الى العامِ اثنينِ وثمانينَ عادَ الزمنُ بالصهاينةِ الخائفين .. حتى وقفت نُخَبُهم امامَ مشهدِ الاستنزافِ اليوميِّ المريرِ للجيشِ التائهِ بينَ الميادين، ليَخلُصَ هؤلاءِ الى اسوأِ السيناريوهات التي يخشَوْنَها : لَبننةُ غزةَ كما وصفوها..
وفوقَ الوصفِ هو حالُ جيشِهم وحكومتِهم، فالمعجزاتُ قد انتهت بحسَبِ القناة 13 العبرية، ولا يتوهَّمَنَّ احدٌ باعلانِ الانتصارِ المطلق، فيما الحاجةُ الملحةُ بحسَبِ رئيسِ حزبِ العمل الجديد “يائير غولان” هي الى صفقةِ تبادلٍ كخيارٍ وحيدٍ لعودةِ الاسرى..
وعندَ مفترقِ الاولوياتِ خرجَ غادي آيزنكوت من بينِ اضلاعِ الحكومةِ متحدثاً عن الفشلِ المريرِ والعجزِ عن تحقيقِ ايٍّ من اهدافِ الحرب، وتَبِعَهُ حليفُه بني غانتس مطالباً باسمِ حزبِه بحلِّ الكينست..
تصريحاتٌ لن تَحُلَّ الازمةُ الصهيونيةُ بل ستُعمِّقُها، وستَزيدُ من المعضلةِ الحكوميةِ وسجالاتِها البَيْنية، وحتى معَ الجيشِ والاجهزةِ الامنيةِ الذين يتراشقونَ الاتهاماتِ معَ السلطةِ السياسية، وتحميلَ المسؤولياتِ عن الفشلِ الممتدِّ من السابعِ من اوكتوبر حتى اليوم..
وفي اليومياتِ اعلانٌ عن ستةِ جنودٍ قتلى واربعةَ عشرَ جريحاً بينَ غزةَ والضفة، ومشاهدُ المقاومينَ تؤكدُ حجمَ الخسائرِ التي يتكبدُها الجيشُ العبري، الممعنُ بارتكابِ المجازرِ بحقِّ المدنيين، والمُواصِلُ لادعاءاتِه بانجازاتٍ وهمية، زاعماً السيطرةَ على خطِّ “فيلاديلفيا” بينَ غزةَ والاراضي المصرية..
ومن الاراضي اللبنانيةِ زَخّاتٌ صاروخيةٌ وطائراتٌ مُسيّرةٌ تَسنِدُ غزةَ وتَزيدُ من مأزقِ الصهاينة، على انَ الاعترافَ بالمعضلةِ اليومَ جاءَ من الطيارينَ في الجيشِ الذين تحدّثوا امامَ الاعلامِ عن المُهمةِ الصعبةِ والتحدياتِ الكثيرةِ في الشمال ، مُقرِّينَ بالعجزِ عن مواجهةِ الطائراتِ الانقضاضيةِ التي يُطلقُها حزبُ الله، ومعترفينَ بعدمِ القدرةِ على السيطرةِ التامةِ في المعركةِ التي لم تعد عسكريةً فحسب، وانما نفسيةٌ واقتصاديةٌ واجتماعيةٌ ايضاً..
والى الجبهةِ الجديدةِ لاسنادِ غزة، حيثُ المعركةُ اخلاقيةٌ وثقافيةٌ وانسانية. الى الجامعاتِ الاميركيةِ وشبابِها الذين باتوا يشكلونَ جزءاً من جبهةِ المقاومةِ كما وصفَهم الامامُ السيد علي الخامنئي، الذي خاطبَهم برسالةِ تعاطفٍ معهم وتثميناً لصمودِهم، مؤكداً لهم انَ الحقيقةَ في طورِ الظهور، ومنطقةَ غربِ آىسيا امامَ مصيرٍ آخرَ كما قال سماحتُه ..
المصدر: قناة المنار