مشاهدُ لن تُمحى من ذاكرةِ الصهاينة، ولن تُداوى جروحُها الحارقة، من اللهيبِ الذي اتى على مستعمراتِ الشمال، الى العملياتِ النوعيةِ التي تستهدفُ جنودَ الجيشِ وتجهيزاتِه الفائقة، وليسَ آخرُها في إلكوش قربَ الحدودِ مع لبنان..
لكنَ إلكوش – العمليةُ الاقسى، بل الاخطرُ بحسبِ القائدِ السابقِ لسلاحِ الجو في كيانِ الاحتلال “ايتان بن الياهو”،لخرقِها الاستخباراتي والمعلوماتي، وهدفِها النوعي..
ومع تراكمِ العملياتِ الموثقةِ ومشاهدِها الصادمةِ باتَ اليقينُ بانَ المعركةَ في الشمالِ ليست نزهة، وانه لا قرارَ بالذهابِ الى حربٍ هناك، كما نَقلَ المحللُ الصهيوني “رفيف دروكر” عن قادةِ الكيان .
وبالتالي لا خيارَ امامَ تل ابيب الا ايقافُ هذا الجنونِ بايِّ ثمن، والقبولُ بصفقةِ الرئيسِ الأميركي جو بايدن وتغييرِ القباطنةِ الثلاثة ِالذين يقودونَ الكيان َإلى نهايتِه – بحسبِ مفوضِ الدولةِ السابقِ الجنرال اسحاق بريك..
والقباطنةُ الثلاثةُ – اي بنيامين نتنياهو ووزيرُ حربِه يوآف غالنت ورئيسُ اركانِ جيشِه هرتسي هليفي – تَحسَبُهم جميعاً وقلوبُهم شتّى، فَقد شتَّتَتْهُم سواعدُ المقاومينَ في كلِّ الميادين، ما جعلَهم يعملونَ لاستنقاذِ انفسِهم ومستقبلِهم الملطخِ بخططِهم العسكريةِ العاجزةِ وقيادتِهم السياسيةِ التائهةِ في ظلِّ انعدامِ الانجازاتِ التي رفعوها على مدى أشهُرِ حربِهم الثمانية..
وما يرفعُ من منسوبِ الخيبة، انَ خلافاتِهم السياسيةَ الى اتساعٍ وجيشَهم المنهكَ تفتكُ به صراعاتُ كبارِ الجنرالات الذين يتقاذفون المسؤوليات، فيما المقاومةُ في غزةَ على قوّتِها مستندةً الى ثباتِ اهلِها الصامدين رغمَ الدمارِ العظيم، يُسطّرونَ اروعَ ملحمةٍ بطوليةٍ تَكتبُ تاريخَ الامةِ الحديث..
والحديثُ في غزةَ المحاصرةِ ليس عن سعيٍ لايقافِ الحربِ كيفما كان، وانما بتحقيقِ الشروطِ التي تَليقُ بجزيلِ التضحيات..
ومعَ التضحياتِ التي تُقدِّمُها جبهاتُ الاسناد، فانَ الخيارَ مواصلةُ الدعمِ حتى وقفِ الحرب، وهو ما تؤكدُه صواريخُ اليمنِ العزيز واهلِ العراقِ الشريف..
وكما ارضِ لبنانَ كذلك سماؤهُ العابقةُ بالمفاجآت، وجديدُها اليومَ استهدافُ صواريخِ الدفاعِ الجوي للمقاومةِ طائراتِ العدوِ الحربيةَ والتي أجبرتها على مغادرةِ السماءِ اللبنانية..
المصدر: قناة المنار