في ظل ترقب لاستئناف مفاوضات القاهرة، بعد إعلان حركة المقاومة الإسلامية حماس أول أمس الاثنين موافقتها على مقترح الوسيطين القطري والمصري لوقف إطلاق النار، نقلت شبكة “إن بي سي” عن مسؤول أميركي أن المفاوضين الأميركيين والقطريين والمصريين “يحاولون حل خلافات مختلفة بشأن الصفقة، وأن استمرار التفاوض يُعد أمراً إيجابياً”.
مما لا شك فيه أن العراقيل التي يحاول الوسطاء تبديدها كما هو معلن، هي من جهة العدو الاسرائيلي، الذي يتعنت ويفشل أي اتفاق مع أنه لا زال يفاوض من منطلق من لم يحقق أي شيء من أهدافه المعلنة ميدانياً، وربما لذلك يلهث خلف العملية العسكرية في مدينة رفح، في محاولة لتحصيل أي ورقة قوة يضغط بها على المقاومة.
وفي التفاصيل، فقد حذر مسؤول في حركة “حماس” العدو من أن المفاوضات في القاهرة ستكون “الفرصة الأخيرة” لاستعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة.
وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة الأنباء الفرنسية، “هذه الفرصة الأخيرة أمام نتنياهو وعوائل الأسرى الصهاينة لعودة أبنائهم أو سيكون مصيرهم مصير الطيار رون أراد”، الذي أسقطت طائرته فوق لبنان عام 1986 ولا يزال مصيره مجهولاً.
في المقابل، وصل وفد الاحتلال المفاوض إلى العاصمة المصرية، مساء الثلاثاء، وسط تظاهرات أمام وزارة الحرب في تل أبيب تطالب بمنحه صلاحيات كبيرة من أجل التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى.
فيما أفادت صحيفة “هآرتس” العبرية إن “الوفد الإسرائيلي يضم عناصر على المستوى المهني من الجيش و جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” وجهاز الأمن العام “الشاباك”، دون مشاركة قيادات من هذه الجهات”.
وبانتظار ما ستؤول إليه “مفاوضات الفرصة الأخيرة” في مصر، لا تزال الغارات الكثيفة تنهال على مدينة رفح المحاذية للحدود بينها وبين فلسطين المحتلة، موقعة العشرات من الشهداء والجرحى أغلبهم من الأطفال.
وفي وقت دخلت فيه أمس دبابات العدو إلى المعبر الفاصل بين البلدين، وسط تصد بطولي مستمر من فصائل المقاومة، وصل رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، إلى الكيان في زيارة خاطفة ظهر اليوم الأربعاء، بينما تسود الخلافات مجلس الحرب “الكابينيت”.
وفي السياق، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية، اليوم أن “زيارة بيرنز في ظل تشاؤم إسرائيلي من إمكانية التوصل إلى صفقة، وخيبة أمل إسرائيلية كبيرة من أقوال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، بأنه بالإمكان مد الجسر على الفجوات بين مواقف “إسرائيل وحماس”.
وحسب زعم القناة نفسها، فإن الخلافات حول الصفقة تتمثل في أن “عدد الرهائن الذين سيفرج عنهم بحسب الموقف الإسرائيلي هو 33 رهينة، بينما تقول حماس أنه سيتم الإفراج عن 18 رهينة على قيد الحياة والباقون “أحياء أو أموات””.
وتضيف القناة أن “العدو الاسرائيلي طالب بالإفراج عن 3 رهائن يومياً، بينما أعلنت حماس إنها ستفرج عن 3 رهائن كل أسبوع”، لافتة إلى أن “معايير التبادل: إسرائيل ستفرج عن 20 أسيرا فلسطينيا مقابل كل رهينة، وحماس تطالب بالإفراج عن 30 أسيرا؛ إسرائيل ستفرج عن 40 أسيرا من ذوي الأحكام الكبيرة مقابل كل مجندة إسرائيلية، بينما تطالب حماس بالإفراج عن 50 أسيرا من ذوي الأحكام الكبيرة مقابل كل مجندة”.
وعن هوية الأسرى، زعمت القناة أن “”إسرائيل” تطالب بصلاحية الاعتراض على الإفراج عن أسرى، بينما تعارض حماس منح “إسرائيل” فيتو على ذلك”.
أما في ما يتعلق بعودة السكان إلى شمال قطاع غزة، فإن العدو “سيسمح بعودة المدنيين فقط، بينما تطالب حماس بعودة الجميع”، حسب تعبير القناة الاسرائيلية .
وعن وقف اطلاق النار الذي أعلنت المقاومة في أكثر من مرة أنه شرط أساسي لديها لتنفيذ أي اتفاق، فإن العدو “لا يريد الاعلان عن نهاية الحرب، بينما تطالب حماس بالإعلان عن نهاية الحرب في نهاية المرحلة الأولى من الصفقة”.
ولفت تقرير القناة 12 إلى وجود خلافات داخل كابينيت الحرب، بين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وما يُسمى وزير الأمن، يوآف غالانت، من جهة وبين عضوي كابينيت الحرب من كتلة “المعسكر الوطني، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، من الجهة الأخرى.
العدو يكذب بإعلانه فتح معبر كرم أبو سالم
هذا ونفت هيئة المعابر بقطاع غزة، اليوم الأربعاء، مزاعم إسرائيل بإعادة فتح معبر كرم أبو سالم، جنوب القطاع، أمام إدخال المساعدات، خلافا لما أعلنه الكيان في وقت سابق.
ونقلت وكالة الأناضول عن المتحدث باسم الهيئة هشام عدوان، أن قوات الاحتلال تغلق معبر كرم أبو سالم التجاري، أمام حركة دخول المساعدات لقطاع غزة، وأن القوات الإسرائيلية لا تزال داخل معبر رفح البري وتسيطر عليه، مما أدى لتوقف حركة السفر ودخول المساعدات الإنسانية للقطاع.
وكان العدو الصهيوني أعلن -اليوم الأربعاء- إعادة فتح معبر كرم أبو سالم الحدودي المستخدم لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، استجابة لطلب من الرئيس الأميركي جو بايدن، وذلك بعد أربعة أيام على إغلاقه في أعقاب عملية بطولية للمقاومة أدّت إلى مقتل وجرح أربعة جنود.
من جهتها اعلنت جولييت توما المتحدثة باسم الاونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) “أن معبر كرم ابو سالم غير مفتوح”، موضحة أنه “عادة ما نحصل على الوقود عبر رفح وليس عبر كرم أبو سالم”. وأضافت “لم تصل المساعدات الإنسانية خلال الأيام الثلاثة الماضية. لقد بدأنا بتقنين الوقود. وتبلغ الاحتياجات اليومية للأغراض الإنسانية 300 ألف لتر من الوقود”.
وكتب المفوّض العام (للأونروا) فيليب لازاريني على منصة إكس الثلاثاء “يجب إعادة فتح المعابر دون أي تأخير”.
وأوضح أنه “في الوقت الحالي، يخرج من رفح في المتوسط 200 شخص كل ساعة إلى خان يونس والمناطق الوسطى. وتكتظ منطقة المواصي بأكثر من 400 ألف نسمة”، مشيرا الى “انها ليست امنة ولا تتوفر فيها المرافق اللازمة لاستيعاب المزيد من الأشخاص”.
وانتقدت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة وواشنطن إغلاق هذه المعابر التي تعتبر شريان حياة لتوصيل المساعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة حيث حذرت وكالات الإغاثة مرارا من مجاعة تلوح في الأفق مع استمرار العدوان.
المصدر: مواقع إخبارية