لا يتوقف المستوطنون في شمال فلسطين المحتلة عن اطلاق نداءاتِ الاستغاثة لحكومتِهم التي تركتهُم لمصيرهِم المجهول كما يقولون، لكنْ لم يتخيلْ هؤلاء حتى في أسوأ كوابيسهم أنَّ القبةَ الحديدة ومنظومةَ اعتراضِ الصواريخ يمكن أن توجهَ نداءَ استغاثةٍ الى الطائرات الحربية لنجدتِها من مسيراتِ المقاومة الاسلامية.
فالقبةُ الحديدةُ في الشمال المحتل تتحولُ من صائدٍ للصواريخ والمسيرات الى بطةٍ عرجاء في حقل رمايةِ مسيرات المقاومة الاسلامية، الا أنَّ الاكثرَ ايلاما في يقظةِ الصهاينة قبلَ أحلامِهِم هو فشلُ الطائراتِ الحربية في مهمتِها كما شهدتْ سماءُ شمال فلسطين المحتلة أمس حيث أكملتْ المسيراتُ طريقها لتنقضَ على قاعدةِ بيت هلل على دُفعتين محققةً اصاباتٍ مباشرة في منظومةِ القبة الحديدة المستحدثة وتعطيلِ بعضِها بشكلٍ كامل.
المشهدُ المؤلمُ مع المسيرات لم ينتهِ هنا، فعلى جبهةِ قطاع غزة، كانت المقاومةُ الفلسطينية توثقُ لحظةَ القاءِ مسيرة قنبلةً على دبابةِ ميركافا في جباليا التي زعم الجيشُ الصهيوني يوما أنه دخلها وقضى على ألويةِ المقاومة فيها، فاذا براياتِ المقاومة ترتفعُ مجددا في كل أنحاء القطاع.
مواجهاتُ ضارية من رفح في الجنوب الى حي الزيتون الى جباليا على وقعِ رشقات صاروخية على مستوطنات غلاف غزة وابعد من الغلاف ليزدادَ الاستنزافُ في كيان الاحتلال على الجبهات العسكرية والسياسية، فقد اعترف جيشُ الاحتلال بإصابةِ اللواء “يوغاف بار ششت” نائبِ مراقب المنظومة الأمنية خلال اشتباكاتٍ مع المقاومة في غزة بالاضافة الى خمسين جنديا ، في وقتٍ قدم المسؤولُ عن رسم الشؤون الاستراتيجية في ما يسمى مجلس الامن القومي الاسرائيلي يورام حامو قدَّم استقالته احتجاجا على عدمِ اتخاذ نتانياهو قراراتٍ بشأن اليوم التالي للحربِ وعودةِ العمليات الى شمال غزة بحسبِ ما ذكرت وسائلُ اعلام اسرائيلية.
وتبقى الخلاصةُ الذهبيةُ أنَّ الكلمة للميدان كما كان أكد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله الذي يتحدثُ عند الخامسة من عصر الغد في الذكرى السنوية الثامنة لاستشهاد القائد الجهادي السيد مصطفى بدرالدين (السيد ذو الفقار) الذي سلكَ طريقَ القدس منذ أن كان فتى ، ولا يزالُ طيفهُ حاضرا على طريق القدس مع كلِّ رمية، وفي كل صلية لرجالِ الله في الميدان.
المصدر: المنار