلي على المبنى في حارة حريك، نعى حزب الله في بيان ثانٍ استشهاد شكر، على ان يعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الموقف السياسي للحزب من هذا الاغتيال في مسيرة تشييع الشهيد شكر، في ضاحية بيروت الجنوبية عند الخامسة من بعد الظهر محدداً التوجه لرد المحور على التوغل الاسرائيلي في العدوان والاغتيالات.
وما ان تمكنت فرق الانقاذ من انتشال جثة الشهيد شكر، حتى نعاه حزب الله، ببيان للعلاقات الاعلامية، بدءاً من مسيرته الحافلة «بالايمان والجهاد».
واعلن الحزب انه يزف «الشهيد الكبير» على طريق القدس عنواناً لالتزامه الحاسم وعزمه الراسخ بمواصلة الجهاد حتى تحرير الارض والمقدسات من ظلم ووحشية «الكيان الغاصب والمجرم والقاتل».
وحضر العدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية في جلسة مجلس الوزراء التي قاطعها وزراء التيار الوطني الحر. وبحث الوزراء في خطورة الاستهداف، وقرروا ارسال وفد وزاري للوقوف على آثار الجريمة، واعلان التضامن الحكومي والرسمي والوطني من بين الركام، وضم الوفد الوزراء: عباس الحلبي (التربية)، ناصر ياسين (البيئة)، مصطفى بيرم (العمل) ومحمد وسام المرتضى (الثقافة) وجورج بوشكيان (وزير الصناعة).
وخلال الجلسة، ادان الرئيس ميقاتي الاعتداء، واعلن عن مخاوفه من تفلت الامور «نحو الأسوأ» داعياً المجتمع الدولي للجم التفلت.
وكشف وزير الاعلام زياد مكاري ان لبنان سيقدم شكوى ضد اسرائيل امام مجلس الامن الدولي.
تحذير أميركي جديد للرعايا
وفيما تواصلت الرحلات من والى مطار رفيق الحريري الدولي، رفعت الخارجية الاميركية تحذير رعاياها من المجيء الى لبنان الى الدرجة الرابعة، بسبب التوتر بين اسرائيل وحزب الله.
وفي التحركات العسكرية الدولية، ذكرت القناة 13 الاسرائيلية ان بوارج حربية اميركية في طريقها الى السواحل اللبنانية، في ضوء التطورات العسكرية والامنية في المنطقة.
استعداد اسرائيلي للحرب
ومن الحدود الشمالية، كرر رئيس اركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هليفي ان «لدينا قدرات لا يعرف العدو الا القليل منها»، مشيراً الى ان «حزب الله سيواجه قدراتنا القوية في الوقت المناسب».
رفع الأنقاض
وعلى الارض، استمرت عمليات رفع الانقاض من الطابق العلوي للمبنى المستهدف، والعثور على جثث اضافية تبين لاحقاً ان احداها كانت للقيادي في الحزب الشهيد شكر.
وتحدث مصدر صحي عن سقوط 6 شهداء وارتفاع عدد الجرحى الى 74 شخصاً، من بينهم الطفلان اميرة وحسن فضل الله، والشهيدة وسيلة الحاج احمد بيضون.
كما اشارت وكالة فارس انه خلال الغارة على ضاحية بيروت الجنوبية، قتل مستشار عسكري ايراني يدعي ميلاد بيدي.
وتفقد الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير المكان الذي استهدفه القصف المعادي للاطلاع على الاضرار والشهداء والجرحى، لان الاضرار ستكون على عاتق الدولة اللبنانية.
الوضع الميداني
جنوباً، استهدفت مسيَّرة معادية المنطقة الواقعة بين راميا وبيت ليف، كما تعرضت اطراف بلدة مارون الراس لقصف مدفعي معادٍ ومتقطع..
واستهدفت المقاومة الاسلامية رداً على الاعتداءات مقر الدفاع الجوي والصاروخي في كيلع بصواريخ الكاتيوشا، كما استهدفت موقع الرمثا.
البناء:
نتنياهو يترجم بالدم في طهران وبيروت نتائج زيارته لواشنطن واتفاقه مع بايدن
إسماعيل هنية وفؤاد شكر قائدين شهيدين… ولبنان وإيران يستعدان لردود قاسية
خامنئي: الثأر لدماء هنية من واجب إيران… ونصرالله يتحدث اليوم بعد التشييع
كتب المحرّر السياسيّ
لم ينتظر بنيامين نتنياهو وقتاً كافياً لـ “تضييع الطاسة”، فبادر فور عودته من واشنطن إلى إصدار الأوامر بتنفيذ عمليتي اغتيال كبيرتين، بعدما أمر من واشنطن باستهداف بلدة مجدل شمس لتبرير عدوانه على لبنان.
والعمليتان مدروستان بعناية وربما لا تحتملان التأجيل، فاستهدفت الأولى المبنى الذي يتردّد عليه القائد الكبير في المقاومة فؤاد شكر، وتسببت الغارة بسقوط خمسة شهداء مدنيين وسبعين جريحاً وبدمار كبير في المنازل والمنشآت والسيارات المدنية.
ومساء أمس أعلن حزب الله نعي القيادي الكبير في المقاومة فؤاد شكر بعدما تمّ التعرف إلى جثته، وكانت طهران فجر أمس، على موعد مع العملية الثانية حيث استهدف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مقرّ استضافته، واستشهد معه مرافقه، وكشفت ردود الأفعال الأميركية الباهتة والاستعداد لتقديم المساندة التي يحتاجها الكيان في مواجهة أي ردود تورط واشنطن، التي كانت تحذر قيادة الكيان من أي لعب بالنار، تصفه بالتهديد القابل للتحوّل إلى حرب إقليمية لا تجب الاستهانة بوقوعها لأنها خطر على مستقبل “إسرائيل”، بينما ربطت عملية استهداف بيروت بالدفاع عن النفس على خلفية تبني الرواية الإسرائيلية حول صاروخ مجدل شمس اسوة بتبني كل الروايات الإسرائيلية الكاذبة، منذ رواية طوفان الأقصى وقطع رؤوس الأطفال وحرق الجثث إلى رواية قصف المسشتفى المعمداني على لسان الرئيس الأميركي جو بايدن، وهذا لا يشير إلى سذاجة أميركية بل إلى عدم إقامة أي قيمة للحقيقة والاستعداد لتبرير الاصطفاف وراء الكيان ودعمه لمشاركته في تسويق الأكاذيب. وأعلن وزير الدفاع الأميركي جاهزية واشنطن لتقديم المساندة التي يحتاجها جيش الاحتلال في أي مواجهة، ورغم عدم التعليق الأميركي الرسمي على اغتيال هنية، فإن واشنطن التي تصنّفه كما فؤاد شكر إرهابياً، تدرج استهدافه ضمن خطة القضاء على حماس التي تؤيدها، وإضافة الى التبدل في الموقف الأميركي كدليل على شراكة أميركية إسرائيلية في العمليتين، جاءت العملية الأميركية في العراق ضد قوى المقاومة لتوضح ترابط ملف الحرب مع قوى المقاومة دفاعاً عن الكيان والمواجهة بين قوى المقاومة المدعومة من إيران والاحتلال الأميركي في سورية والعراق، وسعي واشنطن للمقايضة بين الحل في غزة وضمان بقاء الاحتلال في سورية والعراق. ولعل كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السابق لكل هذا المسلسل بما فيه صاروخ مجدل شمس، عن تصعيد مقبل إلى المنطقة تأكيد على ربط تفاهمات نتنياهو وبايدن بهذا التصعيد.
الاستعداد للرد هو ما تقوله قوى المقاومة من اليمن الى العراق ولبنان وفلسطين وانتهاء بإيران، التي أعلن مرشدها الإمام علي الخامنئي أن من واجبها الثأر لدماء القائد اسماعيل هنية لأنه كان على أرضها وضيفها، بينما يتحدّث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ويعلن موقف المقاومة بعد تشييع القائد فؤاد شكر، فيما تحدّثت صحيفة النيويورك تايمز عن سيناريوهات للرد تستهدف منشآت عسكرية في محيط تل أبيب وحيفا، عبر عمليات منسقة تشترك فيها إيران واليمن والعراق ولبنان.
زفّ حزب الله القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر (السيد محسن) شهيدًا كبيرًا على طريق القدس، والذي استشهد إثر العدوان «الإسرائيلي» الغادر والغاشم على الضاحية الجنوبية لبيروت – حارة حريك.
ولفت الحزب في بيان النعي الى أنه “بعد مسيرة حافلة كلها إيمان بالله وعهد مع الله، وصدق في هذا الإيمان والعهد وجهاد دؤوب بلا كلل ولا ملل وانتظار طويل للقاء الله تعالى والأحبّة الذين سبقوا من إخوانه القادة والشهداء والاستشهاديين وفي ذروة الشوق لهذا اللقاء، مَنَّ الله تعالى على عبده المجاهد والصادق والمخلص والعاشق بوسام الشهادة الرفيع وأذِنَ له بهذا اللقاء الأبدي في رضوان الله وجواره هو القائد الجهادي الكبير الأخ العزيز والحبيب السيد فؤاد شكر (السيد محسن) الذي نزفه شهيدًا كبيرًا على طريق القدس، تُقَدِّمُهُ مقاومتنا عنوانًا لالتزامها الحاسم وعزمها الراسخ بمواصلة الجهاد حتّى تحرير الأرض والمقدسات والإنسان من ظلم ووحشية هذا الكيان الغاصب والمجرم والقاتل، ورمزًا من رموزها الكبار من صانعي انتصاراتها وقوتها واقتدارها ومن قادة ميادينها الذين ما تركوا الجهاد حتّى النَّفْسِ الأخير.
وكما كان حضوره المباشر في الحياة معنا قوةً مميزة للمقاومة ستكون شهادته العظيمة دفعًا قويًا لإخوانه المجاهدين من أجل المُضِي قُدمًا بثباتِ وشجاعة لحفظ الإنجازات والانتصارات والمقدرات وتحقيق الأهداف والآمال التي كان يتطلع إليها هذا القائد الكبير”.
وأضاف: “هذا بيان تعزيتنا وتبريكنا وأما موقفنا السياسي من هذا الاعتداء الآثِم والجريمة الكُبرى سَيُعَبِّرُ عنه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله “حفظه الله” غدًا (اليوم) في مسيرة تشييع الشهيد القائدِ إن شاء الله”.
ومن المتوقع وفق معلومات “البناء” أن يتحدث السيد نصرالله عن أهمية الشهيد وأدواره المتعددة في المقاومة لا سيما الأمنية منذ الثمانينيات وإنجازاته في كل الجبهات لا سيما في مواجهة العدو الإسرائيلي. كما سيؤكد السيد نصرالله الرد على هذا العدوان الكبير وسقف ومعادلة الرد بعد أن يشير الى خطورة هذا الاستهداف الذي يرتب ثلاثة حسابات الأول ضرب الضاحية والثاني استهداف منطقة سكنيّة واستشهاد مدنيين والثالثة اغتيال القيادي الجهادي الكبير فؤاد شكر ما يعني أن الحساب مفتوح وسيكون كبيراً جداً.
ونشر الإعلام الحربي في المقاومة مشاهد للشهيد شكر.
ويشيّع حزب الله الشهيد اليوم انطلاقاً من مجمع سيد الشهداء (ع)، حيث يتقبّل حزب الله وذوو الشهيد التعازي والتبريكات من الساعة الثالثة حتى الرابعة والنصف.
وتقام مراسم التكريم والوداع وتختتم قبل انطلاق التشييع بكلمة للأمين العام السيد حسن نصر الله.
وأشارت وكالة “فارس” الى مقتل مستشار عسكري إيراني في الغارة التي نفذها الجيش الإسرائيلي على ضاحية بيروت الجنوبية، والتي قتل فيها القيادي شكر.
وأعلن موقع الخارجية الأميركية، “رفع إرشادات السفر الأميركية للبنان إلى المستوى الرابع أو عدم السفر”.
وطلبت من “الأميركيين عدم السفر إلى لبنان بسبب التوترات المتزايدة بين حزب الله وإسرائيل”.
وأعلنت “إن بي سي” عن شركة يونايتد إيرلاينز، “تعليق خدمتنا اليوميّة في تل أبيب لأسباب أمنية”.
وفي وقت سابق، أعلنت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن “شركات طيران أجنبية تلغي رحلاتها إلى “إسرائيل””.
وتحدثت القناة 13 الإسرائيلية، عن “إلغاء شركات الطيران الأميركية وبالبريطانية رحلاتها إلى “إسرائيل” بسبب الوضع الأمني”.
وحاول رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هيرتسي هاليفي استثمار عملية الاغتيال برفع معنويات جيش الاحتلال ومستوطني الشمال واستعادة جزء من هيبة الردع المتآكلة، حيث قام بزيارة تفقديّة للتمرين الذي يُجريه لواء كفير على الحدود الشماليّة مع فلسطين المحتلة، برفقة قائد المنطقة الشمالية وقائد المنطقة الوسطى وغيرهما من القادة.
في المواقف السياسيّة، أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان أنّ استشهاد القائد الجهادي الكبير في حزب الله السيد فؤاد شكر (السيد محسن) جراء العدوان الصهيوني على ضاحية بيروت الجنوبية، لن يضعف المقاومة، بل يزيدها عزماً وإصراراً على مواصلة مسيرة الجهاد دفاعاً عن لبنان وإسناداً لغزة وكل فلسطين.
وقال حردان في بيان: إن غاية كلّ مقاوم هي تحقيق الانتصار أو نيل شرف الشهادة. لكن، دماء الشهداء غالية وعزيزة، وحرارة هذه الدماء تبقى متوهّجة في صراعنا الوجوديّ مع الكيان الصهيوني الغاصب الموغل في إرهابه وإجرامه وعنصريّته.
وأكد حردان، أنّ المقاومة التي تقدّم قادتها شهداء، هي مقاومة ظافرة وعصية على الانكسار، وبشهادة الدم ترسم معادلات النصر مهما كانت التحدّيات.
ورأى أنّ محاولات الهروب إلى الأمام التي ينتهجها العدو الصهيونيّ، باستهدافه قادة المقاومة، لن تكون إلا مزيداً من الوبال على كيانه الغاصب. فالتضحيات الجسام التي بذلها المقاومون، ولا يزالون، ترتفع وتيرتها وتزداد اندفاعتها كلما ارتقى شهيد على طريق التحرير.
في سياق ذلك دان حردان جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) المجاهد إسماعيل هنية، الذي قضى شهيداً نتيجة عملية جبانة نفذها العدو الصهيوني.
وأكد حردان على أن كل المقاومين، والشهيد هنية واحد منهم، عندما اتخذوا قرارهم بالانخراط في العمل المقاوم، كانوا يضعون نصب أعينهم تحقيق النصر أو الشهادة على طريقه، إنقاذاً لفلسطين كلها من الاحتلال والإرهاب والعنصرية.
رسمياً، أكد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عبد الله بوحبيب أن “الضربة الإسرائيلية الأخيرة لضاحية بيروت الجنوبية واغتيال اسماعيل هنية، إضافة الى التطورات الأخيرة في بغداد، تضرب بعرض الحائط مبادرة الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار في غزة، وتشكل عقبات إضافية للمسار الدبلوماسي والسلمي الذي ينادي به لبنان، تحديداً تنفيذ قرار مجلس الامن ١٧٠١ وكل القرارات الأممية ذات الصلة في المنطقة”.
وأشار بو حبيب في مقابلة على محطة «CNN» الأميركية، إلى أن “توسع رقعة الحرب من جراء الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة أصبح أمراً جدياً، في حال لم تتدارك الولايات المتحدة الأميركية ضرورة العمل الجدي لوقف التصعيد، ووقف إطلاق النار، وتنشيط خطة السلام”.
ووجّه بو حبيب بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، رسالة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة عبّر من خلالها عن قلق لبنان البالغ إزاء المأساة التي وقعت في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وعن إدانته لاستهداف المدنيين أينما كانوا. وأشار إلى أن الظروف المحيطة بهذا الحادث المروّع لا تزال غير واضحة.
كما وجّهت بعثة لبنان لدى الاتحاد الأوروبي رسالة رسمية مماثلة إلى الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، وجميع المندوبين الأوروبيين المعتمدين لدى الاتحاد الأوروبي، أعربت فيها عن موقف الدولة اللبنانية من التهديدات الإسرائيلية الأخيرة على خلفية حادث مجدل شمس المأساوي.
وتمّ التأكيد في الرسالتين على أن النيات الحقيقية لـ”إسرائيل” هي إطالة أمد الأعمال العدائية وتصعيدها، واستغلال حادث ملتبس في الجولان السوري المحتل، لشنّ المزيد من الهجمات على لبنان. كما تمّت الإشارة إلى أن الرواية التي تروجها “إسرائيل” تسعى إلى حرف الانتباه عن انتهاكاتها الطويلة الأمد للقانون الدولي وتحديداً في شقه الإنساني، واحتلالها للأراضي العربية، وإجهاض الجهود الحقيقية الرامية إلى تحقيق السلام والعدالة في المنطقة.
المصدر: صحف