الجبهة الثانية| 18 عاماً على فوز “حماس” في الإنتخابات: الإعلام العربي المطبّع يزّور ويشوه صورة المقاومة – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

الجبهة الثانية| 18 عاماً على فوز “حماس” في الإنتخابات: الإعلام العربي المطبّع يزّور ويشوه صورة المقاومة

في وقت تسطّر فيه حركة “حماس” في فلسطين ملاحم بطولية في الصمود وإلحاق الهزيمة بالإحتلال رغم الحصار والتجزير بالمدنيين، تقابل هذه المشهدية اليوم، تقصّد الإساءة الى هذه الحركة وتشويه صورتها والإدعاء بأن شعبيتها تراجعت.

في الذكرى الـ 18 لفوز “حماس” في الإنتخابات: يتوقف الإعلام العربي المطبّع تحديداً عند هذا التاريخ، لتشويه الوقائع وإطلاق سيل من الإتهامات بحقها بدل توجيهها الى الإحتلال. حصاد 18 عاماً حلّ عربياً في اتجاهات الداخل الفلسطيني والداخل الغزي في محاولة لبث الفتن وإثارة الفرقة بين الصفّ الفلسطيني الواحد في هذا التوقيت الصعب والدقيق من المعركة العسكرية الواسعة التي انطلقت في 7 أكتوبر الماضي، ومفاعيلها المدّوية على المنطقة ككل.

التفاصيل مع الاعلامية زينب حاوي:

البداية مع إطلالة سريعة على الواقع الذي تحكم فيه “حماس” غزة والتحديات التي تواجهها في ظل الحصار والحروب المتتالية التي يشنها الإحتلال على القطاع.

شبكة “الجزيرة” في مقالة نشرت في 23 أيار الماضي تحت عنوان :”كيف ستوثر حرب غزة على مستقبل المسار السياسي لحماس؟”.

في المضمون إضاءة على الواقع الغزي وكيف اعتمد الإحتلال سياسة استنزاف طويلة الأمد للقطاع، مع إدامته للحصار وتعمد إبقاءه ضعيفاً إقتصادياً، وإطباق عليه الحصار أكثر مع خروج لأي عمل مقاوم، الامر الذي أثرّ بحسب المقال على الواقع الإجتماعي بشكل كبير. يضيء المقال على رهان الإحتلال الدائم على تأثير هذه الأساليب على شعبية “حماس” ودفع أهل القطاع الى النقمة على الحركة وبالتالي “إضعاف وضعها الميداني والسياسي ودفعها الى التنازل عن بعض ثوابتها”.

كذلك يركز المقال على عملية “طوفان الأقصى” التي جاءت “لتحسم خيار الإشتباك الشامل”، عبر توظيف المقاومة لكل ما راكمته منذ سنين “لتضرب به الإحتلال وتوقع به أكبر ألم”. الأمر الذي “غيّر بيئة الصراع واحتوى أكثر الحركة شعبياً”. وأثبت “المسار السياسي الذي لطالما انتهجته حماس في إصرارها عى رفض شرعية وجوده بالأساس”.
حملة تشويه الصورة مستمرة:
في الذكرى ال18 لفوز “حماس” في الإنتخابات، لم يكن أمام الإعلام العربي المطبّع سوى إثارة الفتنة وكيل الإتهامات للحركة ب”إقتطاع” جزء من فلسطين و”الإنقلاب” على السلطة الفلسطينية.

شبكة “سكاي نيوز” الإماراتية وفي تقرير مطوّل لها امتد على أكثر من دقيقتين، تحت عنوان :”حصاد ثقيل لسبعة عشر عاماً من حكم حماس في قطاع غزة” تتجاهل تماماً مفاعيل الإحتلال في القطاع وقيام مقاومة بوجهه. لتتهم “حماس” بتعميق الإنقسام الجغرافي والسياسي بين المدن الفلسطينية. ووصف “طوفان الأقصى” بإقامة حماس “لمملكتها على الخراب والدماء ومآسي الغزيين”.
التزوير مستمر:
تزوير الحقائق مستمر على منصات الإعلام العربي المطبع. شكلت هذه الذكرى مناسبة لكشف مدى زيّف هذا الإعلام وتبرئته للعدو من كل نتائج الإحتلال على الواقع الغزي. نبرة ملؤها التحريض سادت هذه المنصات ابرزها شبكة “العربية” التي نشرت قبل أيام قليلة تقريراً بعنوان :”8 جولات تصعيد واستثمار في الأنفاق ..ماذا قدمت حماس خلال 18 عاماً؟”. في المضمون تجاهل للإحتلال واتهام “حماس” بافتعال ما اسمته ب”جولات التصعيد” المقصود هنا طبعاً الحروب العدوانية التي شنها الإحتلال على القطاع خلال هذه الأعوام. واتهام الحركة بالتسبب بإفقار الغزيين وقتلهم. التقرير يضيء على الحرب الحالية ولا يرى فيها سوى اصرار من حماس على عدم وقف إطلاق النار والإستجابة لمطالب الإحتلال بالخروج من غزة.

منذ أكثر من 8 أشهر والإحتلال ومعه الإعلام الداعم له يحاول تصوير غزة بأنها ناقمة على المقاومة وبأنها خسرت شعبيتها جراء الحرب الأخيرة. شبكة “سكاي نيوز” كانت من ضمن هذه المنصات التي صوبت سهامها تجاه حماس والإدعاء بأنها خسرت شعبيتها في القطاع. ففي فقرة تحليلية أخيراً أوردت أرقاماً ادعت بأنها تدل على انخفاض نسبة تأييد الغزيين لها وحملت تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع من مجاعة وبطالة متجاهلة الإحتلال بأي كلمة. اتكأت الشبكة على الإعلام الغربي لتنقل انطباعات الغزيين عن حماس دون الإستناد الى أي وقائع او مستندات.

المصدر: موقع المنار