تشتدّ المجاعة في شمال قطاع غزة، جراء انقطاع الدقيق والمواد الغذائية الأساسية، ومنع الإحتلال دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر بالتزامن مع الغارات الإسرائيلية المكثفة.
ويترافق ذلك مع دعوات لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 4 أشهر، وضرورة إنقاذ سكان القطاع والسماح بدخول المساعدات التي تخفف من هذا الوضع الكارثي.
ومنذ قرابة خمسة أشهر من العدوان على غزة، بات من الصعب على أهالي القطاع العثور على الحد الأدنى من الطعام، وذلك بسبب تفاقم أزمة الجوع التي تجتاح القطاع، حتى أصبح رغيف الخبز سلعة نادرة وباهظة إن وجدت حيث اضطر الكثير من السكان إلى طهي الأعشاب وخبز علف الحيوانات لسد جوعهم.
ويشتكي الكثير من سكان شمال غزة من أنهم غالبًا ما يمضون أيامًا كاملة دون تناول الطعام، وأنّ العديد من البالغين يعانون من الجوع حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام.
الجوع يُبكي أطفال غزة
وبسبب العدوان والحصار الصهيوني – الاميركي، الجوع يُبكي أطفال غزة، والخبز أصبح حلماً شمال القطاع المحاصر..
وما يزيد الطين بلة، قرار برنامج الغذاء العالمي، بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة المحاصر، الى حين توفر الظروف الآمنة.
سكان القطاع دخلوا مرحلة المجاعة
وقال مدير مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة، إن سكان القطاع دخلوا مرحلة المجاعة. وأضاف الثوابتة في تصريحاتٍ متلفزة، مساء أمس الثلاثاء، أنه منذ 10 أيام وحتى الآن لم تدخل إلى كل قطاع غزة سوى 9 شاحنات مساعدات، محذرًا من أنّ 700 ألف شخص على الأقل يعانون مجاعة قد تؤدي إلى وفاتهم.
وأشار إلى أنّ جيش الاحتلال تعمد تجويع شمال قطاع غزة ومنع إدخال أي مساعدات، مناشدا مصر، بضرورة فتح معبر رفح فورا لإدخال المساعدات. وطالب الثوابتة باستمرار تدفق المساعدات إلى محافظة الشمال ومدينة غزة، موجهًا نداء إلى برنامج الغذاء العالمي يُطالبه بالتراجع عن قراره الذي اتخذه اليوم بتعليق تسليم مساعداته إلى شمال القطاع.
نفاد الطعام والغذاء
وتتصاعد المجاعة في شمال قطاع غزة جراء نفاد كميات الطحين والأرز والطعام والغذاء، والمعلبات التي كانت موجودة قبل بدء حرب الإبادة الجماعية، وكذلك نفاد حبوب وأعلاف الحيوانات التي اضطر المواطنون إلى تناولها في الآونة الأخيرة.
وبدلاً من تناول ثلاث وجبات أو وجبتين، صارت الغالبية العظمى تكتفي بوجبة واحدة مخففة، تفتقر إلى المكونات الأساسية، وحتى هذا يُؤمّن بصعوبة شديدة، ما أدى إلى تفشي المجاعة.
الضعف أخذ في الانتشار بين الأهالي
وفي السياق، حذرت إحدى الطبيبات في شمال القطاع من أنّ “الضعف والهزال أخذ في الانتشار بين الأهالي، لا سيّما الأطفال والعجزة”.
وقالت إنّ “فقدان الوزن وفقر الدم أمران شائعان، ويعاني الناس من ضعف شديد ومن الجفاف وأصبحوا أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الصدر والأمراض الجلدية”.
المساعدات الإنسانية لا تكفي أقل من 10%
ورغم المناشدات الحقوقية والإنسانية للعالم أجمع بأنّ الوضع الإنساني في غزة -والشمال تحديدًا- تجاوز المخاوف إلى الحقائق، حيث سُجل العديد من حالات الوفيات بسبب الجوع ونقص الغذاء، إلا أنّ المعابر لا تزال مغلقة.
كما أنّ المساعدات الإنسانية لا تكفي أقل من 10% من الاحتياجات المطلوبة، ومع ذلك لا يصل شيء منها إلى الشمال بسبب قيام الإحتلال بفصل الشمال عن بقية القطاع، ما يزيد المشهد بؤسًا ويهدد بانتشار الأمراض المميتة بين الأهالي.
حركة حماس تحذر
وفي وقت سابق من اليوم، حذرت حركة حماس، من أنّ تعليق برنامج الغذاء العالمي لتسليم المساعدات الغذائية لشمال قطاع غزة تطور خطير سيضاعف من المعاناة الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني في محافظتي غزة والشمال.
وفي بيان صدر عنها، صباح اليوم، دعت حماس برنامج الغذاء العالمي وكافة الوكالات الأممية بما فيها الأونروا إلى “الضغط على الإحتلال، عبر الإعلان عن العودة للعمل في شمال قطاع غزة”.
واعتبرت هذه الدعوة “تطبيقًا لتكليفاتهم الدولية بإغاثة شعبنا من خطر المجاعة الآخذة بازدياد بشكل خطير، والتزامًا بمسؤولياتهم القانونية والإنسانية”.
كما طالبت حماس جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي “بالتحرك العاجل والفاعل لكسر الحصار وإغاثة شعبنا الفلسطيني من خطر المجاعة والإبادة، وتفعيل قرار القمة العربية الإسلامية الطارئة في الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي”.
وشدد الحركة على أهمية “الوقوف بقوة في مواجهة سياسة التطهير العرقي الصهيونية ضد شعبنا، والضغط على الحكومات حول العالم لعزل هذا الكيان النازي، وإرغامه على احترام أدنى قواعد القانون الدولي الإنساني بعدم إعاقة وصول المواد الإغاثية والأدوية للأطفال والمدنيين العزّل في قطاع غزة”.
برنامج الأغذية العالمي يعلق تسليم المساعدات
وكان برنامج الأغذية العالمي، قد أعلن مساء أمس الثلاثاء، أنّه قرر تعليق تسليم المساعدات الغذائية المنقذة للحياة إلى شمال غزة مؤقتًا، إلى حين توافر الظروف التي تسمح بالتوزيع الآمن.
وأوضح البرنامج أنّ “قرار تعليق تسليم المساعدات إلى شمال قطاع غزة لم يتم اتخاذه باستخفاف، لأننا نعلم أنّه يعني أن الوضع هناك سوف يتدهور أكثر وأن المزيد من الناس يواجهون خطر الموت من الجوع”.
وأكّد أنه “ملتزم بشدة بالوصول بشكل عاجل إلى الأشخاص اليائسين في جميع أنحاء غزة، ولكن يجب ضمان السلامة والأمن اللازمين لتقديم المساعدات الغذائية الحيوية، وللأشخاص الذين يتلقونها”.
المصدر: قناة المنار