مئةٌ وسبعةُ أيامٍ على مسلسلِ الابادةِ الجماعيةِ في قطاعِ غزة ، عرَّت كيانَ الاحتلالِ من كلِّ الصفاتِ الانسانية ، وسجلت اسمَه في موسوعةِ الوحوشِ البشرية ، بعدما كسرَ رقماً قياسياً في عددِ هذه المجازر، أكثرُ من ألفي مجزرةٍ بحقِ المدنيين والابرياء ، والعدادُ في تصاعدٍ مخيفٍ أمامَ اعينِ عالمٍ اصيبَ بالخبل. في مقابلِ مقاومةٍ تدوِّنُ اسمَها الذهبيَ متصدراً كلَّ سجلاتِ المقاوماتِ عبرَ التاريخِ بصمودِها الاسطوري.
فبحسَبِ اعلامِ العدو ، فانَ القتالَ بعدَ السابعِ من اكتوبر فاجأَ الجيشَ الاسرائيليَ بامرينِ اولاً البنيةُ تحتَ الارضِ في قطاعِ غزة ، والامرُ الثاني انَ حماس لم تُكسر حيثُ تواصلُ القتال ، والسنوار يحملُ في يدِه كنزاً وهو ورقةُ الاسرى.
ومن انفاقِ غزةَ المعقدةِ جداً الى متاههِ جبهةِ جنوبِ لبنان ، “فكوبي ماروم” القائدُ السابقُ في المنطقةِ الشماليةِ في جيشِ الاحتلال يقول: نحنُ في متاهةٍ استراتيجيةٍ هناك حيثُ فتحَ علينا حزبُ اللِه حربَ استنزافٍ تَتَسبّبُ بضررٍ هائلٍ في المستوطناتِ وخسائرَ بشرية ، فالضررُ في بعضِ المستوطناتِ في الشمالِ أكبرُ من الضررِ في مستوطناتِ غلافِ غزة ، فيما قدرةُ المستوى السياسي على الحركةِ مقيدةٌ والعملُ العسكريُ لم يحقق الهدفَ بابعادِ حزبِ الل عن الحدودِ بحسب المسؤولِ العسكري السابق.
ومع عجزِ العدوِ عن تحقيقِ انجازاتٍ عسكريةٍ حاسمةٍ على الجبهةِ الشمالية، واخفاقِه في الاقتحاماتِ اليوميةِ الدمويةِ في قطاع غزة ، تحدثَ الاعلامُ الصهيونيُ عن محاولةِ اقتحامٍ قامَ بها وزيرُ حربِ العدوِ يوآف غالانت لمكتبِ رئيسِ الحكومةِ بنيامين نتانياهو حيثُ كادت الامورُ ان تتدهورَ الى شجارٍ بالايدي بعدما هددَ غالانت باحضارِ لواءِ غولاني للسيطرةِ على الوضعِ في مجلسِ الحربِ بحسبِ الاعلام ِ العبري ، معَ العلم أنَ غولاني هو اللواءُ الذي خرجَ من قطاعِ غزةَ يجرُّ ذيولَ الخيبةِ بعدما فقدَ اعداداً كبيرةً من عناصرِه.
اما الشجارُ بالايدي فقد حصلَ فعلاً لكن بينَ اهالي الاسرى الصهاينةِ وشرطةِ الاحتلالِ وذلك خلالَ التظاهراتِ اليوميةِ التي تحصلُ في شوارعِ تل ابيب ومدنٍ صهيونيةٍ للمطالبةِ باتفاقٍ يُخرجُ اسراهم من القطاعِ المحاصرِ امامَ اعينِ الحكامِ العربِ الذين يعمدُ بعضُهم لفكِ الحصارِ اليمني عن كيانِ الاحتلالِ في البحرِ الاحمر.
فوفقَ صحيفةِ يديعوت احرنوت فقد وَجدت شركاتُ الشحنِ الصهيونيةُ طريقةً للتحايلِ على الحصارِ اليمني بتوجيهِ السفنِ الى موانىءِ البحرينِ ودبي ، ثُم تأخذُ القوافلُ طريقَها البريَ عبرَ الاراضي السعوديةِ والاردنيةِ الى فلسطينَ المحتلةِ لفكِ الحصارِ في البحرِ الاحمر. الصحيفةُ الصهيونيةُ علقت بالقول: شيءٌ جميلٌ من السعوديةِ والاردن أن يجعلا هذا ممكنا.
المصدر: قناة المنار