على قدْرِ عطائها كانَ الوداع.. والحقُ انها غادرت الى جوارِ بارئها من كل ِّ منزل ٍ وبيتٍ ومن كلِّ ميدانٍ ومناسبة .. وهي التي كان لها من كلِّ خطاب ٍ وموقفٍ نصيب.. السيدةُ الفاضلةُ اُمّ حسن ، والدةُ الامينِ العامِّ لحزبِ الله سماحةِ السيد حسن نصر الله حَسُنَ مثواها في رياضِ الصالحين ، بعدَ تشييعٍ مَهيب ٍوتكريمٍ عظيمٍ لجليلِ ما بذَلت الى جانبِ المقاومينَ والمجاهدينَ في المسيرةِ والسيرةِ والتضحية ..
ومن الجيلِ الذي حضتنهُ بلطفِ دعائِها ، تتواصلُ الانجازاتُ ، وفي ترابِ الامةِ الذي اَنبتَ لحنينِ كلِّ الامهاتِ رياحينَ شامخات ، يَحملُ الدمُ الانتصار ، وفي الجنوبِ الذي يُذيقُ العدوَ حرَّ النار ِ والحديدِ لا مكانَ للتمادي ، فالمقاومةُ اَنجزت كلَّ استعداداتِها وبالقبضاتِ والعقولِ والقلوب ِ المطمئنةِ تُلقنُ العدوَ دروسَها وتؤسسُ لمرحلةٍ جديدةٍ والى المزيدِ من صنفِ الانتصارِ الكبيرِ في العامِ الفينِ وما بعدَه وبعدَه ..
اما العدوُ التي يتقلبُ على نارِ غزةَ والاخفاقاتِ المُتَتاليةِ فظنَ قادتُه انَ حميمَ عدوانِهم سيَقتُلُ النبْضَ الصارخَ المناديَ بالقضية، ولكنْ ها هُمُ الانَ وبعدَ ثلاثةٍ وثلاثينَ يوماً بعدَ المئتينِ مَغلولو الخياراتِ بصفرِ الانجازات، كيفَ لا وقد استقطبت صواريخُ القسام اليومَ المتابعاتِ بدكِّها تل ابيب الكبرى ، مزلزلةً اركانَ الاحتلالِ سياسياً وامنياً ومؤكدةً انَ عِنادَ بنيامين نتنياهو هو مصيبةٌ مُحقَّقَةٌ لكيانِه اولاً وانه حَجَزَ فعلياً مقعدَه بينَ اكبر ِالخاسرينَ بفعلِ عظَمةِ ثباتِ المقاومينَ مهما طالَ العدوانُ ومهما ضَيَّقَ الحصارُ على بطونِ الصامدين.
ومعَ افلاسِ الاحتلالِ ميدانياً ، وتناثر ِاجسادِ جنودِه على ابوابِ الانفاقِ الملغَّمةِ وداخلَ دباباتِهم من جباليا شَمالاً الى رفح جنوباً تُبدِعُ المقاومةُ الفلسطينيةُ في حربِها النفسيةِ كما فعلت قبلَ ساعاتٍ بعرضِ مشاهدَ لاسرى وقتلى للاحتلالِ من دونِ تفاصيلَ اضافيةٍ تاركةً العدوَ في حالةِ تخبطٍ ونكرانٍ مستجدياً مَهْرباً من مازقِه الكبير..
المصدر: قناة المنار