لا يزالُ خطابُ بنيامين نتنياهو في الكونغرس محلَ انتقادٍ لاذع بينَ الاوساطِ الصهيونيةِ وسطَ موجةِ اعتراضٍ لاستعماله بعضَ عائلاتِ الاسرى في غزة كاداةٍ في فيلمه الدعائي امام السيناتورات الاميركيين.
ووصف الصهيونية الخطاب الذي القاه بنيامين نتنياهو بالخطاب المخادع والكاذب والمليء بالاضاليل، وانه يسعى جاهدا لافشال صفقة التبادل ووقف اطلاق النار، وحتى انه استخدم عائلات المحتجزين الصهاينة الذين اقلهم معه الى واشنطن من اجل الدعاية، وقام بعدما انتهى من استخدامهم بعمل وقح وعديم المسؤولية باعادهم بطائرات عادية من الولايات المتحدة ولم يعدهم على متن الطائرة التي اقلته الى واشنطن.
واجمع المعلقون الصهاينة ان نتنياهو الذي كان همه تسجيل صورة استعراض نصر في الكونغرس، لكن لم ينفعه ذلك ووجد في لقاءه الرئيس الاميركي جو بايدن او نائبته كاملا هاريس ان هناك نية امريكية لانهاء الحرب فقرر اعادة طرح نقاط خلافية لوضع العراقيل امام اتمام الصفقة وهو ما يستوجب الحذر امام اي تفاؤول باتمامها.
وكشفت اوساط صهيونية ان نتنياهو تهرب من الحديث عن دعوة المرشح للرئاسة الاميركية دونالد ترمب ومنذ خمسة اشهر الى انهاء الحرب في غزةـ لان استمرارها سيضعف اسرائيل مكتفيا بالاشادة بما قدمه للكيان من دعم وتناسى ان لدى ترمب ايضا خطة تتضمن دولة فلسطينية.
هذا، وأحبط خطابُ نتنياهو في الكونغرس صهاينةَ الشمالِ المحتلّ الذين يشككون اصلاً بفاعليةِ خططِ حكومتِه لمواجهةِ الحربِ الواسعة.
وباستياء، تلقّف صهاينة شمال فلسطين المحتلة خطاب رئيس حكومتهم بنيامين نتنياهو في الكونغرس، الذي لم يحجز للشمال سوى 37 ثانية في خطابه وفق حسبتهم، وهذا ليس بالنسبة اليهم الا دليلًا إضافيا على اهمال حكومة الحرب للشمال المحتل لعجزها عن ايجاد حلّ له.
وقال مذيع في القناة 12 الصهيونية، “بخصوص الكثير من سكان الشمال الذي شاهدوا خطاب نتنياهو في الكونغرس ، فقد ذكر عشرات المرات إيران ولكن الشمال تقريباً حذف من الحوار”.
وقال غاي فارون، مراسل القناة 12 في الشمال “الشمال خصص له فقط 37 ثانية، حيث تطرق الى انه يجب إعادة السكان، وحيث يشاهد السكان في الشمال هذا، في حين ان جزءًا كبيرًا منهم خارج منازلهم وجزء في منطقة حرب منذ 10 أشهر مع توقع لأشهر إضافية، وليس هناك أي قرار استراتيجي حول كيف ومتى سيعود السكان . لقد اعتدنا على أن الشمال هو موضوع هامشي، موضوع جانبي، ومنطقة كاملة من إسرائيل مهملة من قبل الدولة”.
والى اتهامهم الحكومة بإهمالهم، لا يحمل صهاينة الشمال أي خطط رسمية إستعدادًا لسيناريو التصعيد الا على محمل الذعر والتشكيك واللاثقة.
وقالت يونات كوهين، مراسلة للقناة 12 الصهيونية “وزارة الصحة شكلت منظومة شاملة ستكون جاهزة في الاسبوع المقبل وهذه المنظومة تشمل قطارات مخصصة لاجلاء الاصابات وتحديد الاماكن والعيادات التي سينقل اليها المرضى وكل ما له علاقة باحتياجاتهم من غذاء ودواء اضافة الى المولدات الكهربائية والهواتف الفضائية .. هذا لا يعني اننا امام حالة حرب شاملة في الساعات المقبلة ولكن هدف وزارة الصحة هو الاستعداد”.
بالمقابل، قال ايتان كابل عضو كنيست صهيوني “تقرير وزارة الصحة يثير الذعر، واذا لم يثر هذا التقرير الذعر فما الذي سيفعل ذلك؟ آمل ان يكون هناك نجاح لهذه الخطة بنسبة خمسين بالمئة في حال وقوع الحرب”.
ويشكّك البعض بنجاح أي خطة طوارئ في حال تمّ التصعيد في الشمال المحتل، ليس افتقارا للقدرة، بل لجهلهم أي قدْر من قدرات حزب الله سيواجهون.
المصدر: المنار