ديما جمعة
في وقت اصبحت التكنولوجيا هي الرائدة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والفكرية وركيزة في العلاقات الانسانية عبر العالم، تبرز وسائل التواصل كسلاح للهيمنة على الفكر الانساني وتحويل الفرد الى اداة يخدم منظومة الشبكة العنكبوتية احيانا كثيرة دون وعي منه لمخاطرها..
بمناسبة اسبوع الاسرة لا بد لنا ان نتوقف قليلا عند مفهوم العائلة الصغيرة وانغماس افرادها كبارا وصغارا باجهزتهم الالكترورنية التي يعبرون من خلالها القارات ويدخلون في حلقات نقاش عالمية في وقت تنقطع فيه الاحاديث بين افراد المنزل الواحد، ولا يجد الوالدين وقتا مستقطعا لفض جدل بين ابنائهم ولا يتمكن الاولاد من توفير ساعة لزيارة اقاربهم.. فالجميع منهمك بالرد والتعليق عبر هاتفه طوال اليوم حتى عند التجمع على طاولة الطعام وفي السهرات والنزهات:
في حلقة الخط الساخن تحت عنوان ” تحديات الاسرة في زمن السوشيال ميديا: دخيلٌ في منزلنا دون رقابة” شدد ضيف الحلقة الد. عباس حدرج – متخصص في علم النفس الاجتماعي على اهمية تكريس الهوية الانسانية والاخلاقية والدينية ومخاطر اشباع الحاجات عبر مواقع التواصل بدلا من البحث عن الانتماء الاسري، وركز على ابرز ثلاث تحديات تشكل الاتجاه النفسي الاجتماعي للفرد:
اولا: على صعيد الانتماء الأسري بحيث اصبحت قيمة الفرد وتقديره للذات نابع من عدد اللايكات وشعبيته على المواقع
ثانيا على صعيد توفر المعلومة: لم يعد رجل الدين او الاهل هم مصدر المعلومات والثالث المرجعية المالية الاقتصادية: من خلال تأمين برامج تؤمن مال للاولاد وبالتالي فهذه التحديات الثلاث هي الاخطر.
وتحدث د. حدرج عن دور الدولة الذي يعتبر موازي لدور الاهل وبناءا عليه ينبغي العمل على صعيد دولة عبر تشريع القوانين وتطوير المناهج التربوية وحذف الافكار التي تشوه القيم العائلية، وفي نظرة استشرافية للغد، تحدث عن اهمية تطوير المناهج الدراسية – التركيز على انشطة لتعبئة وقت الفراغ – منظومة قوانين العمل تراعي دوام الام والاب بحيث يتم تأمين وقت للطفل واخيرا توعية الاهل وشرح دورهم عبر استثمار الاهل بأنفسهم علميا وتطوير ثقافتهم لتتماشى مع التطور التكنولوجيا واهمية ان يبقى الاهل مصدرا علميا لاولادهم
بدوره اكد د. ادكار طرابلسي / عضو لجنة التربية والتعليم النيابية شدد على عمل لجنة التربية النيابية في تشريع القوانين الحافظة للاسرة وركز على دور الاهل، كما تطرق الى الخطر الكبير الذي نشهده منذ اعوام لتبرير الشذوذ والترويج له وشدد على دورنا في التصدي له.
لمشاهدة الحلقة كاملة اضغط على الرابط التالي
المصدر: موقع المنار