قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنّ روسيا تتواصل مع الولايات المتحدة، بشأن “إمكانية وقف إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا”.
وأكد بوتين أنه يوجد اتصالات بين موسكو وواشنطن، “من خلال وكالات مختلفة”، لافتاً إلى أنه قال للولايات المتحدة: “إذا كنتم حقاً تريدون وقف القتال، يجب عليكم التوقف عن توريد الأسلحة. وسينتهي الأمر في غضون بضعة أسابيع”.
وجاءت تصريحات بوتين في مقابلة مع الصحفي الأميركي، تاكر كارلسون، اليوم الجمعة، مدتها ساعتين، نُشرت على حساب كارلسون على موقع التواصل الاجتماعي “X”، وعلى قناته على “يوتيوب”، وكذلك على الموقع الإلكتروني الخاص بالصحفي.
وأشار بوتين إلى أنّ روسيا وأوكرانيا ستتوصلان إلى اتفاق “عاجلاً أم آجلاً، من خلال المفاوضات”، وأنّ “الناتو” لديه خيارات “الاعتراف بسيطرة روسيا على الأراضي الجديدة”.
وحين سأل كارلسون بوتين عن الجهة التي تقف وراء تفجير “السيل الشمالي”، قال الأخير: “أنتم بالطبع!”، وأكد أنّ روسيا مستعدة لتزويد أوروبا بالغاز عبر أنبوب “السيل الشمالي-2″، “ولكن ألمانيا لا تريد”.
وأضح الرئيس الروسي أنّه “قد أصبح واضحاً للعالم أجمع ما الذي حدث لخطوط أنابيب السيل الشمالي، فألمانيا تنقاد بمصالح الغرب الجماعي وليس بمصالح ألمانيا ولا يمكن فهم موقفها”، مشيرًا إلى أنّ “ألمانيا تزود أوكرانيا بالمال والسلاح، وهي الثانية بعد واشنطن”.
ولفت بوتين إلى أنّ العالم سيتغير “بغض النظر عن كيفية انتهاء الأزمة في أوكرانيا، علماً أنّ الغرب بدأ يدرك استحالة هزم روسيا”.
وقال بوتين “لم نحقق بعد أهدافنا من خلال العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، ومنها اجتثاث النازية”، كاشفاً عن حديث روسيا مع واشنطن “عدة مرات”، من أجل وقف الدعم العسكري لأوكرانيا، وتنفيذ اتفاقيات مينسك، “لكنهم رفضوا”.
وذكّر الرئيس الروسي بمحادثات سلام جرت مع الغرب، “ووصلت لمراحل متقدمة، لكن عندما تمّ سحب القوات الروسيّة من كييف، انقلب الغرب على الاتفاقيات”.
وأكد بوتين أنه تحدث مع بايدن قبل العملية العسكرية، “وقلت له آنذاك إنك تقوم بخطأ تاريخي كبير بدعم أوكرانيا بالسلاح”، إذ “لا حاجة لقتال الولايات المتحدة في أوكرانيا، ومن الأفضل لها أن تتوصل إلى اتفاق مع روسيا”.
وفي السياق، لفت بوتين إلى أنّ الأميركيين تعهدوا “بعدم توسع الناتو شرقاً، ولو لشبر واحد، لكن التوسع حدث 5 مرات”.
وكانت روسيا قد اقترحت انضمامها إلى “الناتو” بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، “لكنهم رفضوا”، وفق بوتين، الذي أكد أنهم “كانوا يخشون روسيا كدولة كبيرة وقوية”، معقباً أنّ “الناتو” نشر بنية تحتية عسكرية في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة.
أما بالنسبة للصين، رأى بوتين، أنّ الغرب يخشى من بكين “قوية”، أكثر مما يخشى من “روسيا قوية”. ولفت إلى أنّ حصة الدولار في تسويات التجارة الخارجية لروسيا “انخفضت إلى 13% وحصة اليوان ارتفعت إلى 34%”.
وبيّن أنّ البلدين تمكنا من “تجاوز 230 مليار دولار في حجم التبادل التجاري”، لافتاً إلى أنّ الاقتصاد الصيني “أصبح رقم 1 في العالم وتجاوز الولايات المتحدة منذ فترة طويلة”.
وقال بوتين “نحن والصين جيران، ولدينا قرون من التعايش المشترك وسياسة بكين الخارجية ليست عدوانية”.
وتجدر الاشارة إلى أنّه وقبل عرضها أثارت المقابلة ضجةً واسعة في الغرب، وأكد كارلسون، مقدم البرامج السابق على قناة “Fox News” أنه تعرض للتجسس واختراق هواتفه، من قبل الإدراة الأميركية، بسبب المقابلة، مؤكداً أنّ هناك حاجة إلى هذا الحوار بسبب “الجهل التام لسكان الولايات المتحدة بما يحدث في روسيا وأوكرانيا”. كذلك،سجلت منصة إكس” أكثر من 12 مليون مشاهد، في الساعة الأولى من المقابلة.
المصدر: روسيا اليوم + وكالة تاس الروسية