الصحافة اليوم: 26-6-2024 – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الصحافة اليوم: 26-6-2024

الصحافة اليوم

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء  26-6-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

الاخبار:

جريدة الاخبارالراعي وجعجع يُفْشِلان لقاء بكركي | مندوب البابا: المسيحيون ينتحرون بخلافاتهم

بين عظة البطريرك بشارة الراعي الأحد الماضي واللقاء الذي كان يُفترض أن يكون جامعاً أمس في بكركي، بدا أن ثمة قراراً بإفشال زيارة أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين الذي رغب بأن يخرج اللقاء الموسّع ببيان موحّد يشكّل وثيقة وطنية جامعة يتبناها البابا فرنسيس ويصل صداها إلى الغرب، خصوصاً أن النقاش تمحور حول أوضاع غزة والجنوب اللبناني والخطر الإسرائيلي الداهم على لبنان، ولا سيّما مسيحيّيه لناحية تهجيرهم.
تولّى الراعي بنفسه شقاً من «عملية الإفشال» بعد اتهامه «حزب الله»، في عظة الأحد الماضي، بالإرهاب، مطالباً بنزع السلاح وتحييد الجنوب ولبنان واستقدام رعاية دولية لتطبيق القرارات الدولية، وهو ما فُسّر محاولة لإجهاض المساعي الفاتيكانية بجمع مختلف الأفرقاء والوصول إلى خارطة طريق تحمي لبنان، خصوصاً أن الراعي لم يأت على ذكر جرائم العدو الإسرائيلي في لبنان وغزة ولا من يسقطون شهداء في الجنوب، بل دعا عملياً إلى احتلال لبنان من قبل قوات دولية.
وبالتالي تقع على عاتق الراعي مسؤولية تغييب المكوّن الشيعي رغم معرفته بأهمية حضوره هذا الحوار، ورغم تركيز الرجل الثاني في الفاتيكان على ضرورة تطبيق رسالة الكنيسة بالعيش معاً.
وبدلاً من أن يستغل رأس الكنيسة المارونية المناسبة للتفاوض مع الحزب وربما «جرّه» إلى الموافقة على مواقف يتوافق عليها الحاضرون، عمل على «تطفيش» كل الشيعة بعدما غاب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب عن اللقاء، فيما تغافل البطريرك عن سبب هذا الغياب، مشيراً إلى «عدم علمه» بالدافع وراء غياب المجلس.

أما الشقّ الآخر من عملية إفشال مبادرة بارولين فتولّاه رئيسا حزبَي القوات اللبنانية سمير جعجع والكتائب سامي الجميل، إذ لم يجد جعجع أهمية لحضور لقاء على هذا المستوى، فأرسل موفداً ليمثّله في الحوار هو النائب بيار بو عاصي الذي يبرع في صبّ الزيت على نار الخلافات. وقد أصرّ أمس على رفض أي حوار وضرورة الخروج ببيان تأنيبي ضد حزب الله والدعوة إلى دقّ النفير لسحب سلاحه. وبو عاصي هنا لا يمثّل نفسه، بل يعكس نهج معراب برفض كل شيء وأيّ حوار، لضمان عدم الوصول إلى اتفاق بين الأفرقاء من دون رعاية خارجية.
والواضح أن أجندة جعجع ورعاته حالت دون حضوره أمس، طالما أن قرع طبول الحرب هو المطلوب الآن، كما يأتي في سياق رفضه كل المبادرات ومحاولات الحوار على مدى الأعوام الماضية: الحوار الوطني، الحوار المسيحي – المسيحي، الحوار المسيحي – الإسلامي، دعوة بكركي والفاتيكان للقاء جامع، دعوة بارولين لجمع القيادات السياسية المارونية الأربعة لفرض ورقة مشتركة حول مطالب المسيحيين في ما خصّ رئاسة الجمهورية ووضع خارطة طريق لحماية الوجود المسيحي في لبنان، وما يمكن للفاتيكان أن يقدّمه من مساعدات في هذا الإطار. كذلك نجح جعجع مرة جديدة في إظهار الجميل ملحقاً به. فبعدما كان الأخير عازماً على تلبية الدعوة، اعتذر عن عدم الحضور وأوفد ابن عمه النائب نديم الجميل ممثّلاً له. وهي ليست المرة الأولى التي يبدّل فيها فتى الكتائب قراره نتيجة رغبته بالمزايدة على جعجع، وفي كل مرة كان ينتهي الأمر باستغلال رئيس القوات ضعف الجميل وإثبات قيادة معراب للمعارضة.

نجح جعجع مرة جديدة في إظهار ضعف الجميل وجعله ملحقاً به

وفي مقابل الغياب القواتي والكتائبي، حضر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية المتهمان بتعطيل الحوار والحلول.

وجمعت الرجلين خلوةٌ تحدّثا فيها عن المخاطر الإسرائيلية وأهمية زيارة بارولين والدعم الفاتيكاني للبنان. فيما تعمّد بارولين في ختام اللقاء القول إن «عدم حصول حوار وتفاهم بين المسيحيين انتحار لهم وللبنان».

وتمحور كلام بارولين حول «هاجس أساسي» هو الخوف على وجود المسيحيين والنقاش في آلية تضمن بقاءهم في أرضهم والحفاظ على الوحدة الوطنية انطلاقاً من موقف الفاتيكان.

وحضر لقاء بكركي مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز سامي أبو المنى، رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ علي قدور إلى جانب بطاركة الروم الكاثوليك والأرمن الأرثوذكس والأرمن الكاثوليك وممثّلين عن بطريرك السريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس. كما حضر السفير البابوي المونسينيور باولو بورجيا والنائب الرسولي للاتين ورئيس طائفة اللاتين وعدد من المطارنة.

البيسري في دمشق يبحث ملفات النازحين: ميقاتي يواصل الهروب من التواصل المباشر

يستمر ملفّ النزوح السوري في مزاحمة كلّ الملفّات الطارئة وعلى رأسها الحرب في الجنوب. وبينما تتسابق القوى السياسية لتقديم رؤيتها لمواجهة تداعيات النزوح المستمر، لا تزال الحكومة تتقاعس عن لعب دورها المطلوب بالأطر الرسمية، وتصر على التلطي خلف القنوات الأمنية التي تقوم بهذه المهمة نيابة عنها.ويتولّى جهاز الأمن العام المولج بتنفيذ الخطة «الصورية» التي وُضِعت لمواجهة أزمة النزوح تحت ضغطين:

الأول سياسي داخلي تقوده قوى سياسية واقتصادية ومرجعيات تؤكّد ضرورة ترحيل السوريين بأي طريقة وأي ثمن وبلغة عنصرية تستدعي ردات فعل انتقامية في بعض الأحيان.
والثاني، خارجي تتولاه دول وجهات وحكومات غربية تهدد لبنان بعقوبات في حال اتخاذ أي إجراءات بحق النازحين. مع ذلك، يستمر الأمن العام بالقيام ببعض الخطوات، آخرها زيارة لسوريا قامَ بها المدير العام بالإنابة اللواء الياس البيسري أول من أمس، والتقى خلالها كلاً من رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء كفاح ملحم واللواء علي المملوك.

وعلمت «الأخبار» أن البحث تناول «نقطتين أساسيتين»، الأولى تتعلق بالسوريين المحكومين في السجون اللبنانية، إذ حصل نقاش حول تسليم هؤلاء لسوريا لقضاء محكومياتهم استناداً إلى اتفاقية موقّعة بين البلدين لتبادل المحكومين»، وأهم بنودها أن يكون «الحكم مبرماً وأن تكون العودة بناءً على طلب المحكوم».

وفيما أبدى الجانب السوري إيجابية تجاه هذه النقطة، استمهل البيسري بعض الوقت للتنسيق مع وزارة العدل السورية ومصلحة السجون ودراسة ملفات المحكومين والتنسيق مع الوزارات اللبنانية المعنية، نظراً إلى أهمية هذا الملف الذي «سيساهم في تخفيف اكتظاظ السجون وتسريع محاكمات سوريين موقوفين». مع التأكيد على أن الحديث عن الموقوفين يتناول حصراً المحكومين بتهم جنائية واستثناء الموقوفين والمحكومين بتهم سياسية.

أما النقطة الثانية، فتتصل بترحيل النازحين، إذ أبلغ البيسري المسؤولين السوريين بأن لبنان في صدد إعادة أعداد كبيرة منهم إلى سوريا. وبحسب المعلومات، فإن المسؤولين السوريين أكدوا للبيسري استعداد سوريا لاستقبال من يريد العودة من النازحين فوراً ومن دون أي شروط، وأكدوا أن هناك إجراءات جديدة تتعلق بالعائدين بحيث يتم إبلاغ الشخص الداخل بالإجراءات الموجودة بحقه في حال كانت هناك إجراءات، ولديه حرية الاختيار بين الدخول أو العودة، حتى لو كان مطلوباً للأجهزة الأمنية.

معارضون سوريون يطالبون أميركا وأوروبا بفرض عقوبات على قوى من 14 آذار تقود حملة عنصرية ضد السوريين

ونقل البيسري عن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد لقائه به أمس لوضعه في أجواء الزيارة أنه «تحدّث مع الأوروبيين عن خطة لإعادة العائلات السورية وإبقاء العمال»، وأضاف البيسري أن الجانب السوري أكّد «أن الدولة السورية مع كل عودة تحفظ كرامة السوريين».

وبينما يرحب الجانب السوري بالتنسيق الأمني، إلا أن المسؤولين السوريين لا يزالون يربطون تنفيذ الحل المتكامل لأزمة النازحين بحصول تنسيق رسمي من خلال حكومتَي البلدين، وليس فقط الاكتفاء بالتنسيق الأمني، سيّما أن ميقاتي يرفض حتى اللحظة تشكيل وفد رسمي وتحريك ملف الزيارة الرسمية إلى سوريا، مكتفياً بالحديث العمومي حول الموضوع لامتصاص الأجواء التي رافقت الأسابيع الماضية وكسب الوقت من دون الإقدام على خطوات جدية. كما أن الخطة التي يتحدّث عنها ميقاتي غير واضحة المعالم بالنسبة إلى المسؤولين الحكوميين اللبنانيين قبل السوريين، وهو لم يفصح بعد عن خطته التي يخبر الجميع بأنه حصل على تمويل أوروبي لتنفيذها.

وكشفت مصادر بارزة لـ«الأخبار» أنه إلى «جانب الضغط الكبير الذي تقوم به السفارات الأوروبية مع التهديد بفرض عقوبات على لبنان في حال ترحيل السوريين»، بدأت قوى من المعارضة السورية في الخارج بممارسة ضغط إضافي من خلال التواصل مع الاتحاد الأوروبي، ومسؤولين في الإدارة الأميركية وحثّهم على فرض عقوبات على أي جهة لبنانية تعمل على ترحيل النازحين أو تقوم بتوقيف معارضين سوريين وناشطين وتسليمهم للدولة السورية. كذلك طالب المعارضون الحكومات الغربية بملاحقة القوى والشخصيات التي «تقود حملات عنصرية ضد الوجود السوري في لبنان». وجرت الإشارة في أحد اجتماعات واشنطن بالاسم إلى قوى وشخصيات من فريق 14 آذار، تتقدّمها القوات اللبنانية التي أبلغت الأميركيين بأنها في صدد «تعديل لهجتها» حيال الوجود السوري في لبنان.

سحب مرافقين وتهديدات بالملاحقة القانونية: الحرب تشتعل مجدّداً بين عون وسليم

تزداد الهوّة اتساعاً بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزيف عون. العلاقة بينهما «سيئة»، كما يصفها مقرّبون منهما، و«التواصل بينهما في الفترة الأخيرة شبه مقطوع». فبعدما كانت الأمور تنحو إلى التهدئة، زادت الأمور تعقيداً بعد زيارة عون للولايات المتّحدة من دون وضع الوزير في الصورة، وما تبعها من إصدار الأخير قراراً بتمديد سنّ تقاعد عضوَي المجلس العسكري لدى وزارة الدفاع اللواء الركن بيار صعب حتى 27/09/2025، واللواء الركن محمد مصطفى إلى 04/10/2028.قرار التمديد لصعب ومصطفى أشعل الحرب مجدّداً بين سليم وعون. فما إن عاد «القائد» من واشنطن حتى وجد في بريده كتاباً من مكتب الوزير يتضمّن قرار التمديد الذي استند إلى القانون الرقم 317 الصادر في 21/12/2023 والذي قضى «بتمديد سن تقاعد قائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية والعسكرية الذين يمارسون مهامهم بالأصالة أو بالوكالة أو بالإنابة ويحملون رتبة عماد أو لواء، ولا يزالون في وظائفهم بتاريخ صدور القانون لمدة سنة من تاريخ إحالتهم إلى التقاعد». على الفور، سارع عون إلى «نزع الشرعيّة» عن القرار، وراسل مكتب سليم مفنّداً المُغالطات القانونيّة التي تشوبه، ومستنداً إلى أنّ القانون 317 ينحصر بقادة الأجهزة الأمنية ولا يشمل أي ضابط يحمل رتبة عماد أو لواء. كما أشار عون في كتابه إلى أنّ قرار التمديد غير قانوني لعدم جواز التمديد لأي ضابط من دون اقتراح قائد الجيش، بحسب ما تنص المادة 55 من قانون الدّفاع الوطني («يؤجّل تسريح المتطوع ولو بلغ السن القانونية، بناءً على قرار وزير الدفاع الوطني المبني على اقتراح قائد الجيش في حالة الحرب أو حالة الطوارئ أو أثناء تكليف الجيش بالمحافظة على الأمن»).

وردّ وزير الدفاع على قائد الجيش مستنداً إلى أنه لم يتطرّق إلى المادّة 55، بل اكتفى بالقرار 317 ولا سيّما «يمدّد (…) لقادة الأجهزة الأمنية والعسكريّة (…) ويحملون رتبة لواء»، وهو ما اعتُبر أنّه ينطبق على صعب ومصطفى بالاستناد إلى المادتين 26 و27 من المرسوم 102/83 اللتين تعتبران المجلس العسكري وما أنيط به من مهام وصلاحيات ومسؤوليات بمثابة سلطة قيادية عسكرية بالنسبة إلى باقي المؤسسات الرئيسية في وزارة الدفاع. كما رأى أنّ التمديد لهما يتماهى مع الأسباب الموجبة للتمديد لقائد الجيش ورؤساء الأجهزة الأمنيّة، خصوصاً في ما يتعلّق بـ«المخاوف من تمدّد الفراغ إلى المؤسسات العسكريّة والأمنيّة، وأن المصلحة الوطنيّة ودقّة المرحلة تفرضان اليوم أولويّة تعزيز المناعة الأمنية».

كما تقصّد سليم وضع صعب ومصطفى في «السلّة» نفسها بناءً على الأسباب الموجبة التي تضمّنها القانون: «التجارب الوطنيّة السابقة أثبتت أن الحل السليم لأي أزمة يكون بالسلّة المتكاملة ولا يكون بالحلول الترقيعيّة…»، إذ إنّ الوزير يعتبر أنّ مصطفى الذي يحال على التقاعد عام 2027 تنطبق عليه الشروط نفسها بالوظيفة والرتبة بتاريخ صدور القانون، وبالتالي فإنّ الاكتفاء بالتمديد لصعب واستثناء مصطفى منه «فيه استنسابيّة».

من الكتب إلى السيارات

وبعدما بدا أن العلاقة بين الرجلين تسلك الهيكليّة الإداريّة المُعتادة للتعبير عن الاعتراض، قرّر عون عدم الاكتفاء بالكتب والمراسلات، وانتقل إلى مرحلة «العقاب»، على حدّ تعبير بعض الضبّاط. وبحسب معلومات «الأخبار» أمر قائد الجيش بخفض عدد العسكريين المرافقين لصعب والمولجين بحمايته من 37 إلى 18، وسحب 3 سيارات من خمس موضوعة في تصرفه، وتمّ التشدّد مع مرافقيه، إذ حُبس سائق صعب لمخالفته القواعد العسكريّة بسبب «عدم حلق لحيته»! ولم تكتفِ «اليرزة» بذلك، بل أمرت بعدم فتح العارضة لسيارات صعب، الذي داوم في الوزارة أمس، بعدما ركن سيارته خارج العارضة ودخل إلى مبنى الوزارة سيْراً على الأقدام.

رئيس الأركان لا يوقّع قرارات المجلس العسكري ولم ينب عن قائد الجيش أثناء سفر الأخير

وعلمت «الأخبار» أنّ صعب تلقّى تهديداً بإمكانيّة محاكمته وملاحقته بحسب أحكام المادة 306 من قانون العقوبات في حال دخل إلى الوزارة بعد إحالته على التقاعد بعد شهرين (تنص المادة على أنّه «يُعاقب بالاعتقال المؤقت سبع سنوات على الأقل من اغتصب سلطة سياسية أو مدنية أو قيادة عسكرية، من احتفظ خلافاً لأمر الحكومة بسلطة مدنية أو قيادة عسكرية وكل قائد عسكري أبقى جنده محتشداً بعد أن صدر الأمر بتسريحه أو بتفريقه»).

رسائل عون لم تكن موجّهة إلى صعب، بل إلى الوزير مباشرةً للتأكيد على «المُعارضة الشديدة» لقراراته، في حين تؤكّد مصادر الجيش أنّ القرار بسحب المُرافقين من صعب لم يأتِ نتيجة قرار التمديد له بدليل عدم سحب كل المرافقين، وعزت السبب إلى كثرة عدد المرافقين الذي يفوق العدد المخصّص عادةً للضبّاط من رتبة لواء، في حين هناك حاجة إليهم في أماكن أُخرى. يُذكر أن لا مهمّات قد يُكلّف بها صعب، خصوصاً أنّه يُعد لواء من دون قيادة إحدى الإدارات في الوزارة، ووظيفته محصورة بمهام يُكلّف بها من قبل المجلس العسكري، باعتباره عضواً متفرغاً.

هكذا، تتحوّل «النكايات» بين قيادة الجيش ووزارة الدفاع إلى تصرّفات غير متوقّعة اعتاد عليها المتابعون؛ وبينما يتمسّك عون بعدم قانونيّة التمديد لصعب ومصطفى، يصرّ سليم، في المقابل، على أنّ قرار تعيين رئيس الأركان حسّان عودة خلافاً للأصول، كأنّه غير موجود. يُذكر أنّ الأخير يحضر جلسات المجلس العسكري ويتقاضى راتبه كضابط برتبة لواء، إلا أنّه لا يُشارك في المناقشات داخل الجلسات كأي عضو أصيل، ولا يوقّع على قراراته، ولا حتّى ناب عن قائد الجيش خلال وجوده خارج البلاد أخيراً، خصوصاً أن لا مرسوم صدر عن مجلس الوزراء بتعيينه.

اللواء:

صحيفة اللواءواشنطن تنصح غالانت بتجنُّب الحرب مع حزب الله.. ونتنياهو يعد جنود الشمال «بالنصر»!

بكركي لا ترغب بقطيعة مع المجلس الشيعي.. ولبنان يطلب التمديد لليونيفيل

انشغل الوسط السياسي والدبلوماسي بانفجار الخلاف على نطاق واسع وعلني بين بكركي والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، على خلفية مقاطعة نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب للقاء الروحي – السياسي – النيابي الذي دعا اليه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، على خلفية ما سبق وقاله الراعي في عظة الاحد الماضي من ان المقاومة «إرهاب»، بالتزامن كانت حرب غزة، وامتدادها لجبهة الجنوب، باعتبارها جبهة مساندة تحضر في لقاءات واشنطن بين وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت، وكل من وزير الدفاع لويد اوستن، ووزير الخارجية انطوني بلينكن، من زاوية عدم تحمل اسرائيل لاستمرار نزوح 60 الف من سكان المستوطنات، وضرورة عودتهم سلماً او حرباً الى منازلهم قبل موسم بدء المدارس في ايلول المقبل، كما حضرت في لقاءات وزيرة الخارجية الألمانية أنا لينابير بون مع كل من الرئيس نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، بعد مقاطعة الرئيس نبيه بري لها، لاسباب لم يشكف النقاب عنها بعد، وإن كان الاعتبار الذي طرحه رئيس المجلس ان عدم تحديد موعد لها، يعود الى تضارب المواعيد.
وسط ذلك أعربت مصادر سياسية عن اعتقادها لـ«اللواء» أن ما من صدام بين حراكي الإشتراكي والإعتدال الوطني في ملف رئاسة الجمهورية،وافادت ان كلا منهما يعملان على إحداث خرق في الجمود الحاصل، وليس هناك من نية لدى أي من الفريقين في ان يجعلا من حراكهما محور أي خلاف طالما أن ما من تناقضات في سعيهما إلى عملية انتخاب رئيس البلاد ، كما أن هناك نقاطا مشتركة بينهما.

إلى ذلك، أوضحت أنهما يستكملان ما يسعيان إليه من دون خطة بديلة ، في حين ليس هناك من مبادرة جديدة من بكركي إنما ضغط متواصل من خلال المواقف والتصريحات، وهذا ما بدا واضحا في أكثر من مناسبة، أما الخشية من اندلاع الحرب فعبر عنها البطريرك الراعي أيضا حتى في المحادثات مع امين سر دولة الفاتيكان.

النقطة المشتركة في اللقاءات هي ان الاعتبار الاول هو للحل الدبلوماسي او السياسي في جبهة الجنوب، نظراً للأكلاف المرهقة لحرب، لن تقتصر على لبنان، بل ستشمل الشرق الاوسط كله، وتعود بالدمار الهائل على اسرائيل ولبنان.

وربطت الوزيرة الالمانية عودتها الى بيروت بالوضع القلق من تزايد العنف على الحدود الشمالية، الامر الذي يهدد بخطر نشوب صراع اوسع في المنطقة.

وقالت الوزير الالمانية ان «الوضع على الخط الازرق دقيق والمخاطر قائمة، من هنا ينبغي التعاون بين كل الاطراف لخفض التصعيد والتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة، بما ينعكس حكماً وقفاً لاطلاق النار في الجنوب».

وابلغ الرئيس نجيب ميقاتي وزيرة الخارجية الالمانية انا لينا بيربوك خلال لقائه معها في السراي الكبير ان «المدخل الاساسي لعودة الهدوء الى جنوب لبنان يتمثل في وقف العدوان الاسرائيلي المستمر منذ اشهر، وتطبيق القرار 1701 كاملاً».

وشدد على «ان لبنان يثمن المشاركة الالمانية الفاعلة في عداد قوات اليونيفيل والتعاون المستمر بينها وبين الجيش والعمل الانمائي الذي تقوم به وحدات اليونيفيل في عدد من المناطق الجنوبية».

ومع الوزير بو حبيب، تركز الحديث على الوضع في غزة والجنوب.
وقال بو حبيب للوزيرة الالمانية: لبنان يسعى دائماً الى الحلول السلمية، وخاصة في ظل التحديات التي يواجهها حالياً، داعياً الى ضرورة حشد الدعم الدولي للبنان، وضرورة تعزيز قواته المسلحة.

واستمر على الجانب الاسرائيلي توزيع الادوار، بل داعٍ للحرب الخاطفة او الواسعة، والداعي «للحل الدبلوماسي»، مع العلم ان خارطة الطريق واضحة لجهة وقف الحرب في غزة، وابرام صفقة لتبادل الاسرى مع «حماس».

فمن واشنطن، ذكرت الخارجية الاميركية ان غالانت اكد لبلينكن ان اسرائيل تريد حلاً دبلوماسياً للتوترات في الشمال مع حزب الله.
واستمع غالانت من نظيره الاميركي الى ضرورة تجنب الحرب في الشمال.
وزار نتنياهو الحدود مع لبنان، ونقل عنه قوله: «سنحقق كل اهدافنا حتى النصر».

ونقل موقع «اكسيوس» ان الموفد الاميركي الى المنطقة آموس هوكشتاين ابلغ المسؤولين الذين التقاهم في بيروت ان «حزب الله مخطئ في الاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستكون قادرة على منع اسرائيل من غزو لبنان اذا استمرت الهجمات، وعليه اعتبرت الخارجية الاميركية أن الوقت حان لإنهاء هجمات الحزب».

احتواء الأزمة بين بكركي والمجلس الشيعي

محلياً، نشطت الاتصالات لإحتواء التأزم الذي خرج الى العلن بين بكركي والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى.
وحفلت ساعات بعد الظهر ومساء برسائل واضحة بأن وحدة الرؤية بين المكونات اللبنانية متقاربة، لا سيما لجهة اعلان كل من المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان ان دار الاوقاف الاسلامية ستعمم على خطباء الجمعة تخصيص الخطبة للدعاء بالرحمة الى اهل غزة والشهداء فيها، وفي جنوب لبنان، ومختلف مناطق نصرة المظلومين في فلسطين ولبنان ولوقف الحرب.

كما وجَّه البطريرك الراعي نداءً الى «كل المسيحيين لتخصيص الصلاة يومي السبت والاحد المقبلين من أجل السلام في غزة وجنوب لبنان وإنهاء الحرب، لأن الله قادر على مس الضمائر».

وفي رده على أسئلة الإعلاميين، وصف البطريرك الراعي اللقاء بـ«العظيم»، وقال:«لقد كان لقاء رائعاً وسهلاً ومهماً بين المسلمين والمسيحيين والسياسيين، نأمل أن يؤدي إلى ثمار إيجابية قريبا، وخرج الكاردينال بارولين بانطباع جيد.

وعن مقاطعة «المكون الشيعي» اللقاء، قال الراعي : لا اعلم لماذا غابوا مع العلم انهم كانوا اكدوا حضورهم».

واوفد الراعي مدير المركز الكاثوليكي للاعلام المونسنيور عبدو ابو كسم الى المشاركة في احتفال بمقر المجلس لمناسبة اطلاق كتاب الغدير والإمامة والذي كشف ان الراعي اصر على تمثيله واجراء لقاء مصالحة، مضيفاً انها غيمة وستمر.
وكان الكاردينال بيترو بارولين امين سر دولة الفاتيكان قال: أنا هنا اليوم في محاولة للمساعدة في التوصل الى حل لأزمة لبنان المتمثلة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية من خلال محاولة التوصل الى حلول تناسب الجميع.

كلام بارولين جاء، خلال اللقاء الجامع مع رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية الذي دعا اليه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في بكركي، وشارك فيه كاثوليكوس الارمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان، بطريرك الارمن الكاثوليك رافاييل ميناسيان، بطريرك الروم الكاثوليك يوسف الاول العبسي، بطريرك السريان الارثوذوكس ممثلا بالمطران مار سويريوس روجيه اخرس، بطريرك الروم الارثوذكس ممثلا بالمطران الياس عودة، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي ابو المنى، رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ علي قدور، السفير البابوي المونسينيور باولو بورجيا ، النائب الرسولي للاتين المطران سيزار اسيان، رئيس طائفة اللاتين المطران ميشال قصارجي، والمطارنة سمير مظلوم، حنا علوان، بولس الصياح، انطوان عوكر. ولم يحضر ممثل عن الطائفة الشيعية بالرغم من دعوة المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وفق ما اعلنت بكركي.

وشارك في اللقاء رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، اللذان سجلت مصافحة وكلام بينهما، والنائب بيار بو عاصي ممثلا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، النائب نديم الجميل ممثلا رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» سامي الجميل.
بداية، رحب الراعي بالحضور، معرباً عن سعادته «بوجود هذه العائلة اللبنانية التي تعيش اليوم مرحلة صعبة جداً».
يذكر ان بكركي اقامت غداء على شرف الحاضرين.

يشار الى ان النائب السابق فرنجية التقى امين سر دولة الفاتيكان مساء الاثنين الماضي في السفارة البابوية، لمدة تجاوزت الساعة.
وفي بيان له اعلن المفتي الجعفري الممتاز الشيخ احمد قبلان: «اذا كانت حماية الكنيسة والمسجد وتحرير هذا البلد، واغاثة مسيحيي سوريا ولبنان وفلسطين وطحن انياب الجيش الاسرائيلي إرهاباً، فنحن أهل الارهاب واسياده».

من ناحية ثانية طلب لبنان تجديد ولاية اليونيفل في جنوب لبنان لسنة اضافية، نظراً لدورها في حفظ السلام في الجنوب.

وجاء في الرسالة الموجهة من وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب الى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريتس ان لبنان متمسك بالسلام وتطبيق القرار 1701.

عون يخرج عن صمته

وخرج قائد الجيش العماد جوزاف عون عن صمته بخصوص مسألة تأخير اعلان نتائج امتحانات الكلية الحربية، واعلن انه يفترض بالقيمين الحرص على انتظام العمل في الكلية الحربية لتجنب الفراغ وضخ دم جديد في المؤسسة.

الوضع الميداني

ميدانياً، شنت المقاومة الاسلامية هجوماً بمسيرات انقضاضية على مقر لواء تابع للفرقة 91 في منطقة ناجل غير شوم، ورد العدو بقصف طاولة البقاع.

وكان الطيران الحربي الاسرائيلي شن غارة استهدفت الحي الشرقي بين العديسة وكفركلا. ونفذ ايضا غارة مستهدفا بلدة الخيام. واطلق الجيش الاسرائيلي بعد ظهر أمس النار من الأسلحة الرشاشة باتجاه بيك اب في منطقة الوزاني ، وقد نجا السائق وهو من التابعية السورية.
ايضا، وانفجرت درون مفخخة في ساحة بلدة الطيبة من دون تسجيل إصابات. والقت درون اسرائيلية ثانية قنبلة قرب سنترال اوجيرو في الطيبة، في وقت استهدف القصف المدفعي اطراف بلدتي الخيام، وبليدا. والقى الجيش الاسرائيلي قذائف محمولة عبر محلقات ترسلها من مستعمرة مسكافعام خمس مرات أمس على الطيبة. واستهدف القصف المدفعي أطراف بلدة الناقورة في القطاع الغربي.

البناء:

صحيفة البناءبعد ترامب ونتنياهو… ماكرون يحذّر من حرب أهلية في فرنسا إذا خسر الانتخابات

واشنطن تمسك الثور «الإسرائيلي» الهائج من قرنيه حرصاً على عدم تكسيرهما شمالاً

تراجع مبادرة بايدن يتزامن مع تراجع قرع طبول الحرب… والفضل لتهدئة العجز

كتب المحرّر السياسيّ

على مسافة يومين من الانتخابات البرلمانية المبكرة التي دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية التقدم الذي أظهرته انتخابات البرلمان الأوروبي لصالح اليمين، قال ماكرون إن فرنسا تواجه خطر حرب أهلية، إذا بقي الاستقطاب القائم بين اليمن واليسار، بعدما أظهرت استطلاعات الرأي تراجع حظوظ حزبه إلى أدنى الدرجات، بتأييد 20% مقابل 27% لليسار ممثلاً بالجبهة الشعبية الجديدة و36% لليمين ممثلاً بحزب التجمّع الوطني، واللافت أن كلام ماكرون وأركان حزبه عن خطر الحرب الأهلية إذا فشل حزبهم بالفوز، يشبه ويلحق بكلام كل من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ، الذي حذّر من خطر حرب أهليّة في أميركا إذا لم يربح السباق الرئاسي، ومثله فعل بنيامين نتنياهو الذي قال إن زعزعة بقاء حكومته سوف يذهب بكيان الاحتلال إلى الحرب الأهلية.
هكذا دون أن يرفّ لهم جفن يتحوّل دعاة الديمقراطية التي يقدّمونها قيمة تفوّق حضاري يميّزهم، إلى اعتبار الاحتكام لصناديق الاقتراع سبباً للحرب الأهلية وليس طريقاً لتجنبها، لمجرد أن نتائج هذه الصناديق قد تفضي لابعادهم عن كراسي الحكم ومغانم السلطة.

على مستوى تطورات المنطقة التي عاشت صدى صيحات الحرب الإسرائيلية عبر تهديدات قادة كيان الاحتلال، خصوصاً احتمال شن حرب واسعة على لبنان، تبدو هذه الصيحات في حال تراجع، بعدما أمسكت واشنطن بقرني الثور الإسرائيلي الهائج وهي تملك الحسابات الدقيقة لما سوف ينتج عن هذه الحرب من خطر على أمن كيان الاحتلال ومستقبله، ومن موقع حرصها على أن تبقى هذه القرون سليمة، قالت واشنطن الكلمة الفصل، أنتم عاجزون وحدكم عن خوض هذه الحرب، وأميركا لا تستطيع ان تقدم لكم المساعدة التي قدّمتها في مواجهة العمل الإيراني العسكري الذي هدّد أمن الكيان في منتصف نيسان، فخرج وزير حرب الكيان يوآف غالانت ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي يقولان إن الأولوية هي للمساعي الدبلوماسية والضغط على حزب الله لتخفيض التصعيد، وإن لا مانع من رؤية ما يعتقد الأميركيون أنه ممكن الحدوث، بحيث يتراجع التصعيد على جبهة لبنان اذا تمّ تنفيذ الانسحاب من أغلب مناطق غزة وتراجع العمليات فيها.

وهذه العقلانية الناجمة عن العجز، لا تتضمن فتح الطريق لتهدئة ينتجها اتفاق ينهي الحرب، حيث لا يزال الموقف الذي يجمع عليه قادة الكيان هو اعتبار مبادرة بايدن بتهدئة مترابطة المراحل لأربعة شهور حتى لو لم تنص صراحة على إنهاء الحرب، غير مناسبة، وهم يكتفون منها بالمرحلة الأولى، وإبقاء خيار الحرب على الطاولة حاضراً.

وبقيت موجة التهديدات بشنّ حرب إسرائيلية واسعة على لبنان طاغية على المشهد الداخلي في ظل تناقض في الموقف الإسرائيلي بين متحمّس لشن الحرب وبين متريث بانتظار نتيجة الجهود الدبلوماسية لضبط الحدود وإجبار حزب الله على وقف العمليات العسكرية في شمال فلسطين المحتلة.

وأشار موقع «أكسيوس» الى أن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا واشنطن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو غير مهتمّ بحرب مع حزب الله ويفضل الحل الدبلوماسي. أضاف: الولايات المتحدة تؤكد أنها لن تكون قادرة على كبح جماح «إسرائيل» إذا استمرّ الوضع على الحدود في التصاعد.

في المقابل، أكد وزير الحرب في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت في تصريح له بعد لقائه نظيره الأميركي في البنتاغون بعد حفل استقبال أقيم له في واشنطن، إلى أن الوقت ينفد أمام الخيار الدبلوماسي في التعامل مع حزب الله. وأردف «جاهزون لأيّ سيناريو في مواجهة حزب الله، ونحن مصمّمون على تغيير الواقع في الجبهة الشمالية».

وأعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أن الولايات المتحدة تسعى بشكل عاجل للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة إلى منازلهم على جانبي الحدود، محذراً من أن اندلاع حرب بين جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل سيكون أمراً مدمراً.
وشدّد على أن أميركا تسعى للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يمنع نشوب مثل هذه الحرب.

وأوردت مصادر إعلامية ان الوزيرة الالمانية أنالينا بيربوك القادمة من تل ابيب ابلغت ميقاتي «ألا أجواء حرب على لبنان في «إسرائيل»».
فيما علمت «البناء» أن مستشار الرئيس الأميركي عاموس هوكشتاين ابلغ مسؤولين لبنانيين رسميين بأن أجواء اللقاءات الأميركية الإسرائيلية تتجه نحو الحل الدبلوماسي أكثر من الحل العسكري في الجبهة الجنوبية.
ونفت المعلومات أن يكون هوكشتاين قد أبلغ الرئيس بري بمهلة ٣ أسابيع للبنان لتهدئة الجبهة قبل بدء العدوان على لبنان. كما كشفت المعلومات لـ «البناء» عن اتفاق بين بري وهوكشتاين على ترتيبات حدودية لن يكشف عنها وسيبدأ تنفيذها فور وقف الحرب على غزة.

وفيما نفت مصادر ميدانية عبر «البناء» وجود تحركات غير اعتيادية على الحدود توحي بتحضيرات عسكرية لحرب على لبنان، أجرى قائد سلاح الجو الإسرائيلي تومر بار تقييماً للوضع مع قائد القيادة الشمالية أوري غوردين، مؤكداً زيادة الاستعداد لأي هجوم على لبنان، بحسب «روسيا اليوم».
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي «إن بار وقادة كباراً في سلاح الجو أجروا نقاشاً مشتركاً مع قادة الألوية الإقليمية في القيادة الشمالية العسكرية».
وأعلن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أن «إسرائيل» ستقضي الأسابيع المقبلة في محاولة حل الصراع مع جماعة حزب الله اللبنانية وأنّها تفضل حلًا دبلوماسيًا.
وأشار إلى أن «إسرائيل» تناقش مع واشنطن جهودًا مشتركة محتملة من جانب الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الدول العربية لإيجاد بديل لحكم حماس في قطاع غزة.

واستبعد خبراء عسكريون توسيع الحرب على لبنان الى شاملة لأسباب عدة تتعلق بالوضع الأميركي والدولي وأخرى بالوضع الداخلي العسكري والسياسي والجبهة الداخلية في «إسرائيل»، مشيرين لـ «البناء» الى ان اي حرب واسعة ستزيد الوضع سوءاً في شمال فلسطين المحتلة ولن يتمكّن من حل معضلة الشلل والوضع الكارثي في الشمال.

وأفادت صحيفة «إسرائيل هيوم»، بأن «حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ستمدّد إقامة الإسرائيليين الذين تمّ إخلاؤهم من الشمال في الفنادق، وذلك حتى نهاية آب».

دبلوماسياً، أشار الرئيس ميقاتي خلال استقباله وزيرة الخارجية الألمانية أن «المدخل الأساسي لعودة الهدوء الى جنوب لبنان يتمثل في وقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أشهر، وتطبيق القرار الدولي 1701 كاملاً».

وشدّد على «أن لبنان يثمن المشاركة الألمانية الفاعلة في عداد قوات اليونيفيل والتعاون المستمر بينها وبين الجيش والعمل الإنمائي الذي تقوم به وحدات اليونيفيل في عدد من المناطق الجنوبية».

كذلك شدد رئيس الحكومة على «ضرورة وقف العدوان الاسرائيلي على غزة وإعلان وقف اطلاق النار بشكل شامل والعودة الى حل الدولتين وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه، ودعوة المجتمع الدولي الى اتخاذ خطوات ملموسة من اجل التوصل الى حل سياسي للصراع في الشرق الأوسط. كما نتمنى الاستمرار في تمويل وكالة الأونروا ودعمها».

بدورها قالت الوزيرة الألمانية «إن الوضع على الخط الأزرق دقيق والمخاطر قائمة، من هنا ينبغي التعاون بين كل الأطراف لخفض التصعيد والتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة بما ينعكس حكماً وقفاً لإطلاق النار في الجنوب».

وفيما لن يلتقي الرئيس بري الوزيرة الألمانية لتضارب المواعيد ورفض دوائر الرئاسة الثانية تحديد موعد عاجل للوزيرة الألمانية التي أبلغت بأنها ستزور لبنان لمدة ثلاث ساعات فقط ولا تريد المبيت في لبنان لليوم التالي. ونفت مصادر مطلعة لـ «البناء» أن تكون الوزيرة الألمانية مكلفة بنقل تهديدات اسرائيلية الى لبنان.

وترددت معلومات بأن هدف زيارة الوزيرة الألمانية هو لقاء مسؤولين في حزب الله تمهيداً لدور وساطة بين الحزب و»إسرائيل». وتردّدت أيضاً معلومات غير مؤكدة بأن الوزيرة الالمانية اصطحبت معها ضابطاً ألمانياً لهذه الغاية.

وأكَّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنَّ الحل هو وقف إطلاق النار في غزّة، متعجبًا من أنَّ «الإسرائيلي» والأميركي يرون أنَّ هناك طريقة ثانية لإيقاف الحرب، لافتًا إلى أنَّ «جبهة الإسناد في لبنان ستبقى حتّى تتوقف في غزّة ولن تتوقف قبل ذلك، ولتقم «إسرائيل» بما تريد وبإمكاننا أن نقوم بما نريد».

ولفت الشيخ قاسم خلال حفل تأبيني إلى أنَّ «هناك جهات في لبنان لا تؤمن بالمقاومة ولا تؤمن بالتحرير ولهم آراؤهم، لكن نحن نقول لهم عندما تكون الحرب قائمة ولو بهذه الحدود الموجودة في جنوب لبنان»، سائلًا: «هل يصحّ أن تطلقوا شعارات تشبه الشعارات «الإسرائيلية»؟! كأن تطالبوا بتجريد المقاومة من سلاحها! أو أن تتحدّثوا عن أنَّ المقاومة هي السبب أو أن تقولوا بأنكم تشجعون على أن تفشل المقاومة من أجل أن تبنوا لبنان الذي تطمعون به؟!».

وأكَّد أنَّ كلام هؤلاء سواء كان عن جهل أو عن علم يصب في خدمة المشروع «الإسرائيلي»، متوجهًا لهم بالقول: «على الأقل انتظروا أسوة ببعض اللبنانيين الذين قالوا إننا نختلف مع حزب الله، ولكن في أثناء المعركة نحن لا نتكلم بخلافاتنا حتّى يبقى ظهر المقاومة محميًا. هؤلاء نشكرهم على موقفهم وهذا هو الموقف الوطني، موضحًا أن أولئك الذين يتابعون الإشاعات والأشياء المغرضة ويكبّرونها يتحملون مسؤولية ما قد يحصل على لبنان».
ميدانياً، اعلنت نائبة مدير مكتب اليونيفيل الإعلامي كانديس ارديل «إصابة ثلاثة متعهدين يعملون مع اليونيفيل أثناء عودتهم إلى منازلهم من مقرّنا في القطاع الغربي في بلدة شمع بإطلاق نار على سيارتهم. ولحسن الحظ، لم تكن هناك إصابات خطيرة».

وأودعت وزارة الخارجية والمغتربين بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك رسالة موجهة من الوزير عبدالله بوحبيب إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تتضمّن طلب لبنان تجديد ولاية اليونيفيل لسنة إضافية. وأكدت الرسالة على تقدير لبنان للدور الذي تضطلع به قوات حفظ السلام في الجنوب، كما تمسكه بتطبيق القرار ١٧٠١ (٢٠٠٦) كاملاً.

الى ذلك عقد لقاء سياسي – روحي مع أمين سر الفاتيكان في الصرح البطريركي بحضور البطريرك الراعي في ظل مقاطعة «شيعية» بسبب مواقف الراعي الأخيرة من المقاومة وشبه مقاطعة قواتية وكتائبية. وشدّد بارولين على أن «النموذج اللبناني تجب المحافظة عليه في هذه المنطقة التي تشهد اكثر من صراع»، وأمل «بتعاون الجميع للوصول الى مخارج من الأزمة وإيجاد حلول تحمل الأمل للبنان وشعبه».

وشارك في اللقاء رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، اللذين سجّلت مصافحة وكلام بينهما، والنائب بيار بو عاصي ممثلاً رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، النائب نديم الجميل ممثلاً رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» سامي الجميل.

وعلمت «البناء» أن دوائر بكركي تفاجأت بغياب رئيس القوات سمير جعجع والنائب سامي الجميل وإرسال ممثلين عنهما، وهذا ما أزعج البطريرك كصاحب الدعوة.

في بداية اللقاء، توجّه البطريرك الراعي للكاردينال بارولين قائلاً: «نتمنى أن تكون زيارتكم مناسبة لإحلال السلام في لبنان، ونوجّه لقداسة البابا فرنسيس من خلالكم، كل الاحترام والصلوات، هو الذي لا يكفّ عن ذكر لبنان والصلاة له، وهذا يعطينا أملاً نحن بأمسّ الحاجة له، فنحن أبناء الأمل والرجاء».

بدوره ثم قال الكاردينال بارولين: «أحمل لكم تحيات قداسة البابا فرنسيس الذي يتابع بدقة تطورات الوضع في لبنان، لبنان الذي لطالما حظي باهتمام الفاتيكان باعتباره وطن الرسالة من خلال تمكّن جميع مكونّاته من العيش سوياً والعمل من أجل خير لبنان. اليوم يجب أن يبقى لبنان نموذج تعايش ووحدة في ظل الأزمات والحروب الحاصلة. وأنا هنا اليوم في محاولة للمساعدة في التوصّل إلى حلّ لأزمة لبنان المتمثّلة بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، من خلال محاولة التوصل الى حلول تناسب الجميع، وأتمنى أن نتمكن جميعنا اليوم من التوصّل الى حل للأزمة الحاصلة».

وأقام البطريرك الراعي مأدبة غداء على شرف الكاردينال بارولين والحضور، قبل أن يعلن في ختام اللقاء «اننا نوجه نداء لكل المسيحيين كي يكون الأحد المقبل يوم صلاة من أجل إحلال السلام في جنوب لبنان وغزة».

ولفتت مصادر الثنائي الشيعي لـ «البناء» أن اتصالاً جرى بين الشيخ الخطيب والبطريرك الراعي منذ أسبوع وأعرب الخطيب عن سروره لحضور الغداء الذي دعا اليه الراعي وترحيبه بزيارة بارولين. لكن مواقف الراعي الأخيرة حالت دون حضور الشيخ الخطيب.

وأوضحت المصادر أن قيادتي حركة امل وحزب الله والرئيس بري تحديداً ترك للشيخ الخطيب اتخاذ القرار المناسب من الحضور، مشيرة إلى أنه من حق الراعي ان يطلق المواقف التي يريدها، لكن لا يحق له اتهام ووصف أطراف داخلية بالإرهاب تقوم بدور وطني مشرف وكبير وتقدم قافلة من الشهداء للدفاع عن الوطن وسيادته. وتوقعت المصادر أن تؤدي مواقف الراعي وردة فعل الشيخ الخطيب إلى قطيعة بين حزب الله والراعي.

وكان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان وجّه نداء إلى أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين جاء فيه: إنا نحبّ المسيح وأهله، ونبذل أرواحنا من أجل الكنيسة وقسطاس ربها، إلا أننا لا نقبل بتوظيف الكنيسة بمواقف تخدم الإرهاب الصهيوني والإجرام العالمي، وليست المقاومة إلا قربان الكنيسة بميزان الرب، وليس من شيم المقاومة الانتقام أو التنكّر للحق أو السكوت عن طاغية مجرم أو ترك مستضعف مضطهد، وهي منذ الصوت الأول للإمام موسى الصدر الإبن الروحي للمسجد والكنيسة ورأس معمودية تحرير الأرض ووريد غوث المظلوم وإسناد الضعيف المعذب، ولديها من قوة الحق وحق القوة ما تهابه تل أبيب وكل شركائها، ولسنا ممن يحمل سيفاً على كنيسة أو يمقت صوتاً للرب، أو يعادي على الطائفة، لكننا لن نقبل بتوظيف الكنيسة في غير ما للرب فيها، ولنا فيكم خالص الثقة، فأصلحوا وامنعوا الصوت إلا بحقه، واحفظوا الكنيسة بقسطاسها، فإن الإصلاح وإحقاق الحق وغوث المظلوم وحماية المعذب دين المسيح ومحمد».

وأضاف في خصوص انتخاب رئيس جمهورية للبنان أقول لحضرتكم الكريمة، إننا نريد رئيساً مسيحياً للمسلمين بمقدار لهفة المقاومة المسلمة وتضحياتها في سبيل كنائس المسيحيين، وهذا لا يكون إلا بالتوافق الضامن لوطن المسلمين والمسيحيين».

وأفيد أن «لقاء حصل بين بارولين وفرنجية الاثنين الماضي بعيداً من الإعلام في السفارة البابوية استمر لساعة ونصف وتم بحث في الوضع المسيحي ورئاسة الجمهورية».

وبرز اللقاء الصدفة بين النائب باسيل والوزير السابق سليمان فرنجية في بكركي وكشفت أوساط نيابية في التيار الوطني الحر لـ «البناء» أن اللقاء كان إيجابياً ما يؤكد بأن العلاقة الشخصية بينهما ليست السبب الأساسي لعدم التوافق على رئاسة الجمهورية ورفض التيار دعم ترشيح فرنجية.