أن تضع قدمًا على قدمٍ، وترتشف قهوة الصباح، مشهدٌ قد تراه آلاف المرات ولا يسترعي انتباهك، إلا إذا رأيته في غزة، فإنّك أمام إحدى صور البطولة التي لا يمكن تخيلها، لكنّ مقاتلاً في سرايا القدس جعلها مشهدًا حيًا حين وضع قدمًا على قدم واسترق رشفة من كأس قهوته وهو يستكمل دك قوات العدوّ بقذائف الهاون.
“القهوة لا تُشرب على عجل، القهوةٌ أخت الوقت تُحْتَسى على مهل، القهوة صوت المذاق، صوت الرائحة، القهوة تأمّل وتغلغل في النفس وفي الذكريات”، اقتباسٌ يتداوله العشاق في وصفهم للقهوة ومجلسها، لكنّ هذا المقاتل منح تلك المقولة مذاقًا للصمود والثبات واليقين ورباطة الجأش في ميدانٍ يكون فيه الموت أقرب إليك من حبل الوريد، لكنّ قوة الإيمان واليقين جعلته يحتسي قهوته بهدوءٍ وراحةٍ أرخى خلالها قدمًا على قدم بطمأنينة عزّ نظيرها، فهو ليس في عجلة من أمره في حضرة الواجب الجهادي مع ارتشاف قهوة الصباح.
مشهدٌ انتشر بمواقع التواصل كالنار في الهشيم، مثيرًا مزيدًا من الإشادة والإعجاب بقوة المقاتل الفلسطيني وشخصيته وقدرته على قيادة الحرب العسكرية والنفسية ضد قوات الاحتلال بكل كفاءة واقتدار.
بقدمين حافيتين، وبنطال “مشمّر” عن ساق القوة والجهاد، وطمأنينة عزّ نظيرها يلتقط القذيفة تلو الأخرى وبينهما رشفة قهوة، يغيظ بها المعتدين ويثبت للعالم أجمع من الصهاينة وداعميهم أنهم يواجهون مقاتلين من طرازٍ مختلف لا يمكن هزيمته مهما طال أمد الحرب ومهما بلغت التضحيات.
المصدر: المركز الفلسطيني للاعلام