بعد 285 يوماً على العدوان الاسرائيلي على غزة، لا يكلّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ولا يملّ، من التلويح بشروط وخطوط حمراء من نسج خياله، لم ولن تقبل بها المقاومة.
الأخير لا زال متعلق بقشة ما، انجاز ما، وهو الغريق مع جيشه في رمال قطاع غزة الذي أمعن فيه قتلاً ودماراً، وما كسر صموده ولا صمود مقاومته. ما كُسر هو جبروت جيشه وقدرته على تحقيق أهداف قيادته السياسية، التي قال لها بوضوح: هذا كل ما لدي، “والظروف قد نضجت لوقف الحرب وابرام الصفقة”، حسبما أعلن وزير الحرب يوآف غالانت.
تصريحات الأخير تعكس الشرخ الكبير بين نتنياهو والقيادتين والسياسية والأمنية الذي بدأ بالبروز إلى العلن منذ أشهر، وبدأ بالاتساع يوماً بعد يوم، حتى اتهم رئيس الوزراء قادة الأجهزة الأمنية “بالعمل على فرض مخطط بايدن عليه”. في وقت طالب فيه رئيس الأركان هرتسي هاليفي نتنياهو بالاعتذار للجيش بعد تصريحاته عن محدودية الضغط العسكري، واصفاً هذه التصريحات بـ “الخطيرة”.
وفي سياق متصل، ذكرت “القناة الـ13” الإسرائيلية أن “هناك خلافات وتبادل اتهامات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وقادة المنظومة الأمنية حول صفقة التبادل”.
ونقلت القناة عن ما أسمته مسؤول أمني رفيع قوله إن “وضع الصفقة قاتم ونتنياهو وضع شروطاً لا يمكن لحماس قبولها”، موضحاً أن “من الشروط التي وضعها وُجود الجيش على محور نتساريم لمنع مرور المسلحين”.
ولفت المصدر نفسه إلى أن “أحد أسباب عدم اتخاذ “إسرائيل” قرار حول اليوم التالي للحرب هو عدم قبول نتنياهو بالخطة التي وضعها غالانت”، مشيراً إلى أن “خطة غالانت لليوم التالي للحرب ليست بعيدة عن خطة نتنياهو نفسه، والرفض لأسباب شخصية فقط”.
ووسط الحديث الداخلي المتزايد عن الإخفاق في تحقيق أهداف الحرب، قال جيش الاحتلال إن تقديراته تشير إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) “لا تزال قادرة على قصف تل أبيب والقدس” رغم مرور 285 يوماً على الحرب. وحسب تقديرات جيش الاحتلال، فإن حماس “لا تزال تملك صواريخ بعيدة المدى، ولم يعمل الجيش حتى الآن ضد 3 من كتائبها”.
وحسب البيانات المعلنة للجيش المنشورة على موقعه الرسمي، بلغت حصيلة قتلاه منذ بداية الحرب 682 قتيلا، بينهم 326 ضابطا وجنديا قتلوا منذ بداية الاجتياح البري لغزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتقول وزارة الحرب الإسرائيلية إن قسم إعادة التأهيل التابع لها استوعب منذ بداية الحرب 9400 مصاب عسكري، 36% منهم يعانون من اضطرابات نفسية. وتوقع قسم إعادة التأهيل استيعاب 14 ألف مصاب حتى نهاية 2024، نحو 5600 منهم يعانون من اضطرابات نفسية، وفق بيان لوزارة الحرب.
يأتي ذلك في وقت من المتوقع أن يصل فيه نتنياهو، بعد أيام قليلة إلى واشنطن، حيث سيلتقي الرئيس الأميركي، جو بايدن، ثم سيلقي خطاباً أمام في “الكونغرس”. ومن المتوقّع أن يستعرض نتنياهو “الإنجازات” المزعومة التي حقّقها جيشه في غزة، مطالباً بالمزيد من الدعم الأميركي للحرب حتى تحقيق كامل أهدافها، التي لم يتحقق منها شيء يعوّل عليه، مع تحميله حركة “حماس” مسؤولية تعطيل المفاوضات.
“موقع واللا”: نتنياهو يبحث عن طرق للتهرب من تشكيل لجنة للتحقيق بإخفاق 7 أكتوبر
هذا وقال “موقع واللا” الإسرائيلي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي “يبحث عن طرق وبدائل للتهرب من تشكيل لجنة رسمية للتحقيق في إخفاق السابع من أكتوبر/تشرين الأول”، موضحاً أن الأخير
“يدرس سن قانون يسمح بتشكيل لجنة تحقيق تختار أعضاءها أغلبية نيابية بالكنيست وليس رئيس المحكمة العليا”.
سرايا القدس: العدو يستهدف المدنيين للتغطية على هزائمه
وفي وقت استشهد 40 فلسطينياً في مجزرتين جديدتين إثر استهداف الاحتلال منطقة إيواء للنازحين في مواصي خان يونس ومدرسة للأونروا في مخيم النصيرات، أكد الناطق باسم سرايا القدس (الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي) أبو حمزة، أن “جيش الاحتلال يلجأ لاستهداف المدنيين لأنه يتعرض لهزائم متكررة ويتلقى ضربات قاسية على جميع الجبهات”، محذراً العدو أنه “لن يتلقى من الشعب ومقاومته وروداً في محوري نتساريم وفيلادلفيا”.
وأعلن أبو حمزة في رسالة واضحة لنتنياهو الذي يريد الاستمرار بالحرب أنه “ما زلنا عند وعدنا بأننا أهل للحرب مهما طالت”، مشيراً إلى أن “كيد العدو في رفح ضعيف حيث العبوات الناسفة فخر الصناعات الجهادية”، وأن “حضور المقاومة ميدانياً فعّال في مختلف المناطق”.
وأعلن تمكن المقاومة “من الإجهاز على قوة صهيونية من نقطة الصفر في الشجاعية”، قائلاً إن “عبواتنا الناسفة فخر صناعتنا أحرقت جنود العدو في الشجاعية وغيرها”، وأن ” كيد الأعداء ضعيف في رفح وحي الشابورة ويبنا وتل السلطان حيث العبوات الناسفة التي ألهبت دبابات المعتدين”.
وعن الأسرى، قال أبو حمزة إن التنكيل بهم “يعكس حالة الهمجية والظلم الممنهج”، مؤكداً أن “أسرانا على سلم أولويات المقاومة، وتحريرهم آت لا محالة رغم أنف العدو وغطرسته”.
كما أكد على “استمرار النفير والقتال بكل الطرق والوسائل المتاحة حتى دحر العدو”، داعياً إلى “تشكيل جبهة عربية إسلامية موحدة تستأصل الكيان المسخ من بلادنا”.
الإبادة
هذا واستشهد فلسطينيان اثنان إثر قصف للعدو استهدف منطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح جنوبي القطاع.
وقصفت مدفعية جيش الاحتلال الإسرائيلي ومروحياته اليوم الأربعاء مناطق شمال غربي المخيم الجديد بالنصيرات، وقصفت مدفعية الاحتلال منطقة المغراقة شمالي مخيم النصيرات، ومخيم البريج وسط القطاع.
وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن آليات جيش الاحتلال قصفت مناطق شرقي دير البلح، وأطلقت قذائف دخانية بمنطقة الشعف شرقي مدينة غزة وسط القطاع.
هذا وارتفع عدد الشهداء إلى ثمانية شهداء جراء استهداف الاحتلال منزلاً لعائلة دياب في مخيم 2 بالنصيرات.
ووصل شهيد وعدد من الجرحى إلى مستشفى العودة جراء استهداف الاحتلال بناية سكنية لعائلة العيسوي والتي تأوي نازحين بجوار مسجد الإحسان في مخيم 1 بمخيم النصيرات.
وأصيب مواطنان على الأقل جراء استهداف الاحتلال منزل آل “الفراتي” في منطقة الشيخ رضوان في غزة.
كما قصفت مدفعية الاحتلال محيط حي الصبرة جنوب مدينة غزة.
▪️ صورة
حجم الدمار الذي حل في قصر الباشا الأثري في البلدة القديمة بمدينة غزة ويُعد النموذج الوحيد للقصور المتبقية بالمدينة. pic.twitter.com/Ldlx8jDphB— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) July 17, 2024
وأعلن الدفاع المدني أن طواقمه تعاملت مع استهداف الاحتلال الليلة الماضية منزلا لعائلة “دياب” بمنطقة الزوايدة وسط القطاع وانتشلت 7 شهداء وعدد من الجرحى.
“منظمة الصحة العالمية”: على “إسرائيل” وقف هجماتها غير المبررة على المستشفيات
من جهتها، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية لـ”قناة الجزيرة” إن “الاعتقاد بوجود مسلحين داخل مستشفى لا يبرر استهدافه”، مؤكدة أن “المنشآت الصحية يجب أن تظل آمنة على الدوام”.
وتابعت أنه على العدو “وقف هجماته غير المبررة على المستشفيات في غزة والضفة”، مشيرة إلى أن “من لديهم تأثير على “إسرائيل” مطالبون بالضغط عليها لوقف ممارساتها”، في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية.
منظمة “أطباء بلا حدود” أكدت أن “الطواقم الطبية في غزة تتعرض مع كل هجوم لضغوط لا تطاق، وسط نظام صحي مستنزف”، محذرة من أن
“مستشفيات غزة تفتقر إلى أبسط الأساسيات، وسيموت مزيد من الناس في كل ثانية يستمر فيها القتال”.
المصدر: موقع المنار+مواقع إخبارية