أينَ ما ولُّوا وجوهَهم فخيبةٌ وانكسارٌ، بصفقةِ تبادلٍ – إنْ تمَّتْ – او بمواصلةِ اطلاقِ النار..
هي حالُ الحكومةِ الصهيونيةِ التي ضاقتْ بها الخياراتُ حدَّ الانفجارِ، فقرأَ العارفونَ بحالِها منِ اهلِ الخبرة ِالسياسيةِ والعسكريةِ والاعلام ِفي تل ابيب اسوأَ السيناريوهات.
همُ الصهاينةُ العاجزونَ عن اتخاذِ قرارٍ، فانْ اكمَلوا حربَهم فمزيدٌ من الخسائرِ ولا نتائجَ مرجوةٍ من الميدانِ الذي يذكرُهُم كلَّ يومٍ انهم خائبونَ وجنودُهم مغرقون، وإنْ ساروا بالمفاوضاتِ فإنَّ ايَّ اقتراحٍ تحتَ سقفِ الرماحِ العالية ِالتي رفعَها عُتاةُ الحربِ الصهاينةِ تعني هزيمةً مدويةً، وستُفجرُ حكومةَ الحربِ من اساسِها.
هذا ما خلُصَ اليه تحليلُ المشهدِ على الشاشات ِالعبريةِ، وتشي بهِ كواليسُ المفاوضاتِ السياسيةِ، والكلمةُ الفصلُ الآنَ بيدِ الادارةِ الاميركية – الشريكِ الكاملِ بالجريمةِ الصهيونيةِ بحقِ غزةَ واهلِها، والشريكِ الكاملِ بالخيبةِ من نتائجِ الميدان، الا انَّ ضيقَ وقتِ البيتِ الابيض ِالانتخابيِّ تَعارضَ مع هروبِ بنيامين نتنياهو الى الامام، لذا فإنَّ ادارتَه منكبةٌ بالبحثِ عن مخارجَ لهُ مع حلفائِها قد لا تكونُ بمتناولِ اليدِ قبلَ فواتِ الاوان ..
والى الآنَ فإنَّ كلمةَ الميدانِ لم تُبدلْ صدَاها الذي ينخُرُ عمقَ الوعي الصهيوني، ومشاهدُ وحولِ غزةَ المجبولةُ بدماءِ ابنائِها وهي تُغرقُ آلياتِ الصهاينة ِوجنودِهم انبلُ تعبيرٍ عن حالةِ الغزاةِ المحتلينَ الهاربينَ على الدوامِ الى ارتكابِ المجازرِ بحقِ المدنيينَ، فيما ثابتةُ المقاومينَ التي جددَها اليومَ التواصلُ بين اسماعيل هنية وزياد نخالة، انَّ لا اتفاقاتٍ لا تُفضي الى وقفِ الحربِ واعادةِ الاسرى واعادةِ الاعمار ورفعِ الحصار ..
اما الحصارُ الذي يُطبِقُ على الصهاينةِ جيشاً ومستوطنينَ في الشَمال، فلا حلَّ لهُ بحسبِ قادتهم الغارقينً بتعدادِ خمسمِئِةِ منزلٍ اصيبَ بصواريخِ المقاومةِ التي اُطلقتْ من لبنان، كان تحصنَ بها الجنودُ الصهاينةُ بعد انْ دمرتِ المقاومةُ مواقعَهم واصابتْ ثكناتِهم عند الحدودِ..
فيما العودةُ هاجسُهُم مع الضياعِ الحكومي عنْ اي موقفٍ واضحٍ قد يُفسرُ لهم واقعَ اليومِ الثاني من الهدنة ِالمتداولةِ ببنودِ التفاوضِ او حتى اليومِ الثاني بعدَ الحرب..
وما عليهِم الا سَماعُ موقفِ حزبِ الله الذي جددَهُ اليومَ نائبُ الامينِ العام ِالشيخ نعيم قاسم بانَّ الحزبَ غيرُ معنيٍّ بنقاشِ ايِّ امرٍ يرتبطُ بجبهةِ الجنوبِ اللبناني قبلِ وقفِ حربِ غزة، وأنَّ المقاومةَ جاهزةٌ للردِ على أيِّ عدوانٍ إسرائيليٍّ مهما كانَ واسعاً بما هو أوسعُ وأشدُّ إيلاماً..
المصدر: قناة المنار