غزة بعد 200 يوم.. اقرار بالهزيمة والإخفاق العسكري. هذه خلاصة ما نشر في اليومين الأخيرين في الإعلامين الغربي والعبري، عن واقع غزة اليوم بعد دخول العدوان الإسرائيلي شهره السابع.
إذ لم يحقق الإحتلال أياً من أهدافه المعلنة بالقضاء على المقاومة الفلسطينية وباسترجاع المحتجزين الإسرائيليين وبإعادة “الأمن” الى المستوطنات وخاصة مناطق الشمال المتاخمة للبنان.
هكذا أمطر الإعلام الإحتلال بعبارات الإخفاق والفشل العسكري، وبإلإقرار بهزيمته امام صمود المقاومة وقدرتها على إعادة بناء نفسها من جديد بعد وقف إطلاق النار وبعجزه عن البقاء في مناطق محددة في غزة واضطراره للإنسحاب منها تحت ضربات المقاومة.
في هذه الفقرة سنضيء على مضامين هذه الصحافة وكيف ظهّرت اسرائيل بمظهر الخاسر في هذه الحرب على الرغم من أهوال الدمار والمجازر بحق الفلسطينيين.
ويمكننا الإضاءة على ما نشرته “الجزيرة” أخيراً من جوجلة للإعلام العبري المتلفز، حول تقييمه للوضع في غزة بعد مرور 200 يوم على العدوان. تقرير بعنوان :”محللون اسرائيليون: بعد 200 يوم من حرب غزة لم تهزم حماس ولم يسترجع الأسرى”.
لعلّ البارز هنا، المقارنة التي أجراها الإعلام الإسرائيلي بين صورة الغزيين منتشرين على شاطىء غزة والتي استطاعت ان تحدث حالة من الجنون داخل الكيان، وبين صور أخرى للواقع الإسرائيلي.
إذ أشار المذيع هنا، الى أن “السنوار خرج ليستمتع بأشعة الشمس”، فيما شواطىء الإحتلال فارغة وبلدات “النقب” المحتلة خالية. وسأل عن المستوطنات الشمالية المهجورة وعن عجز الإسرائيليين من العودة الى منازلهم، ووضع المسؤولية على مسؤول الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير.
وقبل يومين نشرت “الجزيرة” أيضاً تقريراً بعنوان :” بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تفشل عسكرياً وتتجه نحو طريق مسدود”. في مضمونه تفنيد لهذه الحرب، ووصول عدد القتلى الى 605 وإصابة أكثر من 5 آلاف آخرين، وعجر الإسرائيلي عن استعادة المحتجزين سوى 120 أسيراً في صفقة تبادل الأسرى.
ذكر التقرير أيضاً التمركز الإسرائيلي وإقامته منطقة عازلة داخل غزة ومنع النازحين من العودة، لكن هذا التمركز كما يقول التقرير سيسهل اصطياد الإسرائيلي من قبل المقاومة حتى من المناطق التي لم يتوقع الاحتلال أن يؤتى منها بعد الحقاه بها الدمار.
ونشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أخيراً، مقالاً بعنوان :”الواقع القاسي لقتال اسرائيل في غزة”. في مضمونه تقرّ الصحيفة بالإخفاق الإسرائيلي، في عجز الإحتلال عن تحقيق هدفين أساسين من الحرب هما تدمير حماس، وإعادة المحتجزين الى جانب ما أسمته ب”تآكل الدعم الديبلوماسي لاسرائيل حتى بين حلفاءها” بسبب “معاناة الفلسطينيين”.
التقرير نقل عن مسؤولين إسرائيليين بأن المقاومة الفلسطينية “لديها قوات عديدة فوق الأرض وتحتها”، وعن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين بأن “الأنفاق في غزة ستستمح لحماس بالبقاء وإعادة تشكيل نفسها فور توقف القتال”.
ومقابل هذا الوضوح في الإعلام الغربي والعبري عن هزيمة الإحتلال، بقيت المنصات العربية المطبعة تبقي هامشاً للإحتلال وتضع على قدر المساواة كل من الجلاد والضحية. ففي تقرير نشر أول من أمس، على شبكة سكاي نيوز الإماراتية بعنوان :”200 يوم على حرب غزة..ماذا حققت اسرائيل وحماس؟”.
في مضمونه استعراض لآراء اسرائيلية وعربية أعادت تقييم الواقع في غزة بعد مضي 200 يوم على العدوان. وإفراد بالتالي لمساحات ومضامين اسرائيلية اعتبرت أن الإحتلال سيطر على 85 % من قطاع غزة، وأنه قام بتدمير “أجزاء هائلة من قدرات حماس القتالية والسياسية”.
وعلى الرغم من اقرار التقرير بعدم هزيمة حماس وبقاء قياداتها العليا على قيد الحياة الى أن اللافت هنا، تركيز الشبكة الإماراتية على الخسائر البشرية والمادية للفلسطينيين في هذا العدوان ونشرها أرقاماً في هذا الخصوص عن أعداد النازحين والشهداء والجرحى والمستشفيات الخارجة عن الخدمة ضمن تسويق واضح لخلاف الصورة المهزومة للاحتلال.
المصدر: المنار