ليست استفاقةً انسانيةً من موغلٍ بالدمِ الفلسطيني للشهرِ الخامسِ على التوالي، وانما حاجةٌ انتخابيةٌ لمرشحٍ مهتزٍ سياسياً وشعبياً على الطريقِ الرئاسية.
انه الرئيسُ الاميركيُ جو بايدن الذي تحدثَ عن افراط ِ تل ابيب في تصرفاتِها اليومَ بغزة، بعدَ نحوِ ثلاثينَ الفَ شهيدٍ وعشراتِ آلافِ الجرحى وحالةٍ انسانيةٍ كارثيةٍ لم يَقدِر على تحملِها حتى الشارعُ الاميركي، فيما الرئيسُ المفرِطُ بدعمِ كلِّ السيناريوهاتِ العسكريةِ والسياسيةِ لقادةِ تل ابيب، يكتفي بتوجيهِ كلمةٍ او حتى توصيفٍ لا يرقى الى انتقاد.
الصهيونيُ الوفيُ للكيانِ كما يتفاخرُ بنفسِه، بدأَ يكتوي سياسياً بنيرانِ بنيامين نتنياهو، فظهرَ التباينُ بالاسلوبِ لا بالهدف، معَ معرفةِ الجميعِ انَ كلَّ عملِ الادارةِ الاميركيةِ هو لإنقاذِ الكيانِ العبريِّ الغارقِ في خياراتِه الانتحاريةِ في ظلِّ ضِيقِ الوقتِ الذي بدأَ يُطبِقُ على الجميع..
اما الجمعُ الصهيونيُ المُسمَّى حكومةَ حرب، فقد بدَت اقوى جبهاتِها تلكَ الداخليةُ في ظلِّ انتقاداتٍ حادةٍ بينَ مُكَوِّناتِها، معَ ارتفاعِ الدعواتِ الموجهةِ الى بنيامين نتنياهو للتعقلِ وعدمِ رفعِ الشعاراتِ الفارغةِ كما سمَّوها للهروبِ من الحقائقِ والاستحقاقاتِ القادمة، فيما دعاهُ خبراءُ سياسيون وامنيون الى تجنبِ استفزازِ الادارةِ الاميركيةِ التي قدَّمت لهم الدعمَ المطلقَ وغيرَ المسبوق..
في سباقِ الميدان، المقاومةُ على ثباتِها وابتكارِها لسبلِ النزالِ معَ الجيشِ الصهيوني المتخبطِ في خان يونس والمتطلعِ الى رفح كتهديدٍ يوميٍّ يستخدمُه على طاولاتِ المفاوضاتِ المتنقلة، والتي تتركزُ هذه الايامَ في القاهرة، فيما تركيزُ المقاومةِ الاسلاميةِ في جنوبِ لبنانَ على تأديبِ العدوِ الذي يتمادى بالعدوانيةِ محاولاً مدَّ يدِه المغلولةِ الى مساحةٍ جغرافيةٍ اكبر، فطالت زخاتُ صواريخِ المقاومةِ الجولانَ السوريَ المحتلَّ وصولاً الى ثكنةِ كيلع، فيما الجليلُ وثكناتُه العسكريةُ اهدافاً يوميةً للمقاومين،وسطَ غضبِ المستوطنين المنتقدين كلَّ يومٍ عجزَ حكومتِهم عن تأمينِ الامانِ لهم..
وبما يؤمِّنُ حُسنَ التنسيقِ بينَ الجمهوريةِ الاسلاميةِ الايرانيةِ ولبنانَ بوجهِ العدوانيةِ الصهيونيةِ على المنطقة، حضرَ وزيرُ الخارجيةِ حسين امير عبد اللهيان الى بيروتَ في زيارةٍ تستمرُ يومين، أكدَ في مستهلِها انَ الشهورَ الاربعةَ اَظهرت عجزَ تل ابيب عن تحقيقِ اهدافِها، مُشيداً ببصيرةِ المقاومةِ في غزةَ ولبنانَ وكلِّ جبهاتِ المنطقة..
المصدر: قناة المنار