تصاعدت وتيرة الخلافات بين رئيس حكومة كيان العدو، بنيامين نتنياهو، والوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، وبين جهاز الأمن الذي يمثله وزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش هيرتسي هليفي، ورئيس الشاباك، رونين بار. و”لا تتمحور هذه الخلافات حول وقف الحرب على قطاع غزة أو مواصلتها، وإنما حول كيفية استمرارها”، وفق ما ذكرت صحف إسرائيلية اليوم الثلاثاء.
وأمس الاثنين، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ وزراء الحكومة بإلغاء مجلس الحرب بعد طلب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش الانضمام إليها، وذلك بعد أيام من استقالة الوزيرين بيني غانتس وغادي آيزنكوت.
يأتي ذلك في وقت طالب فيه غانتس نتنياهو، بإقالة نيسيم فاتوري نائب رئيس الكنيست، من منصبه وإدانة تصريحاته. واعتبر غانتس أن حديث فاتوري عن المتظاهرين يستحق الشجب، ويجب تعيين شخصية مكانه “تحترم دولة “إسرائيل””، وفق تعبيره.
وكان فاتوري قد قال إن “لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ذراعان، الأول هو المخربون القتلة، والثاني هو المتظاهرون الإسرائيليون”. يُذكر أنه تظاهر عشرات الآلاف الإسرائيليين، مساء الإثنين، أمام مبنى الكنيست في القدس، للمطالبة بحله وتفكيك حكومة بنيامين نتنياهو والذهاب إلى انتخابات مبكرة، لتمتد الاحتجاجات لاحقا إلى مقر إقامة نتنياهو في شارع غزة حيث اندلعت مواجهات بين المتظاهرين والشرطة التي دفعت بتعزيزات عسكرية إلى المكان.
من جهته، زعيم ما يُسمى “حزب إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان قال إن “إيران وضعت هدف تدميرنا في حين حكومة نتنياهو منشغلة بقوانين لحزب شاس”، مضيفاً أن “حكومة نتنياهو ليست يمينية ولا يسارية بل حكومة كارثية ونحن بحاجة إلى بديل عنها”.
أما زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد فقد طالب مجدداً بالإطاحة بحكومة بنيامين نتنياهو، موضحاً أنه “من الممكن فعل ذلك، فمنذ اللحظة التي استقال فيها بيني غانتس من الحكومة لدينا الوسائل لتحقيق ذلك”. وتابع أن “حكومة نتنياهو مجنونة وتخوض صراعات داخلية وعاجزة عن فعل أي شيء ولا تهتم بالجنوب ولا بالشمال”.
وفي السياق نفسه جاءت التصريحات التي نقلتها “معاريف” عن عضو الكنيست جدعون ساعر، إذ قال إن “حكومة بنيامين نتنياهو عاجزة عن تحقيق أهداف الحرب ويجب استبدالها”، لافتاً إلى أن “القانون الحاخامي فضيحة غير مسبوقة تشير لدرجة الانفصال بين الحكومة والائتلاف”. وأكد أن “”إسرائيل” بحاجة لجيش كبير وقوي لكن الحكومة تعمل على تمرير قانون التهرب من الخدمة العسكرية”.
وحسب المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، فإن “غالانت والجنرالات يريدون السعي بأسرع ما يمكن إلى إنهاء العملية العسكرية في رفح، والانتقال إلى اقتحامات محدودة في قطاع غزة وتركيز جهود الجيش على الاستعداد لاحتمال نشوب حرب شاملة مع حزب الله في الشمال”.
وأضاف أن “نتنياهو، وفقا لجميع المؤشرات، يتحفظ من الانسحاب من القطاع ولا يشارك غالانت وهليفي الرأي بأن السعي لصفقة مخطوفين (تبادل أسرى) أصبحت ملحة وهامة. ووفقا للأصوات التي تتعالى من جانب المحيطين بنتنياهو، منذ نهاية الأسبوع الماضي، فإنه يتوقع مواجهة عاصفة” في الفترة القريبة. وقال الجنرال المتقاعد المقرب من نتنياهو، إيفي إيتام، لإذاعة 103FM، إن “الحرب ستطول ثلاث سنوات: سنة في غزة، وسنة في لبنان وسنة ثالثة من أجل “بلورة كل ما هو مرتبط بإيران”، حسب زعمه.
وبدا هرئيل كمن يشكك في ادعاءات الجيش بالقضاء على معظم قوات “حماس” في رفح، مشيراً إلى أن مقاتليها لا يزالون يستهدفون القوات الإسرائيلية بالقذائف المضادة للدروع والألغام، بعد مرور حوالي شهر ونصف الشهر على بدء العملية العسكرية في رفح.
وتابع هرئيل أنه “يصعب التفسير للجمهور سبب مقتل جنود في رفح وما هو هدف هذه العملية العسكرية، باستثناء التشبث بعبارة “الانتصار المطلق” التي يكررها رئيس الحكومة من دون أي علاقة مع الواقع. والتنسيق الأمني يهتز، وليس مع الأميركيين فقط. فالسيطرة على معبر رفح تُغضب مصر، ويصعب الآن التوصل لتسوية تضمن نقل المعبر إلى أيد أخرى، من دون تعريض قوات الجيش الإسرائيلي لهجمات في المحور الضيق، وطوال أشهر كثيرة”.
أما المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، رون بن يشاي، فقد رأى أنه “خلال الأشهر الأخيرة، وخاصة منذ الهجوم الإيراني على “إسرائيل”، في نيسان/أبريل، انقلبت الأمور رأساً على عقب. وتحولت الحرب من حدث فلسطيني – إسرائيلي إلى حرب إقليمية كاملة، ستكون لنتائجها تبعات إستراتيجية أمنية وحتى وجودية بالنسبة لـ “إسرائيل” ومواطنيها”.
وأضاف أن “حزب الله تحول إلى التهديد المركزي الذي على “إسرائيل” أن تزيله بسرعة، ليس فقط لأن حزب الله أفرغ شمال الجليل من سكانه وزرع في هذه المنطقة دماراً وحرائق، وإنما هو يحتجز كرهائن أيضا قرابة 50 ألف إسرائيلي الذين لا يمكنهم العودة إلى بيوتهم طالما أن نصر الله وخامنئي لا يسمحان لهم بالقيام بذلك”، على حد تعبيره.
المصدر: مواقع