شهدت الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم تظاهرة عاشورائية كبرى، شاركت فيها حشود ضخمة، وصدح المشاركون فيها بالشعارات الحسينية. وكما البنيان المرصوص، احتشد المعزّون في المسيرة العاشورائية التي نظمها حزب الله في ضاحية الإباء، تظللهم صور الشهداء ورايات الحسين والمقاومة وفلسطين.
مشهدٌ مهيب، توافد المعزّون منذ الفجر الى مجمع سيد الشهداء (ع) للاستماع إلى تلاوة المصرع الحسيني، وغصت بهم الشوارع وصولاً الى باحة الإمام الحسين (ع) في الكفاءات.
وفي الوقت الذي يلبّي المجاهدون نداء الحسين في جبهة الجنوب إسنادًا لفلسطين، كان حضورٌ خاص لعوائل الشهداء في المسيرة العاشورائية، حيث أكدوا أن بذل الدماء الزكية سيثمر انتصاراً عنوانه التضحيات على النهج الحسيني المقاوم.
ورغم كل التهديدات، ردد المعزّون هتاف “ما تركتك يا حسين”، مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. كل يوم عاشوراء، وحيث يجب أن يكون الكربلائيون سيكونون، يلبون دعوة خير العمل بالجهاد والدم والابداع في الميدان، ولسان حال قلب الحسينيين، أن “اللهم عجل لوليك الفرج”.
وشهدت المراسم العاشورائية في الضاحية الجنوبية لبيروت، مسيرة نسائية حاشدة، تقدمتها عوائل الشهداء ومواكب متنوعة، ومعها مواكب الكشفيات والجامعيات والطفل الرضيع. وعلى طول الطريق من مجمع سيد الشهداء عليه السلام في الرويس إلى ساحة الإمام الحسين عليه السلام في الكفاءات مشاركة نسائية حاشدة ، والنداء لبيك يا حسين في كل حين وظرف.
ونحن في معركة الحق والباطل ، قالت نساء الضاحية كلمتهن، نسير على طريق الحق، نقدم التضحيات حيث يجب وعيننا على النصر القادم.. هذا وعد الله وفعل رجاله.
حشود غفيرة تلبي نداء الحسين في يوم العاشر في الجنوب وتتحدى الاحتلال
ولم تبدلِ الظروفُ الأمنيةُ التي تشهدُها منطقة الجنوب مشهدَ الحشود الغفيرة من الحسينيين والزينبيات الذين تقاطروا منذ ساعاتِ الصباح الاولى للمشاركة في احياءِ ذكرى العاشر من المحرم، لا سيما في المجلسين المركزيين اللذين يقيمُهاَ حزب الله في مدينةِ صور وبلدة شقرا.
فعلى عكس السنوات السابقة، غابت المسيرات المركزية التي يقيمها حزب الله في مدن صور وبنت جبيل والخيام، إضافةً الى تمثيلِ مسرحية واقعة الطفّ في مجدل سلم، فيما خرجت العديد من المسيرات الفرعية في مختلف البلدات الجنوبية البعيدة نسبياً عن الحدودِ مع فلسطينَ المحتلة، فجددَ فيها المشاركونَ الولاء لسيدِهم الإمامِ الحسينِ وأهلِ بيته عليهم السلام، مشددين على التمسك بالنهج المقاوم والصمود في وجه العدو الصهيوني والمضيّ على نهج الشهادة.
حملة الرايات والأعلام من الفرق الكشفية تقدموا المسيرات الحسينية، فيما ارتفعت صورُ الشهداء الذين لبوا نداءَ سيدهم ببذلِ الدماءِ والدفاعِ عن المظلومين، كما لم تغبِ المضائف على امتداد الطرقات التي تربط البلدات الجنوبيةَ بعضها ببعض، والتي قدمت العديدَ من أصنافِ الطعام والفاكهة والحلوى على حب الحسين ومن استشهد معه من أهلِ البيت والأصحاب عليهِم السلام.
قرى وبلدات النبطية يلبون نداء العاشر من محرم
ولبى أهالي قرى وبلدات منطقة جبل عامل الثانية نداء نصرة سيد الشهداء في العاشر من المحرم حيث تنوعت الإحياءات. ففي مدينة النبطية تُلي المصرع الحسيني بمشاركة امام المدينة الشيخ عبد الحسين صادق، وعُرضت مشهدية حسينية بعنوان وارث الأنبياء من إنتاج النادي الحسيني في النبطية.
إلى بلدة جبشيت التي غصّت بالأهالي الذين لبوا النداء في المسيرة العاشورائية التي نظمها حزب الله. وفي كفررمان مسيرةٌ حسينية حاشدة بمشاركة الأهالي. أما في الصرفند أحيا الموالون العاشر من المحرّم بمسيرة جابت الشوارع.
مشهد المسيرات انسحب على كلٍّ من الشرقية والمروانية والنميرية.. عهد يتجدد لسيّد الشهداء عبر المشاركات الحاشدة من قِبل عشّاق الحسين. وفي عبّا وزفتا لُطمت الصدور في المسيرات التي انطلقت بعد تلاوة المصرع الحسيني. وفي ميفدون لُطمت الصدور حزناً على المصاب الجلل.
إلى دير الزهراني اجتمع أنصار الحسين (ع) في مسيرة العاشر. وفي عدلون والبابلية حشودُ الموالين جدّدت الولاء للنهج الكربلائي فخرجت في مسيرات المواساة لآل بيت النبوة. وفي قرى إقليم التفاح التي خرج بشيبها وشبابها تلبي النداء للحسين في كل من عين قانا وكفرفيلا. وفي حومين الفوقا وكفرملكي علا النداء بيعة ونصرة للمقاومة وسيدها.
وفي كوثرية السياد جدد الحسينيون نداء أبي الأحرار. وفي الخرايب .. عزاء ولطم للصدور. وفي صيدا مسيرة عاشورائية حاشدة شارك فيها أنصارُ وعشّاق الحسين. وشهدت عدد من القرى والبلدات حملاتِ تبرّع بالدم. وإلى جانب المسيرات والإحياءات أقيمت المسرحيات العاشورائية التي تجسد واقعة الطف في عدد القرى.
البقاع الغربي على العهد مع الإمام الحسين وكربلاء
وعلى العهد مع الحسين جدد ابناء البقاع الغربي ولاءهم لسيد الشهداء والمقاومة، بالمسيرة الحسينية الحاشدة التي نظمها حزب الله في بلدة مشغرة وشارك فيها الآلاف من محبي وعشاق سيد الشهداء.
بعد تلاوة المصرع الحسيني إنطلق ركب المسيرة وقد رفعت الرايات، وزينتها صور الشهداء التي احتضنها أمهات الشهداء. تقدم المسيرة مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله السيد عمار الموسوي ومسؤول منطقة جبل عامل الثانية علي ضعون ولفيف من العلماء وفاعليات المنطقة وحشد من الأهالي من كل البلدات.
بعد الفرق الكشفية وحملة الرايات وصور القادة انتظمت فصائل اللطم والهتفات تعلو بالنصر والتأييد للحسين وخط الحسين وللمقاومة ومجاهديها في لبنان وفلسطين. السيد الموسوي ألقى كلمة حزب الله أكد خلالها على المضي في دعم ومساندة المستضعفين وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني.
الزينبيات كان حضورهن كبير ومعبر، رفعن أعلام فلسطين والصرخة دوما لبيك يا حسين. ويبقى الدم الحسيني شعلة كل أحرار العالم في غزة وفي لبنان وفي كل مكان.
مسيرة ضخمة في بعلبك احياء ليوم عاشوراء
وفي بعلبك وقراها، لبى الموالون نداء ابي عبد الله واحتشدوا للمشاركة في مسيرة العاشر من المحرم التي انطلقت من أمام مقام السيدة خولة بنت الإمام الحسين عليهما السلام. ونظم حزب الله مسيرة مركزية في مدينة بعلبك إنطلقت من أمام مقام السيدة خولة (ع) باتجاه طريق راس العين. ووسطَ المضائفِ الحسينيةِ التي انتشرت على طولِ اكثرِ من عشرين كيلومترًا لخدمةِ الزائرين.
وبعد تلاوةِ المصرعِ الحسيني في مقامِ السيدةِ خولة عليها السلام انطلقت المسيرةُ الراجلةُ بمشاركةِ الافِ المشاركين من مختلفِ المناطقِ البقاعية، يتقدمُها فرقُ كشافة الامام المهدي وحملةُ الراياتِ الحسينيةِ الذين ارتدوا الاكفان، بالإضافة الى فرقِ الهيئاتِ النسائيةِ والجرحى وعوائلِ الشهداء، وصدحت فيها صرخاتِ التلبيةِ ونداءاتِ “هيهاتَ منّا الذلّة”.
واختُتمت المسيرةُ بكلمةٍ لرئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك.
كما وكان لكلّ البلداتِ البقاعيةِ مسيراتٍ حاشدة، انطلقت بعد قراءةِ المصرعِ الحسيني، حيث كان لفلسطينَ وغزةَ حصةً كبيرةً في مشاهدِ البانوراما واللوحات التعبيريةِ، والصرخات الولائية.. وباحياءِ يومِ عاشوراء، يؤكّدُ مُحبو الامام الحسين ان شعارَ ألسنا على الحق حاضرٌ في كل النفوس.
مشاركة حاشدة في المسيرة العاشورائية بالهرمل
وانتظم الآلاف من أبناء الهرمل في المسيرة العاشورائية الحاشدة، التي دعا إليها حزب الله إحياء لذكرى عاشوراء الإمام الحسين (ع)، والتي انطلقت عقب المصرع الحسيني، من أمام حسينية الإمام علي (ع) في حي الدورة الجنوبي، تقدمتها الفرقة الموسيقية وحملة الأعلام وصور القادة، والفرق الكشفية المختلفة التابعة لجمعية كشافة الإمام المهدي (عج).
وتقدم حملة صور شهداء الهرمل مسيرة النساء التنظيمية، التي تبعتها مواكب اللطم الحسيني فمسيرة الرجال الشعبية، التي تقدمها عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إيهاب حمادة، علماء دين وفعاليات وحشد من الأهالي، تلتها مسيرة النساء الشعبية.
بدوره، النائب حمادة ألقى كلمة أكَّد خلالها أنه طالما استمر العدوان الصهيوني على قطاع غزة فإن المقاومة الإسلامية ستواصل عملياتها نصرة للمظلومين، ولن ترهبها التهديدات، وهي بذلك تقتدي بالإمام الحسين (ع) الذي قاد ثورة ضد الظلم. واخترقت المسيرة الحاشدة شارع الهرمل الرئيسي، وردد خلالها المشاركون اللطميات والشعارات الحسينية، وكانت نهايتها عند ساحة شهداء المقاومة الإسلامية.
مسيرات عاشورائية في منطقة جبل لبنان والشمال
وبالقبضات ونداءات التلبية لسيد الشهداء الإمام الحسين (ع) أحيا محبو أهل بيت النبوة في منطقة جبل لبنان والشمال المسيرات العاشورائية التي دعا إليها حزب الله. وفي جبيل وكسروان وتحت شعار “ألسنا على الحق” غصت بلدة الحصين الكسروانية بالمواسين والملبين لنصرة ابن بنت رسول الله (ص) ونصرة المظلومين.
مسؤول منطقة جبل لبنان والشمال في حزب الله الشيخ محمد عمرو أكّد خلال كلمة له في ختام المسيرة العاشورائية في الحصين الكسروانية أنّ “جبهة المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن تمثل جبهة الحق في وجه الكيان الصهيوني”.
وفي بلدة علمات الصوانة الجبيلية، غصت شوارعها بأنصار سيد الشهداء، حيث اختتمت المسيرة بكلمة لعضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رائد برو الذي أشار إلى أنّ “المقاومة في لبنان ماضية في خياراتها التي تضمن الردع والاستقلال عن كلّ مشاريع الإجرام التي ترعاها أميركا والكيان الصهيوني”.
المشهد نفسه انسحب على بلدتي لاسا في جرد جبيل، وكفرسالا في عمشيت، حيث تحدث في لاسا نائب مسؤول منطقة جبل لبنان والشمال في حزب الله الشيخ جمال كنعان، وفي كفرسالا مسؤول قطاع جبيل وكسروان الشيخ حسين شمص.
شمالًا لبى أنصار سيد الشهداء (ع) نداء نصرةِ الملظلومين، حيث لم تَغب غزّة وفلسطين عن المشهد، فنظم حزب الله المسيرات العاشورائية في بلدات راشكيدا البترونية، بنهران الكورانية، وصولًا لبلدتي حبشيت وقرحا العكاريتين.
ففي بلدة راشكيدا تحدث مسؤول قطاع الشمال في حزب الله الشيخ رضا أحمد، وفي بلدة بنهران تحدث عضو المجلس السياسي في حزب الله محمد صالح، في ما اختتمت مسيرة بلدة حبشيت العكارية بكلمة لإمام البلدة الشيخ علي إسماعيل.
بدورها مناطق النبعة، برج حمود، الفنار الزعيترية، الرويسات، وبياقوت كانت على موعدٍ مع مسيرات تجديد العهد لسيد الشهداء (ع) التي نظمها حزب الله، حيث تحدث عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ خضر نور الدين.
وانتشرت في ختام المسيرات العاشورائية المضائف على حبّ حفيد رسول الله (ص) في مختلف قرى وبلدات منطقة جبل لبنان والشمال.
الجمعية الخيرية تحيي العاشر وكلمات تؤكد على دعم المقاومة ضد الاحتلال
كما احيت الجمعيـةُ الخيريـةُ الإسلاميـةُ العامليـة في بيروت العاشرَ من محرم بحضور ممثلين عن رئيسي مجلس النواب والحكومة، اضافة الى نواب حالين وسابقين و مدراء عامين وقضاة وشخصيات فكرية واعلامية.
وبعد تلاوة المصرع الحسيني، كلمات تناولت الغاية من استشهاد الامام الحسين عليه السلام وما يصيب الامة اليوم من ويلات وعدوان امريكي صهيوني إن في غزة او لبنان.
كما تخلل الحفل العاشورائي كلمة للوزير السابق رشيد درباس وقصيدة من وحي المناسبة.
المصدر: المنار