اعتبر المنسق العام لجبهة العمل الإسلامي الشيخ زهير الجعيد، في بيان، أن “جريمة قتل باسكال سليمان أخذت أبعاداً طائفية وعنصرية خطيرة، ومنذ إعلان اختفائه وقبل معرفة مصيره جرى كيل التهم والافتراءات والأضاليل واستهداف المقاومة في لبنان من قبل حزبه والأحزاب والسياسيين الطائفيين والعنصريين الحاقدين الموالين لأميركا والغرب والذين يدَّعون زوراً وبهتاناً السيادة والوطنية والذين كانوا شركاء للكيان الصهيوني في اجتياحه للبنان وارتكابه المجازر في حق اللبنانيين والفلسطينيين، وأبرزها مجزرة صبرا وشاتيلا، وهم ما زالوا في كل ما يقومون به في خدمة المشروع الصهيوني وضمن أجندته”.
وقال: “وبعد اتضاح حقيقة ما حصل وأن المسألة لا تتعدى السرقة من قبل عصابة استغلوا الفرصة فظهرت حقيقتهم الراسخة وعنصريتهم الكريهة ضد العروبة وحقدهم الدفين على الأخوة النازحين السوريين رغم استغلالهم والتجارة بمعاناتهم والاستفادة من السفارات الغربية والمنظمات الدولية لحساباتهم الخاصة لسنوات طوال منذ الحرب الكونية على سوريا فكانوا شركاء فبها وقاموا بتشجيع النازحين على الوقوف ضد دولتهم ومنعهم من العودة لبلادهم وبيوتهم وأرضهم رغم دعوة وترحيب وتسهيل الدولة السورية لكل السوريين للعودة الآمنة لبلدهم، ومباشرة بعد الإعلان أن القتلة يحملون جنسية سورية قام هؤلاء العنصريون بتحريض الشارع المسيحي ضد الوجود السوري وكانت حملات التعدي المشبوهة التي قادها هذا الحزب وأنصاره ضد الأخوة السوريين النازحين، مما أدى إلى تشريد عشرات العائلات من منازلهم ومتاجرهم وأماكن عملهم التي هي مصدر رزقهم في صورة تعيدنا الى أجواء الحرب الأهلية اللبنانية التي خلفت مئات آلاف القتلى والجرحى والمعوقين”.
وأشار إلى أن “هؤلاء العنصريين لم يكتفوا بما اقترفوه وما زالوا بحق أهلنا النازحين بل قاموا بالاعتداء الآثم والخطير ضد مكتب الأخوة الرفاق في الحزب السوري القومي الاجتماعي وحرق سيارة إسعاف في بيصور وإقامة الحواجز المسلحة التي تعتدي على الناس على حسب الهوية في واد بعنقودين وبتوقيف السوريين ومصادرة دراجاتهم والاعتداء عليهم، وما زالت التعديات والاستهدافات وعمليات التشليح والتهجير القسري العنصري والتحريض مستمر حتى اليوم”.
واعتبر ان “هذه الاعتداءات آثمة ومستنكرة ومشبوهة ومنفذوها ومحرضوها والمتاجرون بها معروفون بعمالتهم رغم كل زيف شعاراتهم السيادية، وهم اليوم يهددون الاستقرار والسلم الأهلي لتوريط المقاومة في وحول الفتنة والحروب الداخلية خدمة للعدو الصهيوني الذي عجز أمام المقاومة الإسلامية في الميدان في غزة ولبنان ولكن المقاومة وقيادتها تملك الحكمة والوعي التام لتفويت هذه الفرصة عليهم وعلى أسيادهم ومشغليهم، وإننا من باب النصيحة الوطنية وحرصنا على الوجود المسيحي في لبنان والمشرق العربي أكثر للأسف من كثير من القيادات المسيحية الدينية والسياسية نقول: إن أي مغامرة وطيش وولدنة قد تقضي على ما تبقى من مسيحيين في المشرق العربي، لأن من تراهنون على دعمهم ومساعدتهم هم أعجز عن مساعدة أنفسهم أمام عظمة وقوة وتكاتف محور المقاومة”.
ودعا المراجع الدينية والسياسية والأجهزة الأمنية وكل المعنيين إلى “وعي وإدراك خطورة تلك الأحداث التي تعرض العيش المشترك والسلم الأهلي والتعايش وأمن البلاد والعباد وممتلكاتهم ومصيرهم ومستقبلهم إلى ما لا تحمد عقباه، وعلى كافة القوى الأمنية أخذ المبادرة وحماية الأخوة النازحين السوريين في كل المناطق وتأمين حياتهم وأرزاقهم وممتلكاتهم والضرب بحديد كل من يهدد السلم ويلعب بالأمن”.
وختم: “سوريا كانت وما زالت قوية وستبقى قلعة الصمود العربي والقومي والإسلامي وقلب العروبة النابض، ومخطئ من يظن أنها خرجت بعد الحرب الكونية والإرهابية ضعيفة، بل هي قوية وركن أساسي في محور المقاومة وشريكة كاملة في الانجازات التي تتحقق، وهي قادرة على حماية شعبها أينما وجد وكان، وهي لا تفرق أبداً بين أبناء الشعب السوري، لذا فاننا نحذر من تكرار هذه الأحداث الخطيرة والمتهورة ونضعها في عهدة المسؤولين من أجل إعادة الأمور إلى نصابها ومعاقبة كل المشاركين والمحرضين من أعلى الهرم إلى أسفله”.
المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام