لشهرٍ خامسٍ على التوالي يكتبُ ابناءُ قطاعِ غزةَ ومقاومتُه بالدمِ والثباتِ فصولَ الصمود ، وهُم بذاتِهم يُسطِّرونَ على جبينِ العدوِ هزيمتَه الجديدة..
في النهاية ، لن يكونَ القياسُ بحجمِ الدمارِ وحصيلةِ الشهداء – واِنْ عزَّ على كلِّ امٍّ وابٍ وولَدٍ فقدانُ حبيبٍ ومنزلٍ ودار – بل بحجمِ التقديماتِ والتضحياتِ التي رَدَّت الى العدوِ عدوانيتَه وجعلت غزةَ مرةً اخرى حصناً حصيناً للشرفاءِ وللمقاومةِ المبدعةِ في كلِّ حَرٍّ وقَرٍّ وفي كلِّ صيفٍ وشتاء..
هي مسافةٌ قصيرةٌ يرى اهلُ غزةَ اَنها تفصلُهم عن انتصارِهم الموعود، والطرقُ الموصلةُ الى ذلك عُبّدت بالدمِ والالامِ التي جَعلت الاحتلالَ مفضوحاً دولياً وخائباً سياسياً وعسكرياً يفتشُ متحسراً بينَ رمالِ القطاعِ الصامدِ عن انجازٍ قبلَ ان تجرفَ امواجُ بحرِِ غزةَ كلَّ أَمانِيِّه..
الصورةُ واضحةٌ لكلِّ مؤمنٍ بفلسطين، وما يَصِلُنا من داخلِ الكيانِ فانه يشيرُ الى اتساعِ مسارِ انهيارِه : فقيادتُه تتخبطُ وحكومتُه تتلوَّى بينَ تطرفِها وشخصانيةِ رئيسِها المجرمِ الهاربِ من المحاسبةِ وبينَ الاحساسِ الاميركي بأنَ الفاتورةَ تَكبُرُ في موسمِ القَطافِ الانتخابي . هذا السباقُ المحمومُ الى البيتِ الابيض ، تَعرَّضَ خلالَه جو بايدن للهجومِ من عُقرِ تل ابيب وللمزايدةِ عليهِ بعهدِ دونالد ترامب بحسَبِ ما حملتهُ مقابلةُ ايتمار بن غفير لصحيفةِ وول ستريت جورنال من صواعقَ تفجيريةٍ اضافيةٍ للحكومةِ الصهيونية .. فهل يجرؤُ بايدن على مواجهةِ العالمِ بخطوةٍ يتيمةٍ ضدَّ هذا العبَثِ الصهيوني باجندتِه الانتخابية ، هل يجرؤ؟…
هي مرحلةُ دفعِ الاثمانِ دخلَها الكيانُ الغاصبُ وداعموه ، مقابلَ مرحلةِ جنيِ الانتصاراتِ لمصلحةِ محورِ المقاومةِ بفضلِ حكمتِه الصائبةِ والدقيقةِ في التعاملِ معَ مسارِ الجبهاتِ المفتوحةِ بالقَدْرِ والقدرةِ المطلوبينِ من لبنانَ الى العراقِ فاليمنِ وسوريا وفي القلبِ فلسطين..
وعلى دربِ فلسطينَ وبكلِّ دقةٍ واصلت المقاومةُ الاسلاميةُ اليومَ ملاحقةَ جنودِ الاحتلالِ في مواقع المرج وزبدين ورويسات العلم والعباد واستهدافَ مبنيينِ في مستعمرةِ المنارة رداً على الاعتداءاتِ التي طالت عدداً من القرى الحدودية والمنازلَ فيها.
وعلى طريقِ القدسِ والجهادِ زَفت اليومَ المقاومةُ الاسلاميةُ شهيدينِ من بلدةِ الطيبة الجنوبية في وقتٍ كانت حركةُ امل تشيعَ شهيدينِ لها في بلدةِ بليدا نهاراً جَهاراً على مراىً من مواقعِ العدو وتحدياً لقواته المعتدية.
المصدر: قناة المنار