هنأ نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في خطبة الجمعة “اللبنانيين والمسلمين والمسيحيين بالاعياد المباركة لمولد نبي الرحمة محمد وميلاد نبي المحبة عيسى، حيث تلتقي المحبة والرحمة لتشيدا ركائز الحضارة الانسانية التي لا تعرف سوى المحبة والتعاون على الخير”، مشيراً الى ان “الديانتين السماويتين وضعتا اسمى القيم والفضائل الانسانية التي تكفل قيام مجتمع انسانية راق لا يعرف الحقد والبغضاء والعنف، وعلى المسلمين والمسيحيين ان يعودوا الى رحاب الدين فيتمسكوا بأصوله وفروعه ويقتدوا بالنبي محمد والنبي عيسى ويسيروا على نهجهما في حسن التعامل مع الاخرين والتزام الفضيلة ونبذ الظلم والعدوان.
وطالب “المسلمين والمسيحيين ان يتضامنوا في مكافحة الارهاب فينخرطوا في جبهة واحدة عنوانها الحفاظ على الانسان ومحاربة المشروع الصهيوني والتكفيري الذي يعمل على سحق الانسان وقهر ارادته وانتهاك حرمته، فما نشاهده من ارهاب في فلسطين وسوريا والعراق ومصر وتركيا ونيجريا واليمن وغيرها من البلدان تقف خلفه قوى شيطانية تعمل لاغراق البلاد في الفوضى واشاعة القتل وبث الرعب في صفوف المدنيين تمهيدا لخراب البلاد واخضاع العباد”، مؤكداً ان “الاسلام والمسيحية مستهدفان من القوى الاستعمارية، وهما براء من كل فكر ومشروع ارهابي، وما حصل في تفجير ارهابي في كنيسة البطرسية في مصر شاهد جديد على بربرية وهمجية تلك العصابات الخارجة عن الدين، فهذه المجزرة المدانة على كل الصعد نرى فيها عدوانا على المسلمين كما المسيحيين لاننا كلنا مستهدفون في الارهاب”.
وطالب الشيخ قبلان “قادة العالم العربي والاسلامي عقد مؤامرات مشتركة بين المسلمين والمسيحيين يكون عنوانها الكلمة السواء التي تجمع بين المسلمين والمسيحيين على قيم الاديان وتعاليمها في نبذ الارهاب”، متمنياً على المرجعيات الروحية ان “تبادر الى عقد لقاءات مشتركة وتتبنى خطاباً دينياً معتدلاً يجمع ولا يفرق ويشيع ثقافة التعاون على الخير، وعليهم كشف مخاطر التطرف والارهاب على الانسانية جمعاء، فلا يفسحوا المجال لنشوء اي بيئة حاضنة وداعمة للارهاب”.
وهنأ الشيخ قبلان “الجيوش العربية والاسلامية وكل القوى المحاربة للارهاب، وخصوصا الجيش السوري والعراقي والمصري على الانتصارات الكبيرة في لجم العصابات التكفيرية”، متوجهاً بالتهنئة الى “الجيش اللبناني والقوى الامنية والمقاومة على الجهد الكبير والتضحيات العظيمة لحفظ حدود لبنان وامنه واستقراره وانجاز عمليات استباقية نوعية جنبت لبنان الويلات والنكبات حتى بات من اكثر الدول استقرارا في المنطقة”، مؤكداً على ضرورة “تفعيل التنسيق والتعاون بين لبنان واشقائه وحلفائه لحفظ استقرار لبنان واحباط مكائد الارهاب بشقيه الصهيوني والتكفيري، مما يستدعي دعم الجيش اللبناني بكل احتياجاته العسكرية والتقنية، وهذا لايعفي الدولة وكل اللبنانيين من مسؤولية دعم الجيش والقوى الامنية من منطلق الواجب الوطني، وعلى السياسيين ان يوفروا شبكة امان سياسي تحمي الاستقرار وتحصن منعتنا الوطنية، فيسرعوا في تشكيل حكومة وطنية جامعة تضع في اولوياتها حفظ لبنان وتفعيل مؤسساته ودعم جيشه وايلاء الوضع المعيشي والاجتماعي للمواطن كل اهتمام وعناية، فنعيد ثقة المواطن بالدولة باعتبارها الملاذ الحاضن والراعي الصالح لشؤون وشجون المواطنين”.
وطالب الشيخ قبلان “السياسيين في لبنان بالعمل الجاد لإنتاج قانون انتخابي جديد يحقق العدالة في التمثيل ويعبر عن تطلعات اللبنانيين في اختيار ممثليهم ويكون في مصلحة وحدة الوطن وعلى قياس كل اللبنانيين، من هنا طالبنا ونطالب باعتماد النسبية على اعتبار لبنان دائرة انتخابية واحدة ليكون هذا القانون مساحة لقاء بين كل مكونات الشعب اللبناني فينتخب المسلم أخاه المسيحي كما ينتخب المسيحي أخاه المسلم ليكون لبنان وطن الشراكة الحقيقية دون غبن لاي من مكوناته”.