كشفت تقاريرُ اعلاميةٌ اميركية عن دورٍ استخباراتيّ ولوجستي لعبتهُ الولاياتُ المتحدةُ بشكلٍ مباشر في عملية الأسرى الصهاينة الاربعةِ في مخيم النصيرات، بالرغم من نفيِ التورط العسكري الاميركي في مجزرة النصيرات.
بعد أكثر من ثمانية أشهر على العدوان الصهيوني على قطاع غزة، قادت عملية استخباراتية أميركية بامتياز إلى تخليص أربعة أسرى صهاينة من داخل مخيم النصيرات وسط القطاع.
صحيفة نيويورك تايمز كشفت عن دور اميركي وبريطاني مباشر في العملية، ونقلت عن مسؤولين اميركيين واسرائيليين قولهم انّ فريقاً من مسؤولي استرداد الأسرى الاميركيين الموجودين في اسرائيل منذ بداية الحرب قدموا المعلومات الاستخباراتية والدعم اللوجستي للجيش الاسرائيلي لإنجاح عملية تخليص الأسرى.
وأكدت الصحيفة أنّ وزارة الحرب الاميركية و cia و وبريطانيا قدموا معلومات استخباراتية من الجو والفضاء الالكتروني لا تستطيع اسرائيل جمعها بمفردها ، مضيفة انّ المخابرات الاميركية جمعت معلومات من مسيرات أطلقتها في سماء غزة واعترضت مكالمات هاتفية والتي تمكنت من حصر مكان وجود الأسرى الأربعة.
هذه العملية التي يتباهى بها العدو خلفت بحسب صحيفة الواشنطن بوست الاميركية دماراً لا يمكن تصوره وعدداً هائلاً من الضحايا في واحدة من أكبر المجازر الصهيونية منذ بدء العدوان.
تجاوز العدو وخلفه الادارة الاميركية في هذه العملية كل ّالمحظورات وعمد إلى التسلل إلى داخل المخيم عبر شاحنة تستخدم في نقل المساعدات الانسانية وفق ما أكدت الأمم المتحدة.
ورغم زعم العدو عدم حدوث ذلك، إلاّ أنّ مقررة الامم المتحدة الخاصة بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز أكدت أنّ جنوداً اسرائيليين وأجانب اختبأوا غدراً داخل شاحنة مساعدات في تمويه انساني غير مسبوق، وأن تخليص الأسرى الاربعة جاء على حساب مجزرة مروعة راح ضحيتها مئات المدنيين الأبرياء بينهم أطفال.
وفي دليل آخر على التورط الاميركي المباشر في العملية، تداولت مواقع صهيونية مقطع فيديو لما يسمى بالرصيف الاميركي العائم عند ساحل غزة ، ويشير فيه الناشطون إلى هبوط مروحية استخدمت لتخليص أربعة أسرى صهاينة من وسط غزة ما يؤكد استخدام سلطات العدو للرصيف الاميركي خلال العملية.
وبعد مجزرة النصيرات من أجل تحرير 4 اسرى صهاينة فقط، ترسخت قناعة عسكرية وسياسية لدى المحليين الصهاينة والمستوطنين وأهالي الاسرى بأنه لا عودة لباقي الاسرى إلا بإبرام صفقة.
ولم تنجح حكومة العدو في تسويق عملية النصيرات وتحرير 4 أسرى، كما تريد.
معادلة خاسرة .. بعد ثمانية أشهر من القتال والاستنزاف، 4 اسرى فقط تم استعادتهم.. حقيقة لا يريد نتنياهو الوقوف أمامها، خصوصاً أنها تكشف هشاشة وضعه العسكري والسياسي، ولا منطقية مقاربته لاستعادة الاسرى، وهذا تحديداً ما يرفضه أهالي الاسرى، وما خرجوا فوراً الى الشوارع بشعار واحد: لا تحرير للاسرى إلا بصفقة.
الأكيد، أن نتنياهو استمات في استثمار اللحظة، لكنها بدت فارغة بانعكاسها على الداخل الصهيوني، وحتى على طاولة حكومة الحرب.
المصدر: المنار