مختلفة هذا العام، الذكرى الـ57 لإحتلال “القدس”. إذ استغل المستوطنون هذه المناسبة ليكرّسوا أكثر سياسات الإستيطان والإحتلال وتدنيس المقدسات مع اقتحام أكثر من 1600 مستوطن صهيوني “المسجد الأقصى”، وممارسة ما يسمى “بالسجود الملحمي” ضمن طقوس تسجل كسوابق منذ احتلال فلسطين. شهدت الذكرى أيضاً أكبر استعراض للأعلام الصهيونية وترداد النشيد “القومي ” الصهيوني في ساحات “الأقصى”.
هذه المظاهر تصاعدت بشكل أكثر وتجرأ عليها الصهاينة بعد عملية “طوفان الأقصى” سيما بعد تشدد الإحتلال في إغلاق “المسجد الأقصى” أمام المصلين ومحاصرته للبلدة القديمة وسكانها، وشنّه حملة إعتقالات واسعة بحق شبان وشابات بتهمة “التحريض” على وسائل التواصل الإجتماعي. في ذكرى الـ57 لإحتلال القدس، يسيطر الإحتلال اليوم على 87% من مساحة “القدس” ويطبق سيطرته على فلسطين التاريخية، ويبيد شعب غزة ويحاصر الضفة الغربية،بإجراءات غير مسبوقة.
التفاصيل مع الاعلامية زينب حاوي:
اشتداد الخناق على المقدسيين بعد “طوفان الأقصى”:
البداية مع القيود غير المسبوقة التي فرضت على “المسجد الأقصى” والمقدسيين وشنّ الإحتلال أوسع حملة اعتقالات ومداهمات لمنازل المقدسيين وتخريب ممتلكاتهم بعد عملية “طوفان الأقصى”.
مسيرة الأعلام:
احتشد قبل ايام مئات الإسرائيليين في الشطر الشرقي لمدينة “القدس”، حاملين الأعلام الإسرائيلية ومطلقين شعارات الكراهية والتحريض ضد الفلسطينيين والعرب. المسيرة من الطقوس التي يحاول الإسرائيليون تكريسها في إحتلال القدس والمدن الفلسطينية. فما هي هذه المسيرة التي ينظمها هؤلاء سنوياً وسط حراسة أمنية مشددة؟
حقائق ووقائع “القدس” اليوم:
احتلت “القدس” عام 1967 واحتلت معها مساحات تصل الى ثلاثة أضعاف مما كان عليه في زمن النكبة عام 1948. واليوم تحوي على 40 ألف وحدة سكنية، وينتظر ان تتضاعف أعداد المستوطنين لتصل الى حوالي 500 ألف مستوطن في “القدس الشرقية”. سنشاهد كيف سيطر الإحتلال على 87% من أراضي “القدس”، وعزّز الإستيطان. شبكة “الميادين” وفي تقرير لها أخيراً، وثّقت لهذه الارقام وللواقع الذي رسى عليه اليوم في “القدس” مستندة الى معطيات مدير “مركز القدس للحقوق الإقتصادية والإجتماعية”.
نتائج إحتلال القدس:
عام 1967 قام الإحتلال بالإستيلاء على سيناء وغزة والضفة الغربية والقدس الشرقية، إذ ناهزت هذه المساحات 3 أضعاف ما كانت عليه “اسرائيل” عام 1948، إذ بلغت نحو 77% من مساحة فلسطين. شبكة “الجزيرة”وفي مقالة توثيقية نشرت أخيراً،بعنوان “نكسة 67 ..عندما هزمت اسرائيل العرب في 6 أيام” تعدّد لنتائج احتلال “القدس” والمدن الفلسطينية من ضمنها تدشين مشروع تمدد الإستيطان الإسرائيلي الى الضفة وغزة ونهب مواردهما. اضافة الى وجود 332 ألف و294 مستوطن في القدس. من نتائج الإحتلال أيضاً مصادرة نحو 353 الف دونم من الأراضي الفلسطينية وتصنيفها ضمن “محميات طبيعية” تمهيداً للإستيلاء عليها.
وضمنّت المقالة لرسوم بيانية من ضمنها انفوغراف يظهر بوضوح المساحات الشاسعة التي قضمتها “اسرائيل” بين عاميّ 1948 و1967 في هضبة الجولان والقدس والضفة الغربية.
ختاماً:
إزاء هذا الواقع كان لابد من عملية نوعية ومجيدة ك”طوفان الأقصى” التي قلبت كيان الإحتلال رأساً على عقب، وأشاعت عبارة فلسطين في كل أنحاء المعمورة، ووصم الإحتلال لأول مرة منذ نشأته بالإجرام وبارتكاب جرائم ضد الإنسانية. شكل “طوفان الأقصى” ثأر أحرار العالم سيما الفلسطينيين كل الفلسطينيين.
المصدر: موقع المنار