ديما جمعة
قبل ايام قليلة من نهاية الشهر، طرق جابي الكهرباء باب ابو محمود ليعطيه الفاتورة، رحّب الرجل بالجابي دون ان يخفي دهشته من موعد الزيارة “ندفع فواتيرنا اول الشهر ونستدين لنكمل ما تبقى منه.. فكيف ادفع لك وانا لا املك الا بضعة مئات من الليرات؟” هز الجابي رأسه مؤكدا ان القرار ليس له واخرج الفاتورة من حقيبته السوداء.. بيد مرتجفة استلمها ابو محمود.. اعتذر من الجابي ودخل لإحضار نظاراته الطبية فالارقام تبدو كثيرة ولم يتمكن من قراءتها.. رفع نظاراته فوق انفه.. قرأ الفاتورة مرارا وحين تأكد من دقة الرقم صاح: “ثلاث وتسعون دولارا!؟ لا شك ان هناك خطأ.. الكهرباء لا تتوفر سوى ساعتين او ثلاث يوميا.. من اين جاء هذا الصرف اذا كانت الطاقة غير متوفرة!؟ كيف ادفع هذا المبلغ؟” ضرب الجابي كفا بكف واطرق رأسه قائلا: “والله يا حاج ما بعرف.. راجع المؤسسة للتأكد من عدم وجود خطأ..”
بقي ابو محمود طوال اليوم يتحدث عن الفاتورة.. وصل الى قناعة حتمية انه لا يملك الكثير من الخيارات، اما ان يدفع واما ان يراجع المؤسسة مطالبا بإعادة قراءة العداد.. وكلا الخيارين مر وصعب.. فالمبلغ لا يمكن توفيره بما انه استدان منذ ايام من جاره عبد الله عشرون دولارا، وراتب ابو محمود لا يتجاوز ال250$.. فمن اين له 98$! وفي حال قرر التوجه الى المؤسسة فهو مضطر ان يأخذ اجازة من عمله ويدفع بدلا للنقل العام ذهابا وايابا ولعله سينتظر ساعات دون ان يتمكن من الحصول على اجابة شافية..
فاتورة الكهرباء زادت من كربه وجعلته يعيد النظر في وضعه الاقتصادي الصعب ويحتم عليه ان يقتصد اكثر في مصروفه الذي لا يكاد يغطي حاجات اسرته.. هذه الحادثة تتكرر في اغلب المناطق في لبنان.. فواتير مرتفعة اخر الشهر والمواطن يشكو من القلة!
في حلقة الخط الساخن من اعداد ديما جمعة بعنوان “الكهرباء: اعطال.. واخطاء في فواتير يعجز المواطن عن دفعها اخر الشهر” تحدث الضيف سامر عبد الله رئيس مصلحة الجنوب في مؤسسة كهرباء لبنانعن معدل امداد الطاقة الذي لا يتجاوز الست ساعات في بعض المناطق وتحدث عن الفرق الكبير ما بين القدرة على الانتاج الفعلي والحاجة.
وتحدث عن آلية احتساب الفواتير واهمية تعزيز الجباية للتمكن من النهوض بقطاع الكهرباء وتحدث عن اهمية الارشاد في استهلاك الكهرباء للتوفير في الفواتير..
وخلال الحلقة اتصل عدد من المشاهدين الذين رفعوا شكاوى لها علاقة بالفواتير والاعطال..
لمتابعة الحلقة اضغط على الرابط التالي
المصدر: موقع المنار