بعدَ مئتي يومٍ من العدوان.. المُسيّراتُ تضربُ عكا، والصواريخُ تصيبُ غلافَ غزة، والجيشُ العبريُ يعودُ الى البدايات، فيُخطِرُ اهالي بيت لاهيا التي دخلَها وخرجَ منها منذُ اشهر – بالاخلاء..
مئتا يومٍ من الفشلِ والجيشُ عالقٌ في غزة، والحكومةُ عندَ الحساباتِ الشخصيةِ لقادتِها، والمستوطنون عندَ احقادِهم واوهامِهم بكيانِ الامانِ الذي تضربُه الصواريخُ والمسيراتُ من اعلى جليلِه الى ادنى ايلاته، ومن اربعِ جهاتِ المقاومةِ والجهادِ والاسناد..
وفيما رفعت المقاومةُ ثوابتَها على اعالي قمةِ الصبرِ والثبات، تحدثَ ابو عبيدة -الناطقُ العسكريُ باسمِ كتائبِ القسام – عن عجزِ العدوِ خلال مئتي يومٍ الا عن المجازرِ والتدمير، اما جيشُه فعالقٌ في رمالِ غزة ولن يحصدَ الا الخزيَ والهزيمةَ كما قال..
وفيما كان القائدُ القسامي يوجهُ التحيةَ لجبهاتِ الاسناد، من لبنانَ واليمنِ والعراقِ الى الوعدِ الصادقِ الذي حققتهُ الجمهوريةُ الاسلاميةُ في ايران، كانت المقاومةُ الاسلاميةُ في لبنانَ ، توجهُ حممَ اسنادِها لغزةَ الى شمالِ عكا للمرة الاولى ، مستهدفةً مقرَّ قيادةِ لواءِ غولاني ومقرَّ وِحدةِ ايغوز في ثكنةِ “شراغا” شماليَ المدينةِ المحتلة..
فاحتلت العمليةُ صدارةَ سلسلةِ العملياتِ التي نفذتها بالصواريخِ والاسلحةِ المناسبةِ على مواقعِ وتجمعاتِ العدوِ ومراكزِه التجسسيةِ في العديدِ من المواقعِ والتجمعاتِ عندَ الحدودِ مع لبنان ..
والى حدِّ الهستيريا وصلَ المجتمعُ الصهيونيُ الذي يراقبُ الحربَ التي يخوضُها جيشُه على مدى مئتي يوم، ولم يرَ الا المزيدَ من الصواريخِ والمسيراتِ وصافراتِ الانذارِ التي تعمُ سماءَ الكيان، فيما ينظرُ الى جيشِه غارقاً في رمالِ غزة المتحركة، وملطَّخاً بدماءِ جنودِه، ومحاصراً بقرارٍ سياسيٍّ مُربَكٍ تتناتشُه قيادةٌ متهمةٌ بخوضِ معاركِها الشخصية..
على انَ اصعبَ الضرباتِ التي اصابت كلَّ الاشخاصِ المتورطينَ بالفشلِ والهزيمةِ لا تزالُ من مديرِ الاستخباراتِ العسكريةِ اهارون حاليفا الذي استقالَ بالامس بداعي الاخفاق، فاتاحَ المجالَ لكلِّ الاصواتِ الخفاقةِ في السماءِ السياسيةِ الصهيونيةِ للتصويبِ على بنيامين نتنياهو وكبارِ القادةِ العسكريين وتدعُوهم للاستقالة..
المصدر: قناة المنار