وجه تجمع العلماء المسلمين الى اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا رسالة في مناسبة ذكرى المولد النبوي وحفيده الإمام الصادق وأسبوع الوحدة الإسلامية، قال فيها “تأتي علينا مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف والأمة الإسلامية تعاني أصعب الظروف التي مرت عليها منذ بداية تأسيسها بحيث أن جزءا منهم يقتل الآخر باسم الدين، والدين براء من هذا الفعل ويحاولون الإيحاء بأن ما يفعلونه هو من أجل رفعة الدين الإسلامي وإعلاء كلمته وتحقيق إرادة الله عز وجل، في حين أنه بالفعل يهدف إلى تشويه صورة الدين وإحالته من دين للرحمة لتصويره دين قتل وإبادة للإنسانية”.
وأضاف “إن ذكرى المولد النبوي الشريف يجب أن تكون مدعاة لإعادة الاعتبار الى الدين الإسلامي باعتباره دينا وسطيا يسعى الى هداية الآخرين إلى طريق الله عز وجل من دون أي إكراه. فالله قال: “لا إكراه في الدين تبين قد تبين الرشد من الغي. إن إحياء ذكرى المولد تكون بتحقيق رسالة النبي الذي قال عنه الله عز وجل: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”.
واضاف “الدين الذي يشفق فيه المؤمن على من لم يهده الله إلى الإيمان ويتمنى له أن يهتدي للطريق القويم. لا أن يكون عدم هدايته سببا لقتله، وقد قال رسول الله للإمام علي: ” يا علي لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس” .
وتابع “إننا في تجمع العلماء المسلمين أمام هذه المناسبة الجليلة وفي مناسبة أسبوع الوحدة الإسلامية ندعو علماء الدين الإسلامي إلى تبيان الدين الإسلامي على حقيقته والتصدي للدعوات التكفيرية والتحريضية بأسلوب منطقي وأن تكون الدعوة منطلقة من الحكمة والموعظة الحسنة.
كما ندعو الشباب المؤمن إلى عدم التطرف والرجوع إلى أهل العلم والتقوى من علماء الدين للسؤال عن شؤونهم وتوسعهم في معرفة أحكام الشريعة ومفاهيم الدين الإسلامي.
وندعو إلى الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة كي نوجه الشباب إلى ما ينفعهم، واستعمالها في تحفيز الشباب إلى الانخراط في عملية تبيان معالم الدين والإيمان والتقوى والبعد عن الانحراف”.
وحذر “الشباب المسلم من الحرب الناعمة التي يخوضها أعداء أمتنا محاولين إلهاء شبابنا عن دورهم الأساسي في صوغ مقاومة شعبية فكرية وعسكرية في وجه كل المحتلين على أرضنا وعلى رأسهم العدو الصهيوني. منذ أيام نبينا محمد وطرده اليهود من الجزيرة العربية وإلى يومنا هذا، يبقى اليهود الصهاينة أشد الناس عداوة للذين آمنوا، لذا فإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف تكون بإبقاء العدو الصهيوني على رأس أعداء أمتنا وأن نعلن أن لا عدو لنا في أمتنا سوى العدو الصهيوني، والخلافات في الرأي يجب أن تبقى في دائرة العلماء والتي هي في حقيقتها اجتهادات يمكن الافادة منها لإغناء الدين لا لاقتتال المؤمنين”.
وتابع “ما ركز عليه ديننا على شيء مثلما ركز على الدعوة الى وحدة الأمة الإسلامية وقال الله: “إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون”. وقد ركز نبينا الأكرم على هذه الوحدة ونهانا عن الاقتتال فقال: “لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض”. لذا فإننا في تجمع العلماء المسلمين وكجمعية تضع الوحدة والاعتصام على رأس أولوياتها، ندعو الأمة علماء ومثقفين ودعاة وطلابا من كل المذاهب الإسلامية الى خوض عمل موحد كل في موقعه من أجل رفعة الدين وإعادته إلى موقعه الريادي الذي كان عليه والذي لن يكون إلا من خلال الوحدة الإسلامية”.
ختم “ندعو الله أن يوفقنا لتحقيق الوحدة والإنخراط في المعركة الحقيقية مع العدو الحقيقي لأمتنا الذي هو العدو الصهيوني وأن نصلي جميعا في المسجد الأقصى بعد تحريره من رجس الصهاينة”.