قالت مجلة foreign affairs الأمريكية، إنّه بعد “تسعة أشهر من العمليات القتالية الإسرائيلية في قطاع غزّة، لم تُهزم حماس وليست قريبة من ذلك أيضاً”.
وأضافت الصحيفة أنّ “إسرائيل” غزت قطاع غزّة بنحو 40 ألف جندي وهجّرت 80% من السكان قسراً، وقتلت أكثر من 37 ألف فلسطيني، وأسقطت ما لا يقلّ عن 70 ألف طن من القنابل على القطاع، وألحقت أضراراً بأكثر من نصف مبانيه، وقيّدت وصول المنطقة إلى المياه والغذاء والكهرباء، ما ترك السكان بالكامل على حافّة المجاعة.
وعلى الرغم من أنّ العديد من المراقبين سلّطوا الضوء على عدم أخلاقية سلوك “إسرائيل”، فإنّ القادة الإسرائيليين ظلّوا يزعمون باستمرار أنهم أقرب إلى هزيمة حماس وإضعاف قدرتها، ولكن الأمر الذي تبيّن الآن هو أنّ “قوّة حماس آخذة في النمو فعلياً”، وفق “فورين أفيرز”.
ووفق المجلة، فإنّ الخلل المركزي في استراتيجية “إسرائيل”، ليس فشل التكتيكات، “بل إنّ الفشل الذريع كان عبارة عن سوء فهم فادح لمصادر قوّة حماس”، ومما ألحق ضرراً كبيراً بـ”إسرائيل”، أنّها فشلت في إدراك أنّ المذبحة والدمار اللذين فرضتهما على غزّة، لم يؤديا إلا إلى زيادة قوة المقاومة.
“Before October 7, Hamas had plateaued as a political force and, if anything, was in decline,” writes @ProfessorPape. “After October 7, Palestinian support for Hamas has surged, to the detriment of Israel’s security.”https://t.co/swx76eik8e
— Foreign Affairs (@ForeignAffairs) June 23, 2024
واليوم، أكّد مسؤول أميركي لشبكة “CBS”، أنّ “إسرائيل” ليست قريبة من تحقيق هدفها “بتدمير حماس”، وذلك في ظلّ غياب وجود أيّ خطة إسرائيلية لليوم التالي للحرب في غزّة.
وفي وقتٍ سابق، أفاد الناطق باسم “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاغاري، أنّ الحديث عن تدمير حركة حماس هو “ذرٌّ للرماد”، مضيفاً أنّه “إذا لم تجد الحكومة الفلسطينية بديلاً لحماس فالحركة ستبقى”.
وبفعل الهجوم الإسرائيلي، تقول المجلة الأمريكية إن قوة حماس آخذة في النمو فعلياً، كما ازدادت قوة “الفيت كونغ” (الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام) خلال عمليات “البحث والتدمير” الضخمة التي اجتاحت معظم أنحاء فيتنام الجنوبية في عامي 1966 و1967 عندما أرسلت الولايات المتحدة قواتها إلى البلاد في محاولة غير مجدية لتحويل مسار الحرب لصالحها، فإن حماس لا تزال قائمة وقوية.
لقد تطورت هذه الحركة إلى قوة “عصابات مسلحة” عنيدة ومميتة في غزة، مع استئناف العمليات البرية في المناطق الشمالية التي كان من المفترض أن إسرائيل قامت بالسيطرة عليها قبل بضعة أشهر فقط كما زعمت.
ولعل المتابع للمشهد في غزة، تذهله اللقطات المصوّرة التي تبثها كتائب القسام لعملياتها ضد قوات الاحتلال، المتوغلة في عدد من المحاور، وهو ما يؤكد وهم هدف القضاء على المقاومة.
وفي هذه النقطة، تقول مجلة إيكونوميست البريطانية، فإن الفشل الأول للجيش الإسرائيلي هو الإستراتيجية، حيث يقع اللوم في المقام الأول على السياسيين الإسرائيليين، وتحديدا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذين رفضوا قبول أي قوة فلسطينية بديلة تسيطر على غزة. كما تقع المسؤولية أيضا على عاتق الجنرالات وفهمهم لكيفية قياس النجاح هناك.
أما الفشل الثاني، فهي الطريقة التي خاض بها الجيش الإسرائيلي هذه الحرب، وتحديدا المستويات العالية من الدمار وقتل المدنيين. ويرجع ذلك إلى عاملين رئيسيين.
أولا: التوجيهات العملياتية التي تسمح بالضربات حتى عندما يكون احتمال قتل المدنيين كبيرا، وثانيا: عدم الانضباط داخل الجيش الإسرائيلي في الالتزام بهذه القواعد.
وتنقل إيكونوميست عن ضابط احتياط خدم في غزة قوله: “إنه يمكن لأي قائد كتيبة تقريبا أن يقرر أن كل ما يتحرك في القطاع هو إرهابي أو أنه يجب تدمير المباني لأنه كان من الممكن أن تستخدمها حماس. على المستوى التكتيكي والميداني”، على حد زعمه.
المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام