لبنى قانصوه
لا يألوا عمال المخابز أي جهد لرفع الصوت عاليا؛ بأنّ الرغيف اللبناني عندما يقسّم، لا يترك لقمة لصانعيه؛ فعمّال الأفران لا يحصلون على الحد الأدنى من حقوق العامل في لبنان، لا في الرواتب الشهرية، ولا الإجازات ولا إجازات العمل ناهيك عن الضمان الصحي وغيرها.. فلماذا لا يطبق قانون العمل عليهم؟ وما هي أبرز التحديات التي تواجه عمال الافران اليوم؟
في حوار خاص حول مطالب عمّال الأفران ضمن برنامج الخط الساخن، أشار رئيس نقابة عمّال المخابز في بيروت وجبل لبنان الأستاذ شحادة المصري، الى أنه في العام 1974 صدرت مذكّرة عن وزارة العمل لتطبيق قانون العمل على عمّال الأفران والتي تفرض; تنظيم العلاقة بين العمّال وأصحاب العمل، تحديد ساعات العمل ب40 ساعة أسبوعيّا، الحصول على الإجازات الأسبوعية والسنوية وعيدي الإستقلال والعمّال، كما وتسجيل جميع العمّال الذين يعملون في الأفران في الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي. إلّا أنّ القانون لم يطبّق.
أمّا اليوم وفي عهد وزير العمل الحالي الدكتور مصطفى بيرم الذي أعطى هذا الملف اهتماما خاصّا، فقد أصدر بيرم مذكّرة في تشرين الأوّل 2023 لتطبيق قانون العمل على أن ترفع نقابة عمّال الأفران المخالفات الى الوزارة والى الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي. وتابع شحادة، اليوم أكثر من 90 بالمئة من العمّال اللبنانيين مسجّلون في الضمان الإجتماعي ولكن واقعا عدد العمّال السوريين يشكّل من 75% الى 80 % وهم غير مصرّح عنهم للضمان.
نقيب أفران االبقاع وبعلبك الهرمل الأستاذ عبّاس حيدر قال إنّ عمّال الأفران يحصلون اليوم على حقوقهم وأكثر، لافتا الى أنّ هذه المهنة لها خصوصيّتها، ولا يمكن العمل فيها ضمن 8 ساعات كل يوم. والأفران في لبنان تفتقد الى العامل اللبناني بسبب طبيعة العمل من جهة، والراتب غير الكافي من جهة ثانية. كما أنّ العامل السوري لطالما صمد في عمله حتّى في وقت الحروب وهذه نقطة تسجّل له. أمّا أصحاب الأفران فلطالما وقفوا الى جانب العمّال منذ العام 2019 عندما انهارت قيمة العملة اللبنانية، فتحمّلوا دور الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، وتكفّلوا بإيجارات بيوت العمّال وساعدوهم ماديّا كي تستمر هذه الأفران.
لفت حيدر الى أنّه البارحة التقى وزير الإقتصاد للمطالبة برفع رواتب عمّال الأفران.
في التقرير الذي عرض خلال الحلقة تحدّث عدد من العمّال عن أوضاعهم الصعبة حيث لا إجازة أسبوعية، ساعات عمل طويلة، لا تغطية للصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، ولا بدلات نقل.
في إتّصال هاتفي مع وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور مصطفى بيرم، لفت بيرم الى أنّ وزارة العمل ترعى وضع العامل وصاحب العمل، ولكنّها تنطلق من الطرف الأكثر هشاشة الذي هو العامل، من دون التغافل عن مصلحة صاحب العمل لكي تستمر دورة الإنتاج.
أكّد بيرم أن هذه المهنة لها خصوصيّتها خصوصا لمن يعملون بالقرب من النار، وأشار الى أنّ الذهنية اللبنانية تجاهها بحاجة الى تغيير، فكثير من الشباب اليوم عاطلون عن العمل ويرفضون العمل في الأفران.
وأعلن وزير العمل أنّ سيدعو قريبا الى جلسة يتمثّل فيها عمّال وأصحاب الأفران، لحل هذه الإشكالية والإتّفاق مع أصحاب الأفران على مراعاة كامل حقوق العمّال من ساعات عمل محدّدة وإجازات وحقوق مالية، وبما يضمن سير العمل في الأفران ويضمن عدم إستغلال العمّال.
لمتابعة الحلقة كاملة إضغط على الرابط التالي
المصدر: موقع المنار