كان لافتا هذا الأسبوع اهتمام الإعلام الغربي الناطق باللغة الانكليزية بعملية النصيرات في غزة وبالجبهة المشتعلة مع لبنان في شمال فلسطين المحتلة. من أبرز المقالات التي تحدثت عن عملية النصيرات والتي قتل فيها جيش الحتلال الإسرائيلي ما يقارب ال 300 شهيج فلسطيني مقابل استعادة أربعة من أسراه التي تحتجزهم المقاومة الفلسطينية، مقالتان على نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال.
بالنسبة لنيويورك تايمز، الصحيفة الأميركية نشرت العديد من التقارير والمقالات التي تناولت هذه العملية.
لكن أبرز هذه المقالات كانت بعنوان: ” الحرب الأخرى: كيف تجوب إسرائيل غزة بحثاً عن أدلة حول الرهائن”. في هذه المقالة، (يوم الأحد الماضي) تقول الصحيفة أن “إنقاذ الرهائن الأربعة يوم السبت بمثابة تذكير بأن إسرائيل وحماس منخرطتان في معركة أخرى أقل وضوحًا.” وأنه “على مدى أكثر من ثمانية أشهر، كان للمسلحين اليد العليا.”
وأضافت الصحيفة انه ” حتى الآن، أنقذت إسرائيل ما مجموعه سبعة رهائن، ولكن الحقيقة الصارخة هي أنه منذ بدء الحرب، مات المزيد من الرهائن، وأن إسرائيل استعادت جثثاً أكثر بكثير من الرهائن الأحياء.”
كما نقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم “إن عمليات الإنقاذ ستكون الاستثناء ولن تتم إعادة غالبية الرهائن المتبقين إلا من خلال الوسائل الدبلوماسية”.
وفي حديث مع الصحيفة الأميركية، وصف رئيس سابق لقسم بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية إطلاق سراح االأسرى الأربعة على أنه “إنجاز تكتيكي في نهاية المطاف لا يغير الجانب الإستراتيجي”، مضيفا أنه “لا يمكن إنقاذ المحتجزين إلا كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار”.
صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت أن عملية استعادة الأسرى ” كادت أن تنتهي بالفشل بعد أن حاصر مقاتلو حماس فريق كوماندوز إسرائيلي.”
في مقالة نشرت مطلع هذا الأسبوع بعنوان: ” كيف أنقذت إسرائيل مهمة إستعادة الرهائن التي كادت أن تفشل”، نقلت الصحيفة عن ضابط إسرائيلي قوله “إن عملية تحرير المحتجزين الإسرائيليين الأربعة بمخيم النصيرات كان يفصلها عن الفشل الذريع خط رفيع”.
وأبلغ مسؤولون إسرائيليون وول ستريت جورنال بأن “القتال العنيف كاد يمنع المحتجزين وفريق القوات الخاصة الإسرائيلية من الخروج أحياء”.
اللافت في تغطية الصحيفتين: تعتيم على المجزرة التي حصلت في النصيرات وفي حال تم ذكر الخسائر البشرية يكون التشكيك كالعادة بأن هذه الحصيلة أعلنتها وزارة الصحة في غزة وأن هذه الوزارة تابعة لحركة حماس، وان المصادر الإسرائيلية أعلنت عن حصيلة أقل، وهنا أمر لافت وخطير ويعبر عن العقلية التي يفكر فيها هذا الإعلام خصوصا لجهة الاستخفاف والاستهانة بحياة العشرات من المدنيين الفلسطينيين.
فيما يتعلق بالجبهة الشمالية مع لبنان، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا بعنوان: “شمال إسرائيل يحترق”، مستشهدة بواقعة حدثت الأسبوع الماضي ليلة 3 يونيو/ حزيران، عندما اشتعلت النيران في أجزاء واسعة من شمال إسرائيل بعد أن أطلق حزب الله الصواريخ على المنطقة.
وكتبت الصحيفة الأميركية في المقالة التي نشرت يوم الأربعاء: “هذه تذكير مؤلم بأن الحرب التي طال أمدها في غزة ليست مدمرة لشعب غزة وتهديدًا لحياة الرهائن الذين تحتجزهم حماس فحسب، بل لها أيضًا عواقب وخيمة على شمال إسرائيل، الذي أصبح جزءًا كبيرًا منه مدنا مهجورة إلى حد كبير.”
وأشارت الصحيفة إلى الارتباط بين الجبهتين في غزة وشمال فلسطين المحتلة وقالت: “من الواضح على نحو متزايد أنه بدون وقف إطلاق النار فإن الوضع على الحدود الشمالية يمكن أن يتدهور بسرعة إلى حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله.”
كما ذكرت نيويورك تايمز أنه كان للإجلاء الجماعي للإسرائيليين في الشمال وانشاء منطقة عازلة بحكم الواقع عواقب وخيمة. اذ تمكن حزب الله من القتال بحرية أكبر، ومن استهداف مناطق واسعة ككريات شمونة والمطلة ومارعليوت.
“لا شك أن استمرار القتال لا يزال يسبب أضرار للعديد من المنازل والبنية التحتية في شمال إسرائيل ولا يزال عشرات الآلاف من الاسرائيليين الذين تم نقلهم إلى الفنادق ليس لديهم أي فكرة إذا كان بإمكانهم العودة مع غياب خطة من السلطات الإسرائيلية.”
صحيفة واشنطن بوست نشرت أيضا يوم الأربعاء مقالا بعنوان: ” على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، تتجلى الحربشكل بطيء.” واشنطن بوست قالت أن المناطق في شمال فلسطين المحتلة على الحدود مع لبنان أصبحت “تبدو بالفعل وكأنها منطقة حرب، مع تزايد وتيرة ضربات حزب الله والضربات الإسرائيلية من يومية إلى كل ساعة تقريبًا.”
ونقلت الصحيفة عن نائب قائد فرقة في الجيش الإسرائيلي قوله أن ضربات حزب الله تصبح أكثر كثافة كل أسبوع. وأن ضباب الحرب ينمو حولنا والوضع لا يطاق”، “تخترق أسلحة حزب الله على نحو متزايد أنظمة الدفاع الجوي المتطورة في إسرائيل، وانها تصل إلى الأماكن التي لجأ إليها المستوطنون الإسرائيليين هربا من المناطق الحدوجية مع لبنان.”
وأشارت الصحيفة إلى التهديد الذي تمثله صواريخ حزب الله على طائرات الإطفاء الإسرائيلية وأن هذا التهديد أدى إلى إرباك كيان الاحتلال لأن فرق الإطفاء صارت مضطرة للاعتماد على نفسها من دون تدخل الطائرات “الأمر الذي ترك فرق الإطفاء تكافح الحرائق بمفردها وكثيرا ما كانت الصواريخ تسقط حولها.”
ختاماً مع فيديو يتضمن مقطع من برنامج بودكاست على قناة TBN. هذا البرنامج الناطق باللغة الانكليزية استضاف الخبير والمذيع الإسرائيلي ماتي شوشان، الذي أكد أن حزب الله هو “أكبر تهديد يواجهه كيان الاحتلال.”
المصدر: موقع المنار