أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أن “أهم مطلوب اليوم هو الأمن، ثم الأمن ثم الأمن، والبلد بلا أمن كالجسد بلا رأس، والأمن السياسي والجنائي وأمن الأسواق والاستثمارات والأمن الاجتماعي وأمن اليد اللبنانية العاملة أكبر مطالب المصلحة الوطنية العليا؛ وبلدنا عيش مشترك، والمسيحي والمسلم عائلة وطنية، ولا بد من التلاقي لحماية هذه العائلة وضمان إخراج البلد من أسوأ كارثة في تاريخه”.
وأضاف متوجهاً للقوى السياسية “يجب أن نجتمع كعائلة وطنية، حتى ننتهي من المشهد الانقسامي، ويجب أن نتعامل بكل استحقاقاتنا الوطنية كلبنانيين لا طائفيين، وأي اصطفاف حاد من شأنه ضرب ما تبقى من مصالح البلد العليا، ولا بديل عن الشراكة الإسلامية – المسيحية، فالبلد يقوم على العائلة الوطنية والتي لا بديل عنها، وأولوياتنا اليوم حماية السيادة الوطنية والانتهاء من تسوية رئاسية تليق بشراكة العائلة اللبنانية”.
وتوجه للحكومة “لا نريد نحر لبنان بمليار يورو مسمومة، وأوروبا شريكة واشنطن بالخراب في سوريا وبالحصار المضروب على لبنان، ويجب أن يأكلها النزوح كما يأكل لبنان. وأحذّر أصحاب الشأن من لعبة الحارس الأمني والسياسي لأوروبا. إن قضية النزوح بحاجة ماسة إلى حسم، وترف الوقت انتهى، ونحن الآن أمام بلد مهدد بديمغرافيته واستقراره ووضعه الأمني والاقتصادي ولقمة عيشه”.
وتابع “إنه لمن دواعي الفخر الوطني أننا أمام معادلة لا سابق لها بتاريخ الجبهة الجنوبية للبنان في وجه تل أبيب، وهي النزوح مقابل النزوح، والدمار مقابل الدمار، وحزام أمني مقابل حزام أمني، والتهجير مقابل التهجير، وسط أكبر نموذج سيادي وأكبر ضمانة تقدمها المقاومة وشعبها ومؤسساتنا الوطنية، وتلك مفخرة لبنان وضمانة كل اللبنانيين”.
وللشعوب العربية، قال الشيخ قبلان “بئس العرب التي لا تنهض لنصرة الضمير الإنساني في غزة وإغاثة نسائها وأطفالها، وبئس الشعوب والجامعات العربية التي تشاهد طلاب أهم الجامعات الأمريكية وبعض الجامعات الأوروبية التي تتظاهر من أجل غزة والضمير الإنساني فيما شعوب وطلاب العرب كأنهم أموات. فمتى تنهض العرب! أم أن التطبيع المذل كتم أنفاسها!”
وفي السياق، رأى أن “زمن التطبيع والتهويل انتهى، وزمن الأمركة في هذه المنطقة يتساقط بسرعة، والشرق الأوسط ملك لشعوبه وليس للأنظمة التي تصرّ على الخضوع لواشنطن المهزومة، ووحدة الساحات الأمريكية وتمويلُها في كل من أوكرانيا وإسرائيل وتايوان انتهى بأسوأ خسارة على الأرض، والحرب بمعناها الاستراتيجي انتهت، والآن نحن في زمن الحرب التكتيكية أي لعبة تحسين الوضعيات فقط. ولبنان والمنطقة يعيشون لحظة تاريخ جديد لصالح دولنا ومنطقتنا”.
المصدر: الوكالة الوطنية