أجواء ايجابية وحذرة في آن تسود المفاوضات بين المقاومة والعدو… نتنياهو لا زال يناور – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

أجواء ايجابية وحذرة في آن تسود المفاوضات بين المقاومة والعدو… نتنياهو لا زال يناور

عناصر من كتائب الشهيد عز الدين القسام
عناصر من كتائب الشهيد عز الدين القسام

مع دخول العدوان على غزة يومه الـ272، تسود أجواء ايجابية وحذرة في آن مسار المفاوضات غير المباشرة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الاسرائيلي.

يأتي ذلك في وقت لا يزال رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يمارس نوعاً من المناورة، رغم تلويح عائلات الأسرى بخروج مليوني إلى الشارع في حال عرقلته للصفقة مع “حماس”، حيث سُرّب خبر ونُسب إلى “مصدر أمني إسرائيلي رفيع” قال إن رد حماس يتضمن طلباً بالانسحاب من محور فلادلفيا قد يعقّد الأمر.

وتبيّن لاحقاً أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، هو من كان خلف هذا الخبر. ولكنه عمد إلى إصدار تسريبات من مكتبه تتحدّث عن مناخات إيجابية، خصوصاً أن نتنياهو يريد إرضاء الأميركيين بالتجاوب مع المساعي، ولكنه لا يريد الصفقة، ويحاول تحميل الجيش والأجهزة الأمنية المسؤولية.

 آخر التطورات تمثلت بتسلّم “حماس” قبل أيام مقترحات أميركية تتضمن أفكاراً حول البند المتعلق بوقف دائم للحرب والانسحاب من القطاع، معلنة الحركة أمس أنها تبادلت الأفكار مع الوسيطين القطري والمصري.

وبحسب صحيفة الأخبار اللبنانية، فإن “التطور الأبرز يتعلق بمقترحات أعدّها مدير المخابرات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، بالتنسيق مع قطر ومصر وتركيا، وأن الأفكار الأميركية كانت تحاكي مطلباً رئيسياً لـ”حماس”، بأن يصار إلى تضمين النص كلاماً واضحاً لا يحتمل التأويل حول أن المفاوضات بين المرحلتين الأولى والثانية سوف تتم مع ضمان استمرار وقف إطلاق النار، أو تثبيت الهدوء المستدام خلال كل وقت التفاوض في نهاية المرحلة الأولى”.

ماذا عن معبر رفح ومحور فيلادلفيا؟ في هذا السياق تحدثت الصحيفة عن “فكرة أميركية تقول إن “إسرائيل” سوف تخلي معبر رفح بالاتفاق مع الجانب المصري على أن يكون هناك تفاهم على إدارة المعبر، لكن دون إلزام العدو بالانسحاب الكامل من محور فيلادلفيا”. وما حصل خلال ساعات ما بعد ظهر أمس، هو أن الوسطاء سلّموا “أفكار” حماس للجانب الإسرائيلي.

ما صدر عن أوساط العدو حتى اللحظة هو أنه “يدرس رد حركة حماس على صفقة التبادل”، في وقت قالت فيه صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية نقلاً عن مسؤول مطلع إن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو “أبلغ نواباً في الكنيست انفتاحه على وقف الحرب”.

يأتي ذلك في وقت ذكرت فيه صحيفة “يديعوت أحرنوت” أن “نتنياهو يريد المماطلة إلى بعد انتهاء دورة الكنيست الصيفية وخطابه في الكونغرس”، لافتة إلى أنه “من المتوقع أن يجري الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصالاً اليوم مع نتنياهو للضغط عليه لقبول الصفقة”، مضيفة أن “زيارة نتنياهو المرتقبة إلى البيت الأبيض، تهدف إلى الضغط على “إسرائيل” للتوصل إلى تفاهمات لوقف إطلاق النار وإعادة الأسرى”.

إعلام العدو وفي السياق نفسه ذكر أن “قادة الأجهزة الأمنية يعتقدون أن رد حماس جيد ويسمح بإطلاق مفاوضات تؤدي إلى صفقة”.

ونقلت “القناة الـ12” الإسرائيلية، عن مصادر مطّلعة، أنه “لأول مرة، ردّ حماس يسمح بالتقدم وهناك أرضية للمفاوضات”، الأمر نفسه نقلته صحيفة “إسرائيل اليوم” عن مصادر وصفت ردّ “حماس” بـ”الاقتراح الجيد”، وأنه “أفضل رد تقدمه الحركة حتى الآن، وهو العرض الذي يجعل الصفقة ممكنة”.

المقاومة على ثوابتها

في المقابل، أعلنت الحركة أنها تعاملت بإيجابية مع المباحثات، مؤكدة في الوقت نفسه على القضايا الجوهرية والثوابت التي لطالما لم تتنازل عنها طوال المسار التفاوضي، ومنها بشكل أساسي “تثبيت وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل وعودة النازحين، انسحاب الاحتلال من محور فيلادلفيا ومعبر رفح، إضافة إلى رفض وضع “فيتو” على اطلاق سراح ذوي الأحكام المؤبدة”.

 الميدان يقول الكثير

الجدير ذكره أن هذه التطورات على صعيد المفاوضات تترافق مع استعداد جيش الاحتلال لتخفيض قوّاته في غزة وتحديداً في رفح، إضافة إلى مناطق الشمال، وبعض مخيمات المنطقة الوسطى، وتلك التي تتمركز عند الجدار الفاصل مع المستوطنات.

وأتى قرار التخفيض بعدما أعطى المستوى السياسي الضوء الأخضر للجيش للانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، والتي تشمل عمليات اقتحام خاطفة ومحدودة، تعرف باسم “الغزوات الموضعية”، وتقوم على معلومات استخبارية مكثّفة، مقابل سحب القوات من المدن والأحياء داخل القطاع.

صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير للصحافي الاستخباري الإسرائيلي الشهير، رونين بيرغمان، المعروف بمصادره الوثيقة بـ”مجتمع المخابرات”، ذكرت أن قادة هيئة الأركان العامة للجيش وصلوا إلى قناعة بأن الحرب بصورتها الحالية تعني حرباً أبدية، وأنه من الأفضل للكيان التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإن أبقى ذلك “حماس” في القطاع. وتولدت هذه القناعة في ظل رفض رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تقديم صيغة واضحة بشأن “اليوم التالي”، فيما القوات العسكرية تعاني تآكلاً جسدياً ونفسياً، وتبدو مستنزفة، ليس وفقاً لمصادر الصحيفة الأميركية فحسب، بل أيضاً بحسب عشرات التقارير الإسرائيلية ومقابلات مع جنود وضباط نظاميين وآخرين احتياطيين.

المصدر: مواقع إخبارية