كشف تحقيق لمركز دراسات كندية عن واحدة من أكبر شركات الأمن الخاص في العالم التي لم تترك بلدا في العالم مضطربا أمنيا إلا وتدخلت فيه، ويتعلق الأمر بـ “”GardaWorld. وإذا كان الغزو الأميركي لكل من العراق وأفغانستان قد أماط اللثام عن شركة “بلاك ووتر” الأميركية التي وظّفت المئات من المرتزقة للقيام بعمليات لا يريد الجيش الأميركي التورط فيها، من قتل واعتقال وتعذيب، فإن الاضطرابات الأمنية التي يمر بها العالم خلال السنوات الأخيرة كشفت ظهور “وحش” آخر في مجال الأمن الخاص.
وتفيد معطيات التحقيق الذي أنجزه مركز “كلوبال ريسورش”، بأن رجال الشركة التي يوجد مقرها بموريال الكندية ولها حضور في العالم، تدخلوا في العراق إبان غزوه، والأمر نفسه في أفغانستان، بل إن الشركة كان لها حضور حتى في مصر إبان سقوط نظام مبارك والاضطرابات الأمنية التي عصفت بالبلاد خلال تلك الفترة، وأضاف المركز أنه “حيثما كانت هناك اضطرابات أمنية، فذلك جيد بالنسبة للشركة”.
وتتركز أنشطة الشركة، أساسا، في حماية الشخصيات التي تشغل مناصب جد حساسة في العالم، كما أنها تدخلت في كل من الصومال وليبيا والجزائر وحتى اليمن. ويكشف المركز أنه في العام 2007 بلغ عدد المقاتلين التابعين للشركة العاملين في العراق أزيد من 5000 مقاتل.
وفي العراق تم اختطاف ثلاثة من العاملين في الشركة، قبل أن يتم قتلهم، حيث كانت مهمتهم تأمين خبير معلوماتي بريطاني كان يشتغل لدى وزارة المالية العراقية. وفي أفغانستان تم اعتقال ثلاثة من موظفيها ومعهم 30 بندقية كلاشنيكوف لا تحمل أي أرقام تسلسلية، ولا يتوفرون على رخص حملها.
كما تشتغل الشركة في نيجيريا من أجل تأمين الشركات النفطية وحقول النفط، بالإضافة إلى حضورها في الصومال، وهو ما دفع مجموعة العمل الأممية حول استخدام المرتزقة إلى تنبيه حكومتي الصومال ونيجريا إلى ضبط هؤلاء المقاتلين وألا يحلوا محل الشرطة أو الجيش.
وفي ليبيا كان للشركة الكندية دور أكبر، حيث انطلقت أنشطتها هناك سنة 2011، أسابيع قليلة قبل الإطاحة بنظام معمر القذافي، إذ تولت مهمة نقل أنصاره إلى مصراتة، ومحاصرة مؤيديه في مدينة سرت التي تعد معقله الرئيسي.
وللقيام بكل هذه العلميات القتالية، فإن الشركة تتوفر على خبراء أمنيين وعسكريين من الطراز الأول، من بينهم جنرالات سابقون في الجيش الأميركي، ومستشارون في وزارة الدفاع الأميركية، وضباط كبار متقاعدون في الجيش البريطاني والكندي.
المصدر: صحف ومواقع