العدوان على غزة | مزيد من المجازر والمراوحة تخيم على أجواء المفاوضات – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

العدوان على غزة | مزيد من المجازر والمراوحة تخيم على أجواء المفاوضات

المراوحة تخيم على أجواء المفاوضات والعدو يعوّل على رفح
المراوحة تخيم على أجواء المفاوضات والعدو يعوّل على رفح

لا شيء جديد في غزة بالنسبة لقيادة الاحتلال السياسية والعسكرية. الأخيرة لا تزال تبيع جمهورها أوهاماً بعد 209 أيام على بدء الحرب، التي قيل إنها لترميم منظومة الردع التي هشمتها عملية السابع من تشرين الأول/اكتوبر. فلا الأسرى عادوا ولا الردع رُمم حتى اللحظة. ليس في هذا مكابرة أو مبالغة، إذ إنه وبالرغم من هول الكارثة الإنسانية على القطاع بفعل آلة القتل الاسرائيلية، إلا أن المقاومة لا تزال موجودة تضرب وتستنزف جنود العدو في كل القطاع من شماله إلى جنوبه، آخرها بث كتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) صوراً لاستهداف قوات في محور نتساريم وسط القطاع بقذائف “الهاون” وصواريخ “رجوم”، وصوراً لاستهداف آخر قرب كيبوتس حوليت المتاخم لرفح في غلاف غزة بمنظومة صواريخ “رجوم” قصيرة المدى من عيار 114.

وبحسب مصادر إعلامية مطلعة على بعض تفاصيل المفاوضات، فإن “مشكلة الأميركيين والاسرائيليين وحتى من معهم من وسطاء هي التفاوض من منطلق أن المقاومة في وضع ضعيف يوجب عليها التنازل والقبول بما يُعرض عليها”، وهذا خصوصاً في هذه المرحلة من الحرب حيث يواجه المشروع الإسرائيلي مأزقاً حقيقياً، إضافة إلى التطورات الحاصلة في المنطقة، بات أمراً مستبعداً إلى حد كبير، فالثوابت الأساسية لدى المقاومة لم تعد قابلة للمساومة: وقف اطلاق النار، الانسحاب من القطاع وادخال المساعدات.

ومع تعنت العدو، لا جديد يعوّل عليه حتى الآن في مسار المفاوضات. وليس أمام العدو سوى متابعة المحاولة لتحصيل انجاز ما يفاوض عليه. وفي هذا السياق يأتي سيناريو الدخول إلى رفح الذي ربما ظنّ الاحتلال أن من خلاله سيدفع المقاومة للتنازل عن ثوابتها، لكن الأخيرة ولو أنها تسعى لتجنبه حرصاً على أهلها لكنه إن حدث فهي حاضرة له، وهذا ما سُرّب للعدو عن أنها “نصبت أشراكاً متفجّرة في كل الطرقات المؤدية إلى المنطقة المستهدفة”.

يأتي ذلك في وقت نقلت وكالة الأناضول الإخبارية عن مصادر مصرية قولها إن هناك “تقدما إيجابيا” في المفاوضات غير المباشرة بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والعدو، مشيرة إلى أن القاهرة تجري اتصالات مكثفة مع جميع الأطراف.

أما في ما يتعلق بالميناء البحري المزعوم، فقد نقل موقع بوليتيكو عن مسؤول أميركي قوله إن “واشنطن تتوقع أن يبدأ الميناء العسكري الأميركي عملياته يوم الجمعة المقبل لنقل المساعدات لغزة”، حسب زعمه، لكن قيادة المقاومة في غزة والخارج، بعثت برسالة، حسبما نشرت صحيفة الأخبار اللبنانية إلى جهات دولية على تواصل مع الأميركيين والبريطانيين والأمم المتحدة، ترفض فيها أي تواجد عسكري لأي جهة كانت على أرض غزة بذريعة تسهيل نقل المساعدات.

إثر ذلك، وبحسب المصدر نفسه، فقد “أبلغت السلطات البريطانية الجانب الأميركي قرارها «إعادة النظر» في موافقتها المبدئية على تجهيز شركة أمنية تضم عناصر عسكريين سابقين (اقرأ عناصر مخابراتية فاعلة) لتولّي مهمة حماية المساعدات بعد إنزالها من الرصيف العائم. وقال البريطانيون إنهم لا يملكون أي ضمانة بعدم تعرّض عناصرهم لنيران المقاومة”.

تطورات العدوان

 وأعلنت زارة الصحة بغزة، اليوم الخميس، أن حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع ارتفعت إلى 34596 شهيدا و77816 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي، مشيرة إلى أن الاحتلال ارتكب 3 مجازر في القطاع راح ضحيتها 28 شهيداً و51 مصاباً خلال 24 ساعة.

طائرات الاحتلال ومدفعيته واصلت غاراتها وقصفها العنيف اليوم على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين وشوارع، موقعة عشرات الشهداء والجرحى.

 وشنّت طائرات الاحتلال عدة غارات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وقام جيش الاحتلال بقصف مسجد القسام في مخيم النصيرات وسط القطاع. كما أفادت مصادر إعلامية بانتشال جثتي فلسطينيين استشهدا في قصف إسرائيلي شرق مخيم البريج وسط القطاع مساء أمس.

وقالت المصادر نفسها إن قصفاً مدفعياً إسرائيلياً استهدف حي الشيخ عجلين جنوبي غربي مدينة غزة.

والليلة الماضية، جددت قوات الاحتلال الإسرائيلي القصف المدفعي والجوي على عدة مناطق في جنوب وشمال ووسط قطاع غزة، واستهدف بغارات جوية منازل مأهولة في جنوبي القطاع.

ومن القصص الكثيرة التي تروي فصول معاناة الغزيين الذين اختاروا طريق المقاومة على الاستسلام والذل، قصة الطفل يحيى حمودة الذي ولد في الأسابيع الأولى من العدوان لكنه يعيش مبعداً عن والديه في احدى مستشفيات رفح.

مراسل المنار في شمال غزة، زار الطفلة رشا أبو القمصان، التي تحتفل بعيد ميلادها الخامس، لكنها فرحة ناقصة، فما قصتها؟

تقرير أممي: ما لا يقل عن 5% من سكان غزة قتلوا أو أصيبوا

وأعلن تقرير للبرنامج الإنمائي ولجنة الإسكوا الأمميين أن “ما لا يقل عن 5% من سكان قطاع غزة قتلوا أو أصيبوا في الحرب المستمرة على القطاع”.

وأضاف التقرير أن “معدل الفقر في غزة سيرتفع من نحو 39% إلى 61% إذا امتدت الحرب إلى 9 أشهر”، متابعاً أن “معدل البطالة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بلغ نحو 46% بعد 6 أشهر من الحرب”.

وقال إن “معدل البطالة بالأراضي الفلسطينية المحتلة يمكن أن يرتفع إلى نحو 48% بحلول الشهر التاسع من الحرب”، مشيراً إلى أن “6 أشهر من الحرب في غزة أدت إلى تراجع التنمية البشرية في فلسطين 17 عاما”.

وبحسب التقرير نفسه، فإن “الحرب المستمرة في قطاع غزة ستظل لها عواقب اقتصادية واجتماعية كبيرة على الشعب الفلسطيني”، لافتاً إلى ضرورة “وقف إطلاق النار لمعالجة الأزمة الإنسانية وإعادة بناء الاقتصاد والبنية التحتية الفلسطينية”.

المصدر: موقع المنار