نقل محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية رونين برغمان عن “مسؤول إسرائيلي واسع الاطلاع على خطط الحرب وقضية الرهائن” قوله ان “إسرائيل وجهازها الأمني والجيش والموساد والشاباك ووزارة الأمن والمحيطين برئيس الحكومة أشبه بمن يضع نقوده في آلة القمار”، وأضاف المسؤول نفسه أن “دولة إسرائيل بعساكرها ووكالات استخباراتها، تقف أمام آلة الحظ، رغم أنها تخسر مرة تلو الأخرى وفي أفضل الأحوال تربح نقودا ضئيلة، لكن في نهاية الأمر هي في حالة خسارة هائلة، وتستمر في تنفيذ الأمر ذاته بالضبط.
واشار برغمان بأنه في “الجيش الإسرائيلي وأجهزة الاستخبارات يتحدثون بهمس، منذ 100 يوم، حول إمكانية أنه حدث في مرات عديدة ما يخشاه الجميع طوال الوقت، وأن مخطوفين قُتلوا (بقصف إسرائيلي) أو بأيدي حماس في ظروف مرتبطة مباشرة بتلك المناورة البرية التي يفترض أن تنقذهم”.
وأضاف “يتهامسون الآن، لأول مرة، حول ضرورة إعادة التفكير في الموضوع كله، وأنه ربما لا يوجد احتمال حقيقي للفوز الكبير في هذه الآلة، وأن الاستمرار هو أشبه بضرب الرأس على الحائط، لكن الحديث ليس عن مال وإنما عن بشر، وقد يدفعون حياتهم ثمنا”.
وتابع أنه “اتضح سريعا أن احتمال إنقاذهم بالقوة ضئيل للغاية، إثر استعدادات حماس البالغة للتعامل مع أي محاولة إنقاذ”.
وكرر برغمان أقوال محللين آخرين، بأن “هدفي الحرب لا يمكن تحقيقهما معا وهما يناقضان بعضهما. ولم يكن في جهاز الأمن أحد ليوقف هذا السباق ويقول إن هذا لن ينجح. وفي العديد من الحالات على الأقل، التوغل البري لم يحسن وضع المخطوفين، وإنما قتلهم”.
من جانبه، كرر المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، أن “نتنياهو يكرر اللازمة الجوفاء أنه ’سنحارب حتى الانتصار’، لكن بالنسبة له ينبع ذلك بالأساس من اعتبارات بقائه السياسي. فنتنياهو يعلم أنه بالرغم من التأييد المتزايد لدى الجمهور لصفقة تشمل تنازلات صعبة، فإن خطوة كهذه ستفكك حكومته من الداخل، لأن شركائه من اليمين المتطرف سينسحبون منها”.
تراجع واضح
الى ذلك، وفي تراجع واضح عن ما اعلنه العدو من هدف القضاء على حماس بل حتى على قدراتها الصاروخية نقلت صحيفة “اسرائيل اليوم” عن مصدر عسكري “إسرائيلي”: لم نقل أننا سنقضي على القدرة الصاروخية لحماس.
وفي هذا الاطار كتب موقع “والاه” العبري: كشف القصف العنيف من قطاع غزة على نتيفوت يوم أمس، بأن حماس تتمتع بقدرات القيادة والسيطرة حتى في المناطق التي يسيطر عليها الجيش “الإسرائيلي”.
الى ذلك قالت صحيفة “معاريف” العبرية: فُوجئ الجيش “الإسرائيلي” بالصواريخ المضادة للدروع والتي أطلقها حزب الله على قاعدة ميرون الجوية حيث كان هجومًا ناجحًا، ولكن ما الذي سيمنع حزب الله من مفاجأتنا مرة أخرى ويُقبل على إطلاق آلاف الصواريخ على حيفا وتل أبيب؟.
خلافات متصاعدة
صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية نقلت واقع المستوى السياسي في الكيان: رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” في خلاف مستمر مع وزير الحرب “يوآف غالانت”، الوزيران “بيني غانتس” و”غادي آيزنكوت” لا يثقان “بنتنياهو” وينتظران اللحظة التي يغادران فيها الحكومة، ولا ينسى “غالانت” كلاً من “غانتس” و”آيزنكوت” اللذين أحبطا تعيينه كرئيس للأركان، وأعضاء الحكومة السياسية والأمنية غاضبون من حكومة الحرب التي تم تشكيلها ما أدى لدفعهم جانبًا، وفوق كل شيء، التدخل الأمريكي غير الطبيعي في القرار المركزي.
المصدر: اعلام العدو