من أدميت – التي اَدمت الجيشَ الصهيونيَ وجنودَه وفخرَ صناعاتِه العسكريةِ عندَ الحدودِ معَ لبنان، الى جباليا وحيِّ الزيتون ورفح في غزةَ الصامدةِ فوقَ كلِّ عنترياتِ الاحتلال، يعاني الصهاينةُ من حربِ استنزاف، ويَنزِفُ كبارُ خبرائِهم سيلاً من المواقفِ والتحذيرات، فالحربُ العبثيةُ هذه من شأنها ان تؤديَ الى انهيارِ الكيانِ من الداخل، كما رأى احدُ اشهرِ جنرالاتِهم وخبرائهم المخضرمين اسحاق بريك ..
فحربُ الاستنزافِ هذه قد تجرُّ الى حربٍ اقليميةٍ لن نقدرَ عليها قال اسحاق بريك، والجيشُ بدأَ يتآكلُ معَ حركةٍ احتجاجيةٍ تُفقدُهُ جنودَه المعترضينَ على التجنيد، كما فَقدت حربُه كلَّ اهدافِها ولن تحققَ شيئاً بحسَبِ بريك..
اما حسبةُ القيادةِ السياسيةِ لحربِ رفح فلم تكن كحسابِ الميدان، حيثُ يتلوى الصهاينةُ قادةً وجنوداً ومستوطنينَ بالمشاهدِ التي تُوثِّقُ كلَّ يومٍ النارَ التي تأكلُ ابناءَهم وآلياتِهم على طولِ مساحةِ الاشتباك،وتؤكدُ انْ لا امكانيةَ للخروجِ من رمالِ غزةَ الا ممرغينَ بوحلِها، وفاقدينَ لما تبقى من هيبتِهم العسكريةِ والسياسية..
وكما ينتظرُ المستوطنون اخبارَ قتلاهُم والصواريخِ الفلسطينيةِ التي تتساقطُ على غلافِ غزةَ معيدةً عقاربَ الساعةِ الى اولِ ايامِ القتال، فانهم ينتظرون استفاقةً ما لدى قيادتِهم السياسيةِ والعسكريةِ الغارقةِ باوهامِ النصرِ الذي يُجمعُ الصهاينة على انه من سابعِ المستحيلات..
ومن المستحيلاتِ تصديقُ خلافٍ اميريكيٍّ صهيونيٍّ، وإنْ ادى التباينُ الى مسرحيةِ المنابرِ المتقابلةِ والتصريحات، وقد خرجَ وزيرُ الحربِ الصهيونيُ يوآف غالنت شارحاً واقعَ الحال، فالحربُ كلُها مغطاةٌ اميركيا، وما يَظهرُ من تباينٍ يعالجُ في الغرفِ المغلقةِ كما قال..
اما قولُ المقاومينَ فواحدٌ على طولِ الجبهات، والتنسيقُ على اعلى المستويات، وهو ما اكدَه لقاءُ الامينِ العام لحزب الله سماحةِ السيد حسن نصر الله معَ وفدٍ قياديٍّ من حركةِ حماس برئاسة الدكتور خليل الحية، حيثُ جرى تقييمٌ موسعٌ ومعمقٌ للأحداثِ والتطوراتِ ، واستعراضٌ لمجرياتِ المفاوضاتِ والمواقفِ السياسيةِ الدوليةِ والتحركاتِ الطلابيةِ العالمية. وأكدَ اللقاءُ على وحدةِ الموقفِ ومواصلةِ بذلِ كلِّ الجهودِ من أجلِ انجازِ الانتصارِ الآتي والموعودِ مهما بلغت التضحيات..
المصدر: قناة المنار