بينَ حممِ براكينِ المقاومةِ وذكاءِ صواريخِها، تتقلبُ المواقعُ الصهيونيةُ عندَ الحدودِ معَ لبنان، ويكابدُ جنودُهم للنجاة، ومستوطنوهم لاستيعابِ الاحداث، فهل يفهمُ اغبياءُ كابينت الحربِ في تل ابيب الرسائلَ الناريةَ المتتالية ؟
انه لهيبُ الشمالِ قال الصهاينةُ على وسائلِ التواصلِ الاجتماعي ومواقعِ الاعلامِ العبري، ولن نعودَ قال رؤساءُ مستوطناتِ الشمال – فنحنُ رأينا نوعيةَ الأسلحةِ التي يستخدمُها حزبُ الله ضدَّنا ولا ننصحُ أحدًا بالعودةِ كما قال باسمِهم رئيسُ بلديةِ كريات شمونة عميحاي شتيرن..
فمن موقعِ البحري الى ثُكنةِ زبدين، ومن الصواريخِ الخاصةِ التي اصابت جلَّ العلام الى صواريخِ فلق التي دَخلت النزال، ومعها الكورنيت وصاروخُ بركان الذي يهزُ مواقعَهم واهدافَهم العسكريةَ في الشمالِ يتحسسُ الصهاينةُ ضرباتِ المقاومينَ نُصرةً لغزةَ واهلِها ومقاومتِها وحمايةً للبنانَ ومعادلاتِ الاشتباك، ولا شيءَ يسابقُ الصواريخَ الا بياناتُ المقاومةِ ومشاهدُها التي توثقُ دقةَ الانجازات، بما يشبهُ ميدانَ غزةَ ومياهَ البحرِ الاحمرِ وسماءَ العراق، واِنِ اشتبهَ الصهاينةُ بانَ قرعَ طبولِ الحربِ قد يُخيفُ اللبنانيينَ ويغيّرُ من خياراتِ مقاومتِهم، فانَ رسائلَ الميدانِ اصدقُ انباءً لهؤلاء، ومعها رسائلُ حزبِ الله التي خاطبت العدوَ بواضحِ البيان :
اياكَ ان تخطئَ الحساب – قال رئيسُ كتلةِ الوفاء للمقاومة النائبُ محمد رعد لكيانِ العدو، واياكَ ان تُحوّلَ جنونَكَ من مكانٍ الى مكان، ففي لبنانَ تنتظرُكَ المقابر، ونحنُ جاهزونَ للمواجهةِ الى ابعدِ مدًى، ولن يكونَ امنٌ على حسابِ امنِنا وسيادتِنا وحقِنا – كما أكد النائبُ رعد..
وفي تاكيداتِ الميدانِ بغزةَ لا افقَ للجنونِ الصهيوني، ولا حمايةَ لجنودِه الغارقينَ في وحولِ القطاعِ ولا لقيادييهِ التائهينَ بينَ سيناريوهاتٍ كلُّها مُرّة، امّا الاَمَرُّ بينَها فهو استنزافُ الوقتِ ومعه جيشُهم المنهك.
ومعَ مسارعةِ الحلفاء – وعلى رأسِهم اميركا – للبحثِ عن انقاذٍ سياسيٍّ بعدَ فشلِ الانقاذِ الميداني رغمَ كلِّ اشكالِ الدعمِ العسكري والامني والعملياتي غيرِ المحدود، فانَ صمودَ الفلسطينيينَ في ارضِهم والمقاومين عندَ جبهات جهادِهم، وحلفائهم على مواقفِهم، يُصَعِّبُ المناورةَ الاميركيةَ الصهيونية، وما زادَها صعوبةً توصياتُ محكمةِ العدلِ الدوليةِ التي اصابت الحكومةَ الصهيونيةَ لاولِ مرةٍ من اعلى سلطةٍ قضائيةٍ في العالم.
وفي العالمِ من يتحسسُ بجِدٍّ غليانَ البحرِ الاحمرِ واصرارَ الشعبِ اليمني على اعتلاءِ اعلى مِنصاتِ الشرفِ بدعمِ الشعبِ الفلسطيني، وما النيرانُ التي لا تزالُ مشتعلةً بالسفنِ البريطانيةِ والاميركيةِ الا دليلٌ على تلكَ الحقيقة..
المصدر: قناة المنار