لليوم الثاني على التوالي بدأت محكمة العدل الدولية في لاهاي جلسات الاستماع في الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد “إسرائيل” لارتكابها جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، وتطالب فيها بوقف فوري للحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع منذ 98 يوما.
وفي مرافعته أمام المحكمة اليوم الجمعة قال المستشار القانوني لوزارة الخارجية الإسرائيلية تال بيكر إن”مطالبة جنوب أفريقيا بوقف فوري للحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة ستترك إسرائيل عاجزة عن الدفاع عن نفسها”،بحسب تعبيره.
وكرر بيكر التصريحات الرسمية لرئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، بأنه من حق الكيان بالدفاع عن نفسه.
وقال بيكر ردا على اتهامات جنوب أفريقيا لإسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في حربها على غزة إن “حماس تسعى إلى إبادة جماعية لإسرائيل”.
وادعى أن”الدعوى -التي تقدمت بها جنوب أفريقيا للمحكمة- قدمت صورة مشوهة ومغلوطة للأحداث”.
وفي سعيه إلى تفنيد ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي جرائم إبادة جماعية في غزة، قال بيكر إن” العنصر الرئيسي الذي يصنف على أساسه ما يجري إبادة جماعية هو نية تدمير شعب كليا أو جزئيا، وهو غير موجود على الإطلاق”، وفق تعبيره.
من جهته قال رئيس فريق الدفاع عن كيان العدو في هذه القضية البريطاني مالكولم ناثان شو، خلال مرافعته أمام المحكمة إن الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي يمثل إبادة حقيقية للإسرائيليين.
وانطلقت أمس الخميس جلسات محاكمة بتهمة ارتكاب إبادة جماعية في غزة، والتي رفعتها جنوب أفريقيا، وتشير الدعوى المؤلفة من 84 صفحة إلى أن”إسرائيل فشلت في تقديم الأغذية الأساسية والمياه والأدوية والوقود وتوفير الملاجئ والمساعدات الإنسانية الأخرى لسكان القطاع”.
وفقا للإجراءات الاحترازية، التي تطالب جنوب أفريقيا باتخاذها لحماية الفلسطينيين في غزة، ينبغي على المحكمة أن تنظر أولا فيما إذا كان لديها الاختصاص القضائي للنظر في الدعوى، وما إذا كانت الأفعال التي تتهم بها “إسرائيل” تنتهك اتفاقية الإبادة الجماعية.
وستنظر هيئة المحكمة المكونة من 17 قاضيا -بينهم قاضيان يمثلان جنوب أفريقيا وكيان العدو- في اتهام “إسرائيل” بارتكاب إبادة جماعية في غزة وتحديد مواعيد بدء المحاكمة وكذلك مواعيد البت في التدابير المؤقتة (الطارئة) التي طلبتها جنوب أفريقيا من أجل حماية الفلسطينيين في غزة، ومنها وقف العمليات العسكرية والسماح بعودة النازحين “قسريا” وإدخال المساعدات الإنسانية فورا.
تظاهرات امام محكمة العدل في لاهاي
وبالتزامن شارك حشدٌ كبير من الهولنديين والمؤيدين للقضية الفلسطينية في تظاهرة حاشدة في لاهاي، التظاهراتُ التي نُظمت امام مقر المحكمة نُقلت خلالَها وقائعُ الجلسةِ على شاشةٍ كبيرة وسطَ هتافِ المتظاهرين بالحرية للشعب الفلسطيني، وادانةِ الجرائمِ الصهيونية في غزة ، ومحاولاتِ الاحتلالِ تجويعَ الفلسطينيين وتهجيرَهم ،اضافة الى شجبِ المعاييرِ المزدوجةِ التي يتعاملُ بها العالمُ مع هذه القضية.
ودعا المتظاهرون إلى توفيرِ الحمايةِ للشعبِ الفلسطيني وطالبوا المجتمعَ الدوليَ بالوقوف أمام مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينيّة وإيقافِ الهجمات الصهيونية التي ترقى الى جرائمِ حربٍ حسبَ مواثيقِ الأممّ المتحدة وحقوق الإنسان.
الخبير القانوني سعد جبار: الدفاع الإسرائيلي ضعيف
الخبير القانوني سعد جبار اعتبر أن” مرافعة الدفاع الإسرائيلي ضعيفة ومليئة بالثغرات، متوقعًا صدور تدابير احترازية من المحكمة في غضون أسابيع، وأشار إلى أن”إسرائيل تحاول تجنب المحكمة بشكل شكلي وتركز على عدم اختصاصها، وفي حال صدور تدابير احترازية، يرى جبار أن ذلك سيشكل انتصارًا للقضية الفلسطينية وسيعزز الضغوط الإقليمية والدولية على إسرائيل، مما قد يؤدي إلى تغيير مواقف الداعمين لها”.
منظمة العفو الدولية
من جهتها قالت منظمة العفو الدولية إن جلسات استماع محكمة العدل الدولية بشأن انتهاكات إسرائيل لاتفاقية الإبادة الجماعية، خطوة ضرورية للمساعدة في حماية المدنيين الفلسطينيين.
رئيس جنوب أفريقيا: لم أشعر بفخر كهذا من قبل
من جهته قال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا إنه “لم يشعر قط بالفخر الذي يشعر به اليوم”، وذلك تعليقا على رفع بلاده قضية إبادة جماعية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
وأوضح رامافوزا في كلمة أمام حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أن هدف بلاده من فتح دعوى قضائية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، هو وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وأضاف، “بينما كان محامونا يدافعون عن قضيتنا في لاهاي، لم أشعر قط بالفخر الذي أشعر به اليوم وأنا أرى رونالد لامولا، ابن هذه الأرض، يدافع عن قضيتنا في المحكمة”.
وبشأن ما قد تتعرض له بلاده بسبب القضية، أوضح الرئيس رامافوزا أن “الخطوة التي اتخذناها محفوفة بالمخاطر، نحن بلد صغير ولدينا اقتصاد صغير قد يهاجموننا، لكننا سنظل متمسكين بمبادئنا”.
وقال “لن نكون أحرارا حقا ما لم يتحرر الشعب الفلسطيني أيضا”.
- ومن بين التداعيات التي تخشاها “إسرائيل” من احتمال إدانتها في محكمة العدل الدولية:
- أن تمهد أي إدانة لها في محكمة العدل لمحاكمة قادة ومسؤولين إسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية (في لاهاي أيضا).
- الإضرار بمكانتها الدولية.
- خلق رأي عام دولي مناهض لها.
- زيادة المقاطعة الدولية لها.
- الامتناع عن تزويدها بأسلحة.
- فرض عقوبات عسكرية واقتصادية عليها.
- قطع علاقات سياسية واقتصادية معها.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأربعاء 23 ألفا و357 شهيدا و59 ألفا و410 مصابين معظمهم أطفال ونساء، و”دمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
المصدر: موقع المنار +مواقع