بعدَ ما يقاربُ الستةَ اشهرٍ من العدوانِ عاودت المقاومةُ صفعَ اسديروت، وبعثَت بالرسائلِ الصاروخيةِ للصهاينةِ وراعيتِهم الاميركيةِ باَنَ كلَ المجازرِ والتدميرِ لم يَنَل من قدرةِ المقاومين، وانَ الصواريخَ المنبعثةَ من وسطِ القطاعِ تقطعُ ايَ شكٍ حولَ فشلِ اهدافِ العدوان، واِن حاولَ بنيامين نتناياهو الاصرارَ على المكابرةِ والهروبَ الى الامام..
امامَ اعينِ الصهاينةِ قادةً ومستوطنين، المتخبطينَ بالخلافاتِ الداخليةِ ووحولِ الجبهاتِ الميدانية، والمحاصرينَ يوماً بعدَ يومٍ بتزايدِ الضغوطِ الدولية، يُقتلُ جنودُهم وتُدمّرُ آلياتُهم وتطاحُ خُططُهم في حاراتِ غزةَ ومدنِها، والصواريخُ العابرةُ فوقَ القبةِ الحديديةِ اليومَ الى سديروت بعضُ الدليل..
وكما تفشلُ القبةُ الحديديةُ بصدِ صلياتِ الصواريخِ والمسيّراتِ من غزةَ وكلِّ جبهاتِ الاسناد، عَجَزَت القبةُ الاميركيةُ السياسيةُ عن صدِّ الضغوط ِ المتزايدةِ على تل ابيب من الدولِ التي لم تَعُد تَحتملُ جرائمَ حربِ الابادةِ والتجويعِ التي يرتكبُها الصهاينةُ في غزة. فوقفت واشنطن عندَ الامتناعِ عن التصويتِ في مجلسِ الامن، ولم تَستخدم الفيتو ضدَ مشروعِ قرارٍ اَجمعت عليه اربعَ عشرةَ دولةً في المجلسِ يدعو الى وقفٍ فوريٍ لاطلاقِ النارِ بغزةَ في شهرِ رمضان..
وان كانت تل ابيب غيرَ مكترثةٍ بكلِّ القراراتِ الدوليةِ على مدى اجرامِها، الا انَ القرارَ الامميَ اليومَ المُحمَّلَ بالكثيرِ من الغضبِ الاميركي ضدَ بنيامين نتنياهو سَيُعَقِّدُ على الحكومةِ الصهيونيةِ المُهمة، وسيُضَيِّقُ عليها هامشَ المناورةِ امامَ الطلباتِ الجِديةِ بالتوصلِ الى اتفاقٍ لوقفِ اطلاقِ النار، كما سيُسعِّرُ النارَ الداخليةَ التي بدأت بتحميلِ بنيامين نتنياهو وحكومتِه مسؤوليةَ الإِضرارِ بالمصالحِ الاسرائيليةِ عالمياً واميركيا.
وحتى ينجليَ دخانُ اللُغمِ الذي اصابَ عناترَ الحربِ الصهاينة، وتعدادُ ضحاياهُ السياسيين، فانَ الجنونَ والحقدَ الصهيونيينِ غيرُ مأمونَيِّ الجانب. اما اولُ المواقفِ الارتجاليةِ فكانَ الغاءَ زيارةِ الوفدِ الوزاري الصهيوني الذي كانَ مقرراً اليومَ الى واشنطن، معَ معرفةِ الجميعِ انَ الثابتةَ الاميركيةَ التي لا لَبسَ فيها هي الدفاعُ عن المصالحِ الاسرائيليةِ حتى الرمقِ الاخير، واِنِ اختلفت بالتكتيكِ معَ أداءِ حكومةِ بنيامين نتنياهو الفاشلة..
المصدر: قناة المنار