استيقظت تايوان يوم الأربعاء على أقوى زلزال تشهده البلاد منذ 25 عاماً. وتسبب الزلزال -الذي بلغت قوته 7.2 درجة على مقياس ريختر- في مقتل وإصابة المئات حتى الآن، فضلاً عن تدمير عشرات الطرق والجسور والأنفاق وتعطيل خدمات السكك الحديدية والإنترنت بالجزيرة.
وفي أعقاب الهزة الأرضية، قامت كل من اليابان والفلبين بإطلاق إنذارات التسونامي قبل أن يتم إلغاؤها في وقت لاحق من اليوم.
ورغم صعوبة تقدير الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الزلزال الأخير في الوقت الحالي، فإن القلق الأكبر يدور حول تأمين إمدادات الرقائق الإلكترونية التي تنتجها الجزيرة، إذ تُعد تايوان أحد أكبر منتجي العالم للرقائق الذكية وغيرها من المنتجات التكنولوجية المتطورة.
أثر الزلزال على قطاع الرقائق
وفقاً للتقديرات، توفر تايوان ما بين 80 و90 في المئة من إمدادات الرقائق الإلكترونية المستخدمة في الهواتف الذكية وأنظمة الذكاء الاصطناعي، ويُنظر إليها باعتبارها أخطر نقطة ضعف في صناعة الرقائق نظراً لدورها المحوري في الصناعة.
في أعقاب الزلزال، أعلنت عملاقة الرقائق الإلكترونية التايوانية تي إس إم سي -إحدى أكبر شركات أشباه الموصلات في العالم- وقف الإنتاج وإخلاء الموظفين في عدد من مصانعها، وحذا حذوها بعض المنافسين المحليين مثل يونايتد مايكرو إلكترونيكس.
لماذا يتركز إنتاج الرقائق في تايوان؟
يتطلب تصنيع الرقائق الإلكترونية عمليات صناعية شديدة التعقيد، لذلك، فضلت تي إس إم سي إنشاء مصانعها في منطقة جغرافية واحدة حتى يتسنى لفريق العمل التواصل ومشاركة الخبرات بشكل أفضل، وتقع جميع مصانعها حتى الآن في تايوان.
وحققت الشركة نجاحاً كبيراً لتتفوق على العديد من رواد الصناعة أمثال إنتل وسامسونغ إليكترونيكس، لكن القلق بشأن تأمين إمدادات الرقائق دفع العديد من الحكومات في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان إلى مطالبة الشركة بتنويع مواقعها الجغرافية.
ونتيجة لذلك، تعمل تي إس إم سي حالياً على إنشاء مصانع جديدة في اليابان والولايات المتحدة، لكن تلك المصانع لن تشمل إنتاج الرقائق الأكثر تطوراً.
المصدر: سي ان ان