شيعت مدينة النبطية في ماتم وطني حاشد الشهداء المدنيين السبعة الذين ارتقوا في المجزرة التي ارتكبها الجيش الصهيوني مساء الأربعاء الماضي.
التشييع الحاشد تخلله مراسم تكريمية، وشارك فيه حشد من الشخصيات السياسية تقدمهم النائب هاني قبيسي ممثلا الرئيس نبيه بري والنائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، اضافة الى الفعاليات الحزبية والشعبية وابناء المنطقة.
وامّ امام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق الصلاة على الجثامين الطاهرة قبل موارتها في ثرى بلدتي النبطية الفوقا والسكسكية.
وألقى الشيخ صادق كلمة أشار فيها إلى أنّ “إمتزاج الدمّ على ثرى الجنوب بين المدنيّين الصامدين والمقاومين الأبطال بجناحيهم العزيزين أمل وحزب الله، يؤكد إلتحام شعبنا وقوانا مع ثقافة المقاومة وإيمانه بها واحتضانهِ لها، كما ويؤكد بأن المقاومة هوية وعقيدة و قناعةٌ متجذرة، وليست فصيلًا أو حالةً أو فريقًا يسهل عزله أو هزيمته”.
وشدد على أنّ “الدمِ البريء الزاكي الذي أريق ظلمًا وعدوانًا وهمجيةً بالأمس في النبطية في منزلٍ آمنً يضمّ أبًا و خمسة نساءٍ وطفلين في عمر الرياحين هو فعلٌ يضيف الى سجلِ العدو الخالي إلا من الإجرام والمجازر وصمةً جديدةً ويُثبت تعمّدهُ وإمعانهُ في سحق كل المعاني الإنسانية والمواثيق والشرائع الدولية”.
وأضاف الشيخ صادق “فلا غرو حيال هذا الإجرام الصهيوني المتمادي على أهلنا و حرب الإبادة التي يمارسها في غزة، أن نزداد قناعةً وتشبثًا بخيار المقاومة سبيلًا وحيدًا لصون وطننا وحفظ أمنهِ وتعزيز قوتهِ ولجم العدو الصهيوني عن مزيد من المجازر التي يقترفها اليوم وفي المستقبل”.
وأكّد أنّ “استجابة مقاومتنا لأستغاثة أهلنا في غزة، بالحكمة و الشجاعة والبصيرة التي مارستها، تأتي من جهةٍ منسجمةً بوضوح مع قيمنا الدينية وآدابنا الأجتماعية و والأخلاق الأنسانية في التعاطف مع المظلوم، وتُبرِزُ من جهة أخرى جهوزية المقاومة وشعب الجنوب لمواجهة أيّ اعتداء محتملٍ على أرض الوطن وترابه ولا يخفى على أحدٍ أطماع العدوّ في أرضهِ ومياهه، وأجزاءٌ منها لا زالت تحت سيطرته تفضحُ هذه الأطماع، وهو ما يجدر بكل اللبنانيين الذين يهمهم سلامة لبنان وسيادته التنبّه إليه”.
وذكر الشيخ صادق أنّ “وراء الحرب المسعورة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزّة، واعتداءاته الحاقدة على جنوب لبنان تحكي بربرية هذا الكيان ومدى تعطشهِ لإراقة الدماء، يُغريه على ذلك الدعم”.
واستقبلت بلدة السكسكية الجنوبية جثماني الشهيدة زينب برجاوي ونجلها الطفل الشهيد محمود عامر .و بعد وصول الموكب من مراسم التشييع المركزية في النبطية حمل المشيعون الجثمانين الطاهرين وطافوا بهما في شوارع البلدة وسط الهتافات المنددة بالعدوان الصهيوني.
كما شيعت بلدة عبا الجنوبية شهـيدتي مجزرة النبطية غدير ترحيني ووالدتها فاطمة برجاوي.
الدفاع المدني أشار مساء امس الجمعة إلى أنّ “عناصره وبعد مواصلة عمليات البحث والإنقاذ والمسح الميداني الشامل في موقع المبنى المدمر في النبطية التحتا اثر غارة جوية إسرائيلية، منذ الساعة 20:30 من مساء الأربعاء بتاريخ 2024/02/14 وحتى الساعة 1:00 من فجر اليوم الجمعة الواقع في 2024/02/16، تمكنت من انتشال جثامين الشهداء الأحد عشر الذين سقطوا نتيجة الغارة على المبنى”.
ومساء الأربعاء الرابع عشر من شهر شباط الجاري، شنّت طائرة معادية غارة على مبنى مؤلف من 3 طبقات وطابق سفلي داخل حي مأهول في مدينة النبطية عند مفرق حي المسلخ إلى جانب مجمع ثانوية الصباح ومحطة محروقات “فلسطين”، ادى الى استشهاد 11 مواطنا جلهم من الأطفال والنساء.
المصدر: موقع المنار