فيما المساراتُ لوقفِ الحربِ على تعقُّدِها، بَقِيَت مُسَيَّراتُ المقاومةِ عندَ دقتِها، فكانت رسالةُ اليومِ هجوماً جوياً بمُسيّرتينِ انقضاضيتينِ على منصتينِ للقُبةِ الحديديةِ في موقعِ كفار بلوم للدفاعِ الجويِّ الصهيوني.
عمليةٌ دقيقةٌ اَتبعَتْها المقاومةُ بسلسلةٍ من الاستهدافاتِ لثُكنةِ راميم وموقعِ الرادار وبياض بليدا وغيرِها من مواقعِ العدوِ الصهيوني شمالَ فلسطينَ المحتلة..
امَّا في وسَطِها حيثُ انقضَّ بالامسِ المقاومُ الاستشهاديُ مجاهد بركات منصور على الامنِ الاسرائيلي قبلَ جنودِه ومستوطنيه، فلا يزالُ الصهاينةُ تحتَ وقعِ الصدمةِ من دقةِ التخطيطِ الى اِتقانِ التنفيذِ الذي اَظهرَ من جديدٍ فشلاً كبيراً باداءِ الجيشِ العبري ومنظومتِه الامنيةِ بحسَبِ الخبراءِ والمحللين..
الى الجبهةِ الداخليةِ الصهيونيةِ حيثُ الحساباتُ الشخصيةُ اقوى من كلِّ الاعتباراتِ بحسبِ الاداءِ الحكومي الذي يَجُرُّ تل ابيب الى الويلاتِ وَفقَ المراقبينَ الصهاينةِ الذين يَرَوْنَ باَداءِ بنيامين نتنياهو المدمِّرِ خطراً على كيانِهم المأزوم، المترنحِ في الميدان، والمحاصرِ بالمفاوضات، والمنبوذِ دولياً بحسَبِ تحذيراتِ كبارِ القادةِ والخبراء، والعاجزِ عن رؤيةِ اليومِ التالي بعدَ الحربِ التي اَنهكتَهُ وسيدَه الاميركي..
وكما الجسرُ الجويُ العسكريُ الاميركيُ المتواصلُ لدعمِ تل ابيب، جسرٌ دبلوماسيٌ لكبارِ المسؤولين بحثاً عن مخارجَ لانقاذِ الصهاينة، وللتخفيفِ من حجمِ الحَنَقِ العالميِّ الذي يحاصرُ نتنياهو وبدأَ بالتسللِ الى اروقةِ الادارةِ الاميركية..
كلُّ هذا والمعزوفةُ الامميةُ على حالِها: اَوقِفوا الحربَ واَدخلوا المساعدات، جَدَّدَها الامينُ العامُّ للاممِ المتحدةِ انطونيو غوتيريش من رفح المصرية، مطالباً بالعملِ الجادِّ لوقفٍ فوريٍّ للحربِ وايصالِ المساعداتِ الى مُستحقِيها العالقينَ في المجاعةِ على المقلَبِ الآخَرِ من المَعبرِ المقفل ..
في روسيا لم تُقفِلْ مأساةُ الحفلِ الموسيقيِّ الحزينِ قربَ موسكو على ما يقاربُ المئةَ والخمسينَ ضحيةً ومئاتِ الجرحى، بل فَتَحَ الحادثُ مساراتٍ من التحدياتِ امامَ السلطاتِ الروسيةِ التي توعدَ رئيسُها فلاديمير بوتين باشدِّ العقوباتِ للمنفذينَ المعتقلينَ وللمخططينَ وللمحرِّضينَ على هذه الجريمة..