كما طريقِ القدسِ كذلك سماؤها تعجُ بالسالكينَ وِجهةَ النصر، يُولُّونَ وجوهَهم وقلوبَهم وكلَّ ما اُوتُوا من قوّةٍ شطرَ المسجدِ الأقصى الذي سيَدخلونَه كما دَخلُوهُ اوّلَ مرّة، وسيُتبرونَ ما عَلَوْا تَتبيرا..
وفوقَ كلِّ صوتٍ صهيونيٍّ عالٍ تُحلِّقُ مُسيَّراتُ المقاومةِ الاسلاميةِ وتصلُ اهدافَها مُذخَّرةً برسائلَ حارقة،وكلما قرأَ الصهاينةُ رسالةً أتَتْهُم اخرى، ليَعقِلوا بأنَّ الوقتَ لا يتسعُ لايِّ حماقةٍ او تهورٍ او ارتجال..
وبين ادميت وغولاني قربَ طبريا والمطلة واخواتِها، لا يزالُ الجيشُ العبريُ وحكومتُه عالقينَ بينَ انقاضِ المعادلاتِ التي حَطّمَتها المقاومةُ الاسلاميةُ ورفعت ما هو اقصى، فتدميرُ المناطيدِ الفائقةِ التطورِ وتنفيذُ الطائراتِ المسيّرةِ لغاراتٍ جويةٍ مخترقةً المنظوماتِ الامنيةَ والتجسسيةَ والدفاعيةَ الصهيونيةَ رسمت في سماءِ فلسطينَ المحتلةِ معادلاتٍ جديدة، وعندما حاولَ العدوُ الافلاتَ متطاولاً على بلدةِ النجارية وارتقاءِ شهداءَ مدنيين، عاجلتهُ المقاومةُ بصلياتٍ من خمسينَ صاروخَ كاتيوشا وصلت قاعدةَ تسنبور اللوجستيةَ في الجولانِ المحتل،اصابت اهدافَها واَشعلت النيرانَ فيها، ووصلَ صداها الصاخبُ بحسَبِ الاعلامِ العبري الى طبريا المرتجفةِ بمستوطنيها بفعلِ اداءِ المقاومين. واداءُ الواجبِ الجهاديِّ اسناداً لغزةَ ودفاعاً عن لبنانَ استمرَّ على غيرِ موقعٍ للاحتلال، فكانَ موقعُ الزاعورة هدفاً للمقاومينَ رداً على العدوانِ على بلدةِ حولا..
والجيشُ الذي لا حولَ له امامَ ضرباتِ المقاومينَ يهربُ الى عملياتِ الاغتيال، وآخرُها كانَ في البقاعِ الاوسط، حيثُ اغارت مُسيّرةٌ صهيونيةٌ على سيارةٍ في بلدةِ عنجر ..
لكنها ضرباتٌ لن تُغيّرَ في واقعِ الميدان، ولا تعيدُ الثقةَ للصهاينةِ بجيشِهم وصوابِ اداءِ حكومتِهم، فالمسارُ الى الهاويةِ والكيانُ العبريُ الى الهلاكِ بفعلِ اداءِ حكومةِ بنيامين نتنياهو كما يُجمعُ الكثيرُ من كبارِ الخبراءِ وقُدامى الجنرالات..
اما جنرالُ الفشلِ فما زالَ المتربعَ على رؤوسِ الجنودِ الصهاينةِ في ساحاتِ غزةَ ومدنِها، وفيما عنترياتُ المنابرِ الصهيونيةِ تصبُّ نارَها على رفح، فانَ جباليا اَحرقت جنودَهم وآلياتِهم امامَ عدساتِ الكاميرات، ووضعتهم في مأزقٍ اعادَ شريطَ الخلافاتِ الى اولِ ايامِ الحربِ العبثية، التي لم تَستطع في شهرِها الثامنِ حسمَ المعركةِ في ايٍّ من جهاتِ غزة..
المصدر: قناة المنار