تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء 10-1-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
رسالة واشنطن: الحرب بأشكال أخرى
خطة واشنطن القذرة: أريحونا شمالاً ودمّروا جنوباً
إسرائيل تمهّد لعملية كبيرة في رفح: حماس قد تنقل الأسرى إلى خارج غزة
ابراهيم الأمين
انتقلت أميركا إلى مرحلة الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لاعتماد نمط جديد في العمليات العسكرية داخل غزة. ويسود الاعتقاد أوساطاً عربية وإقليمية بوجود رأي قوي داخل الإدارة الأميركية، بات يعتبر أن شكل الحرب التي تخوضها إسرائيل، تسبّب بمشكلات متنوّعة لإدارة الرئيس جو بايدن، وسط شكوك متزايدة بأن نتنياهو نفسه لا يهتم أصلاً لصورة “الإدارة الديموقراطية” ولا يمانع في إضعافها لمصلحة حليفه الأبرز الرئيس السابق دونالد ترامب. وتعكس الاتصالات التي أجراها أكثر من مسؤول في الإدارة الأميركية مع شخصيات عربية وإقليمية “نوعاً من الحرج” بدأ يصيب البيت الأبيض، وأن أصواتاً ارتفعت حتى داخل الكونغرس الأميركي إلى جانب بقية مؤسسات الإدارة تطالب بوقف تغطية الحرب المجنونة.
لكن ذلك، لا يعني أن فريق بايدن، يريد من إسرائيل التنازل والخسارة أمام المقاومة في فلسطين. لكن واشنطن، تطالب حكومة العدو بـ”برنامج عمليات جديد” يسمح بإظهار الولايات المتحدة أنها “مهتمة لسكان غزة المدنيين” وأنها “لا تتجاهل أصوات الرأي العام في العالم لوقف الحرب، وأنها تأخذ في الاعتبار طلبات حلفائها من العرب”. وكل ذلك لا يقود إدارة البيت الأبيض لأكثر من مطالبة العدو الانتقال نحو “الوسائل الأكثر نجاعة للتحول في العمليات العسكرية، من مرحلة الإبادة المفتوحة إلى مرحلة القتل بأعداد أقل”.
وعلمت “الأخبار” من مصادر معنية بالاتصالات الجارية، أن الأميركيين يريدون من إسرائيل وقف العمليات العسكرية في معظم شمال غزة، وأن تسمح لسكان هذه المنطقة بالعودة تدريجياً، خصوصاً الذين غادروا إلى الجنوب، وأن يترافق ذلك مع “زيادة المساعدات الإنسانية في تلك المنطقة، وتعزيز وجود المنظمات الدولية التي يفترض أن تتولى إدارة شؤون الناس وعدم تركهم تحت سلطة حماس”.
لكنّ الولايات المتحدة التي باتت قريبة جداً من اتفاق على هذه النقطة مع العدو، وافقت في المقابل، على أن تترك لإسرائيل الهامش الواسع للعمليات العسكرية في الجنوب. لا بل هي، قدّمت لها المقترح الذي يناسبها، من خلال إقناع تل أبيب بدفع أبناء شمال غزة الذين نزحوا إلى منطقة رفح وجنوب خان يونس، للعودة إلى الشمال، وتخفيف عدد السكان في تلك المنطقة التي تحضّر إسرائيل لعمليات عسكرية واسعة فيها.
برامج عملانية لإعادة 800 ألف نازح إلى الشمال، وممرّ إنساني بحري من قبرص بإشراف بريطاني
وتشير المعطيات إلى أن العدو وبعدما رفضت مصر مجدداً السير بخطة تهجير أبناء القطاع، حاولت مع الجانب الأميركي تقديم مغريات كبرى للقاهرة، لكنّ المسؤولين المصريين قالوا في المحادثات الجارية مع الدوائر الأميركية الأمنية والسياسية وحتى مع السفير ديفيد ساترفيلد، إنهم يرفضون “بشكل تام أي محاولة لدفع النازحين في رفح للانتقال إلى الجانب المصري من الحدود”.
وعلمت “الأخبار” أن مصر، وفي سياق إظهار جدية موقفها، أبلغت المعنيين بنيتها إقفال معبر رفح خلال الأيام القليلة المقبلة بوجه الأفراد أو المساعدات، وأنها تطلب أن يتم نقل العمل إلى معبر كرم أبو سالم جنوب معبر رفح، وإلى معبر إيرتز شمال القطاع. لكنّ تل أبيب رفضت الأمر، وقالت إنه يمكن للمساعدات كما للنازحين الانتقال إلى الشمال عبر سلوك الطريق البحري فقط، وهو الذي يقود عملياً نحو شارع الرشيد، وإنه يمكن استخدام هذا الطريق للوصول إلى مناطق الشمال، سواء للنازحين الراغبين بالعودة أو بالنسبة إلى شاحنات المساعدات وفرق الإغاثة. ورفضت إسرائيل مطلقاً إعادة فتح شارع صلاح الدين أمام الجمهور، متذرّعة بأن لديها نشاطاً عسكرياً خاصاً وحساساً في منطقة الوسط، وتحديداً قبالة مخيم البريج.
أهداف عملية رفح
وبحسب المصادر المتابعة، فإن إسرائيل تستهدف من خلف قرار السماح بعودة أبناء الشمال، “ترييح الولايات المتحدة من خلال إعادة الناس إلى الشمال، وتجنّب قتل أعداد كبيرة من المدنيين في عملياتها المقررة جنوباً، والتي تحتاج فيها إلى قوة نيران كبيرة، خصوصاً في منطقة رفح وجنوب خان يونس”.
وتبيّن للمعنيين، أن مصر قلقة جداً من هذه المحاولة، لأنها تعتقد أن إسرائيل تريد فرض واقع على الحدود المصرية مع غزة مختلف عما هو قائم، وأنه بعدما رفضت القاهرة قيام إسرائيل بعملية عسكرية لاحتلال المنطقة، عبر أراضيها، فإنها تنظر إلى الخطة الإسرائيلية على أنها بهدف احتلال المنطقة عبر طرق مختلفة، وتستهدف في نهاية الأمر، إقامة منطقة أمنية عازلة، تجعل القوات الإسرائيلية حاجزاً فاصلاً بين الأراضي المصرية وغزة.
كما علمت “الأخبار” أن العدو أبلغ الجانب المصري مباشرة وعبر الأميركيين، بأن لديه شكوكه حيال استمرار “عمليات تهريب للسلاح عبر الأراضي المصرية باتجاه قطاع غزة، وأن الجيش الإسرائيلي لم يعد يثق بأحد، وهو مضطر للعمل من أجل التثبت من عدم وجود أنفاق تمتد من داخل القطاع صوب الأراضي المصرية، وأن إسرائيل لا يمكنها نفي فكرة أن تكون حماس بوارد نقل قيادتها ومعها الأسرى إلى مناطق خارج القطاع عبر الأنفاق”.
وكشفت المعلومات أن العدو لجأ أيضاً إلى “نشاط استخباراتي مكثّف أوكل إلى قوات خاصة تعمل في صحراء سيناء وفي السودان وليبيا أيضاً”، وذلك بناءً على تقديرات عند العدو “بأن حماس قد تكون في وارد نقل الأسرى والقيادات إلى هذه البلاد تمهيداً لنقلهم إلى أماكن أخرى في المنطقة، وتحديداً إلى إيران أو لبنان”.
ومع أن الجانب المصري أكد لإسرائيل كما للأميركيين أنه لا يملك أي إشارة على وجود نشاط لحماس في الجانب المصري من الحدود، فإن المخابرات المصرية أبدت استعدادها للتعاون للتدقيق في أي معلومات. لكنّ أزمة الثقة بدت عميقة بقوة خلال الأيام المقبلة، وهو ما عزّز الرغبة عند المصريين بإقفال معبر رفح، ولأجل استخدام المعبر ورقة ضغط على الجانبين الأميركي والإسرائيلي.
لكن اللافت، أن إسرائيل، ردّت بإعلان موافقة مبدئية على خطة قبرصية برعاية بريطانية، لأجل إنشاء ممر بحري إنساني يصل من سواحل الجزيرة إلى ميناء غزة، على أن يتولى الجيش البريطاني إقامة منصات عائمة تسمح برسو السفن الآتية من قبرص والتي لا يمكن لميناء غزة استقبالها. وأن يصار إلى اعتماد هذا المعبر كبديل عن كل المعابر البرية التي تخص مصر أو الأراضي المحتلة. وأن يصار في خلال الأسبوعين المقبلين، إلى توفير خيم غير كاملة، بحيث تقتصر على شوادر كبيرة تسمح للسكان باستحداث أماكن للإقامة في البيوت غير المدمّرة بالكامل، مع برنامج مساعدات لنحو 800 ألف نازح يعودون من الوسط والجنوب، ضمن برنامج يشمل إعادة تشغيل المخابز ومضخات المياه، وترتيب المراكز الطبية على شكل مستوصفات، بينما يقتصر العمل في مجمع الشفاء كمقر لوجستي، قبل إعادة تفعيله طبياً.
من جهة ثانية، أبلغت مصر عدداً من كبار التجار من أبناء قطاع غزة، بأن إسرائيل لم توافق على السماح لهم بنقل بضائع جديدة إلى متاجر في القطاع، وأن جيش الاحتلال يعتبر الأمر خدمة لحركة حماس، وأن الأخيرة سوف تحصل على عائدات هذه التجارة لإعادة تثبيت سلطتها داخل القطاع.
عودة جماعية إلى الشمال: لن نُنكَب مرّتين
غزة | في شارع غزة القديم، تحوّل الطريق الذي يربط محافظة شمال غزة بالأحياء الشرقية لمدينة غزة، التفاح والدرج والشجاعية، والوحيد الذي يسلكه سكان شمالي القطاع للوصول إلى المناطق الغربية من المدينة – بسبب الوضع الأمني الصعب الذي تعايشه الأحياء الغربية التي تحوي الطرق المباشرة -، طوال الأيام الماضية، إلى نقطة عبور لمئات الأسر، التي قررت العودة إلى الأحياء التي انسحبت منها قوات الاحتلال أخيراً. إلى بيت لاهيا وبيت حانون والشيخ رضوان والعلمي وتل الزعتر والسكة، وحتى الصفطاوي والتوام، قرر الأهالي، بعد أكثر من ثلاثة شهور من النزوح، أن يخوضوا المغامرة الصفرية. «لا شيء نخسره، نعلم أن منازلنا مدمرة، ولكن خيمة على ركام البيت، أشرف بمليون مرة من حياة النزوح في مراكز الإيواء»، تقول الحاجة سهيلة الصافي، في حديث إلى «الأخبار». وتضيف الحاجة، وهي تجلس على عربة يجرّها حمار، رفقة 10 من أفراد عائلتها، وقد تكدّست حولها الأغطية والملابس: «ما ضل طاقة ليقهرونا أكثر، وما بقي شيء نخاف عليه، حتى العمر بيد ربنا مش بإيد نتنياهو».
أما أبو محمود عقل، فإلى حي تل الزعتر يحزم أمتعته، بعد أن قضى نحو شهرين في مبنى الصناعة التابع لـ«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين» (الأونروا) غربي مدينة غزة. ورغم أنّ الرمايات المدفعية لا تنقطع عن المنطقة التي ينوي الذهاب إليها، فإنه لا يجد بداً من العودة. يقول الرجل، وهو يحمل على ظهره شنطة كبيرة تعلوها الأغطية: «راجعين، مش بس لأننا تعبنا من حياة النزوح، ولكن لأننا نسكن منطقة طرفية في شمال غزة، والبقاء فيها مقاومة لمخططات التهجير والاقتلاع. اليوم المقاومة قامت بدورها، وأجا دورنا نثبت في بيوتنا رغم الظروف الصعبة».
في تل الزعتر، أتت العملية البرية على شبكة الكهرباء وخطوط الصرف الصحي والمياه بشكل كامل، فضلاً عن أن شوارع الحي أضحت بحاجة إلى لاعب «سيرك» ليستطيع السير فيها. هناك، سيضطر من اختار العودة، ليقطع مسافة ساعتين مشياً على الأقدام في كل صباح، حتى يحصل على حاجته من المياه. وهذه الأخيرة يستخدمها الأهالي رغم ملوحتها العالية، للنظافة والشرب والطهي. فضلاً عن ذلك، تسود الحي الذي يقع شرق مخيم جباليا، والذي يتميز بموقعه الإستراتيجي المهمّ لارتفاعه الملحوظ عن منسوب الأحياء المحيطة به، عند ساعات المساء، موجة حادة من الوحشة: لا تيار كهربائياً، ولا مصدر إضاءة واحداً يكسر حدة الظلام، فيما يتسبّب خلوّ تل الزعتر من الكتلة الأكبر من ساكنيه، في مضاعفة أصوات القصف المدفعي الذي ينشط مع حلول الظلام.
ورغم ما تقدّم، يزداد توافد الأهالي إلى الحي يوماً بعد آخر؛ إذ ثمّة ما هو أهم من سهولة الحياة أو صعوبتها. يقول أبو علاء، هو والد لثلاثة شهداء، هُدم بيته وأربعة من بيوت أقاربه، في حديثه إلى «الأخبار»: «اليوم رجعنا على تل الزعتر، وبنمشي في نص الشارع حتى تصورنا طائرة الاستطلاع، أنا فخور بإني ساكن بخيمة بتدخلها مية الشتا، فخور إني بقضي كل يومي وأنا بدور على مية وحطب، فخور إني عايش هالمعاناة كلها، لأنو هالإشي كله بغيظ الإسرائيلي. إلي فكرنا رح نشرد من شمال غزة بمجرد ما قال روحوا على الجنوب، إحنا بنهزمو اليوم ببقاءنا رغم الخوف والظروف الصعبة».
في الشارع، يدور جدل كبير حول مستقبل الأهالي الذين غادروا شمال القطاع إلى جنوبه. «أشباح الهجرة الأولى، تدور في ذهني، قالولنا وقتها أسبوعين وبنرجع وظلينا 80 سنة»، تقول أم صابر الرشايدة. وتضيف في حديثها إلى «الأخبار»: «النكبة معشعشة في مخي، عشان هيك ما طلعت، وعشان هيك رجعت على حي السكة، رغم إنو القذائف بتقع حولنا طول النهار والليل».
مقر قيادة الشمال في مرمى المقاومة
المئات تجمّعوا أمس في خربة سلم لتشييع ابنها القيادي وسام طويل، رغم التحليق المتواصل للطائرات الحربية والمسيّرات على علوّ منخفض في سماء البلدة، منذ وصول جثمان «الحاج جواد» إلى منزل شقيقه ليل الاثنين. ويبدو أن العدوّ قدّر أن تشييع القائد الجهادي سيجمع أقراناً له، فحاول تكرار عملية الاغتيال باستهداف سيارة في البلدة بعد ركنها قرب منزل شقيق الشهيد بصاروخين، قبل نصف ساعة من موعد التشييع، ما أدى الى استشهاد علي حسين برجي وجرح ثلاثة من المارة وتحطم زجاج عدد من المنازل والسيارات.وبخلاف ما أرادته إسرائيل، ضاعف اغتيال برجي عدد المشاركين الذين تزاحموا على رفع نعش «الحاج جواد». وفي كلمته، استحضر عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق تاريخ طويل الجهادي، مشيراً إلى أنه «درّب وخرّج آلاف المجاهدين الأشداء المشتاقين للمواجهة الكبرى مع العدو الإسرائيلي».
وعلى صعيد التحقيقات، لفتت مصادر متابعة إلى أن طويل «كان مرصوداً من قبل إسرائيل وعملائها منذ وقت طويل، وحاولت الحصول على صور له وجمع معلومات حول تحركاته. ومنذ بداية مواجهة طوفان الأقصى، غاب طويل عن الأنظار ولم يحضر إلى بلدته، ولم يشارك في تشييع ابن شقيقه حسين طويل الذي استشهد في تشرين الأول الماضي. ويوم الأحد الماضي، كانت المرة الأولى التي يزور فيها منزله. وبعد مغادرته في صباح اليوم التالي، استهدفه العدو على بعد حوالي 150 متراً من منزله في حيّ الدبشة».
وقبل التشييع أيضاً، أغارت مسيّرة على سيارة تقلّ ثلاثة مقاومين (حسن إسماعيل وعيسى نور الدين وشريف ناصر) في أطراف الغندورية. وادعى إعلام العدوّ بأن الشهداء «أعضاء خليّة لإطلاق طائرات مسيرة».
وكان مشهد المواجهة أمس قد افتُتح على أصوات صفارات الإنذار التي دوّت في معظم مستعمرات الجليل الأعلى خشية تسلّل طائرات مسيّرة وإطلاق صواريخ من لبنان. ورغم تفعيل الدفاعات الجوية، استهدف حزب الله مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع لجيش العدو في مدينة صفد المحتلة (قاعدة دادو) بعدد من المسيّرات الهجومية الانقضاضية، في إطار الرد على اغتيال الشهيد الشيخ صالح العاروري والقائد وسام طويل.
وتقع قاعدة «دادو» على عمق 12 كلم من الحدود اللبنانية، ويقع إلى جانبها حيّ بنا بيتر الذي يسكنه عاملون في قيادة المنطقة الشمالية. وتعدّ القاعدة مقر قيادة المنطقة الشمالية في سلاح البر الإسرائيلي، والمسؤولة عن قيادة الفرقتين المعنيتين بالعمليات على الجبهة اللبنانية حالياً، الفرقة 91 مقابل المحور الشرقي، والفرقة 146 مقابل المحور الغربي للحدود الجنوبية اللبنانية، والتي تضمّ عدداً كبيراً من منظومات القيادة والسيطرة المعنية بتنسيق العمليات على امتداد الجبهة مع لبنان.
وفي سلسلة عمليات، استهدفت المقاومة مواقع المالكية البغدادي حانيتا ورويسات القرن، إضافة إلى ثكنة يفتاح وتجمع لجنود العدو في محيط ثكنة أدميت، والتجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع بياض بليدا.
لا مكان لخصوم حزب الله على طاولة التفاوض
مع تقدّم الحدث اللبناني العسكري جنوباً، ودخول لبنان عنواناً أساسياً في المفاوضات الإقليمية، يظهر عجز القوى السياسية من خصوم حزب الله عن الحضور خارجياً لمواكبة لما يمكن أن يُرسم لمستقبل لبنان
في الصورة الرسمية، يستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الموفدين الغربيين، أميركيين وأوروبيين وأمميين، ويتحدّث معهم حول الحلول المطروحة لوقف الاندفاعة الإسرائيلية تجاه لبنان، وما بعدها. ما هو غير رسمي، أن حكومة تصريف الأعمال لا صلاحية لها بإجراء التفاوض، على الأقل من الوجهة السياسية والأمنية المتعلّقة بمصير المنطقة الحدودية وانتشار حزب الله وسلاحه في المنطقة، فضلاً عن أي تسوية سياسية شاملة تتعلق بإيجاد إطار حل للأزمة الراهنة. كما أن رئيس الحكومة مكلف بتلقّي الرسائل التي ينقلها ليس إلى حزب الله مباشرة بل إلى الرئيس نبيه بري ومنه إلى الحزب. وما هو غير رسمي، أيضاً، لكنه الحقيقة الوحيدة التي يعيشها لبنان، هو أن التفاوض يتم في خطوط مباشرة وغير مباشرة مع حزب الله، في غياب أي أطراف سياسية أخرى، بمعزل عما إذا كان التفاوض يجري حصراً حول موضوع الجنوب والحدود أو في التسوية الكبرى.
تخشى القوى المناهضة لحزب الله من أن تكون احتمالات التفاوض بين طهران وواشنطن جدية بالقدر الذي يمكن التوقّع معه الوصول إلى محطات أولية على قدر من الأهمية في مسار العلاقة بين الطرفين وانعكاس ذلك على المنطقة. وليست التلميحات الإيرانية أو الأميركية وحدها التي تثير الريبة في احتمالات التوصل إلى تسويات، بل هناك خطوات جدية تصل إلى مسامع معنيين في لبنان عن احتمالات «غير مطمئنة» قد لا تجد صدى إيجابياً لدى معارضي الحزب في لبنان.
فالولايات المتحدة، بقدر ما تضغط على إسرائيل لتحييد لبنان عن دائرة الحرب، تسعى إلى لملمة الوضع في المنطقة ومع إيران قبل الدخول في مرحلة الانتخابات الرئاسية الجدية. والدول العربية التي تريد الخروج بأقل الأضرار الممكنة من حرب غزة، تريد كذلك ربح مزيد من الوقت مع مكاسب على المدى البعيد في تحييد بلادها عن تداعيات الحرب وتوسّعها.
ومن مصلحة إيران كذلك، كسب الوقت أكثر وعدم الدخول في مجازفات كبرى. لذا يدور الكلام لدى معارضي الحزب حول احتمالين لا ثالث لهما: إما تفاوض إيراني – أميركي يعطي حزب الله مكاناً ثابتاً في المعادلة اللبنانية مقابل تسويات مضبوطة الإيقاع جنوباً، أو خربطة إسرائيلية لأي تفاوض لا يأخذ في الاعتبار مصالح إسرائيل الأمنية عند حدودها الشمالية. وفي الحالتين، يصبح التفاوض حول لبنان محصوراً بدائرتين، إيران خارجياً وحزب الله داخلياً.
التفاوض حول لبنان محصور بدائرتين فقط هما إيران خارجياً وحزب الله داخلياً
وبقدر التسليم بهذه المعادلة، يظهر عجز هذه القوى، في المقابل، عن الحضور بقوة في حالات التفاوض الجارية. وهنا بيت القصيد، لأن القوى المعارضة لحزب الله، أو حتى المتحالفة معه موسمياً كالتيار الوطني الحر، لم تتمكن طوال المرحلة الماضية من تكوين حضور خارجي على المستوى المطلوب. فحتى العلاقة مع السعودية، والتي كان يمكن أن تُستثمر في التفاوض الجاري، تبدو محصورة في إطار محدد، كما تُرجمت مثلاً في لحظة التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، حين زار السفير وليد البخاري بكركي، وتحرّكت الرياض واتفقت مع اللجنة الخماسية على التجديد له. أكثر من ذلك، يصبح الحضور الخارجي هزيلاً، ولا دور مؤثّر في مجريات التفاوض. وقد يكون الموفد الفرنسي جان إيف لودريان أكثر من أعطوا هذه القوى فرصة الإطلالة الخارجية عبره، إلى ما يمكن التعبير عنه دبلوماسياً.
مع ذلك، كشفت حرب غزة عورة الغياب الخارجي المستمر منذ سنوات لهذه القوى، والذي يأخذ أهمية مزدوجة عند مفاصل حقيقية. فمنذ 7 تشرين الأول، ظهر أن التفاوض الذي بدأ حول مرحلة ما بعد غزة، سيشمل ساحات المنطقة التي تُعنى بها طهران، ولبنان في مقدّمها، بسبب وجود حزب الله وتحريك جبهة الجنوب. غير أن الاستنهاض الذي كان يفترض أن يواكب حدثاً «تاريخياً» في المنطقة مؤثّراً على لبنان، اقتصر على البيانات والمطالبات بتنفيذ القرار 1701، ولم يرتق إلى المستوى المطلوب خارج الحدود اللبنانية. فإذا كان تحوّل كالمتوقّع حدوثه، حرباً أو سلماً، ومفاوضات تأخذ في مندرجاتها النظام السياسي والتسويات الداخلية وحجز مكان مناسب في التسوية، أبقى الانشغال السياسي محلياً دون الوصول إلى دول القرار، فكيف يمكن الرهان، إذاً، على أن حصة إيران وحزب الله لن تكون كبيرة؟ حتى لو كانت هذه القوى تعتبر أن إيران تريد التفاوض بأي ثمن ومستعدّة لكبح دور حزب الله العسكري مقابل عدم توسيع رقعة الحرب. لكن، في المقابل، فإن للتفاوض أسسه وتنازلاته وأرباحه، وإيران وحزب الله حاضران بقوة. أما خصومهما من قوى سياسية برلمانية وحزبية، فربحوا معركة يتيمة حتى الآن بموافقة حزب الله، ويتصرفون وكأنهم سلّموا جدلاً بأن لا وجود لهم على الطاولة.
فوضى توزيع الكهرباء: الحقّ على غرفة التحكّم!
وصل التقنين القاسي إلى نهايته، وعادت الكهرباء إلى الخطوط مع تفريغ القسم الأول من حمولة باخرة الفيول في الزهراني الخميس الماضي، قبل انتقالها إلى دير عمار لإفراغ بقية الحمولة يوم السبت. ومع إعادة تشغيل مجموعات دير عمار الحرارية دخل إلى الشبكة 240 ميغاواط إضافية ليصبح ناتج الطاقة الكلّي 390 ميغاواط، بعدما كان قد تراجع إلى 150 بسبب شحّ الفيول. قد يكون تبرّؤ مؤسسة الكهرباء من المسؤولية عن تأمين الوقود مفهوماً، إلا أن ذلك لا يعفيها من مسؤولية انعدام العدالة في توزيع الطاقة المتوافرة بين المناطق والمستهلكين
تدنّى إنتاج الطاقة في الأيام الأخيرة من عام 2023 إلى حدّه الأدنى بسبب شحّ الفيول، ووصل الإنتاج الحراري في ذروة الأزمة إلى 150 ميغاواط بعد فصل كلّ مجموعات التوليد الحرارية عن الشبكة، باستثناء واحدة في معمل الزهراني، بحسب بيانات مؤسسة كهرباء لبنان، لتأمين الحدّ الأدنى من الإنتاج لتزويد المرافق الأساسية بالطاقة كالمطار والمرفأ ومضخات المياه والسجون.مع استفحال الأزمة خرجت محطات توزيع الكهرباء من عقالها، وسيطرت المافيات على ساعات التغذية في المناطق، وتحكّم «قبضايات الأحياء» برقاب الناس. وظهرت في بيروت «خدمة تحويل الكهرباء لعشر دقائق لاستخدام المصعد مقابل 300 ألف ليرة»، بحسب أحد العاملين في مؤسسة الكهرباء، و«في الضاحية الجنوبية فرض صاحب مولد قطع الكهرباء عن الحي الذي يغذيه لزيادة المصروف على العدّادات، وإعادة وصل الخطوط التي قطعها أصحابها بعد تركيب طاقة شمسية في منازلهم».
تدني التغذية لا يعني مطلقاً الدخول في العتمة الشاملة، فالطاقة المنتجة تؤمّن ساعة من الكهرباء يومياً على الأقل، في حال وُزّع الإنتاج بشكل عادل. ولكنّ توزيع الكهرباء القليلة المنتجة على المناطق اتّسم خلال أيام الأزمة الأخيرة بلا عدالة وباستنسابية. فمقابل الانقطاع التام للتيار منذ 13 كانون الأول الماضي وحتى السادس من الشهر الجاري في بعض المناطق، وصلت الكهرباء بشكل وُصف بـ«الجيّد» إلى عدد غير قليل من المناطق، وتجاوزت ساعات التغذية في بعضها 8 ساعات يومياً لدرجة سأل فيها أحد سكان هذه المناطق «عن أي أزمة كهرباء تتكلّمون».
وبعد استطلاع عدد من الموظفين في مؤسسة الكهرباء تبيّن أنّ مشكلة التوزيع لم تنته مع العودة الجزئية للتيار بسبب مشاكل لوجستية وبشرية لن تُحلّ قريباً. فـ«خروج محطة التحكم المركزية في مبنى مؤسسة الكهرباء الرئيسي، بسبب انفجار المرفأ، عن العمل جعل من غير الممكن معرفة كيفية توزيع الطاقة المنتجة في المعامل الحرارية بعد وضعها على الشبكة»، بحسب مصادر «الأخبار» في المؤسّسة. اليوم، تتم عملية توزيع الكهرباء من أحد المباني الفرعية للمؤسّسة، وتُستخدم «آلات بدائية تسمح فقط بمعرفة تردّد الكهرباء لعدم السماح بحصول حمل زائد، لكن من دون معرفة ساعات التغذية في المناطق»، ويبقى بالتالي عدد كبير من المدن والأحياء بلا كهرباء لأيام، رهناً لمزاج الموظف أو القبضاي المسيطر، كما حصل خلال الأزمة الأخيرة.
«التوزيع فالت تماماً، والضبط شبه مستحيل»، تقول المصادر التي لا تنفي حصول «عمليات بيع لخطوط الكهرباء في المحطات التي استمرّ التيار بالوصول إليها خلال فترة التقنين القاسي، إذ لا رقابة على الموظفين فيها بسبب غياب غرفة التحكّم الرئيسي». سابقاً، كان توزيع الطاقة مراقباً من قبل المؤسّسة والتفتيش، وكان من الممكن تقديم تقارير ممكننة حول ساعات التغذية في كلّ منطقة. أمّا الآن، فيمكن للموظف المناوب في محطة التحويل الاستنساب في إيصال الكهرباء لمن يشاء من الأحياء. ففي إحدى محطات التحويل، مثلاً، قرّر موظف، بناءً على دراسة لم يطّلع عليها أحد، تصنيف المواطنين إلى فئتين، الأولى تدفع الفواتير والثانية لا تدفع. فقام بتحويل الكهرباء إلى الفئة الأولى لساعات أطول من الفئة الثانية، علماً أنّ «المخرج الذي حصل على ساعات تغذية أطول فيه عدد كبير من الفنادق والمطاعم، وهي الأقل التزاماً بدفع الفواتير»، بحسب المصادر.
خدمة تحويل الكهرباء لعشر دقائق لاستخدام المصعد تكلّف 300 ألف ليرة في بيروت
من جهة أخرى، لا يمكن إلقاء اللوم بشكل تام على الموظفين فقط، فـ«هؤلاء يقعون تحت ضغوط مناطقية». ففي غياب قوى الأمن، يُهدّد الموظفون في بعض المناطق في حال عدم تحويل ساعات أطول من الكهرباء، وتُطلق عليهم النار أحياناً، ما جعلهم في الآونة الأخيرة يرفضون المناوبة ويكتفون بتحويل الكهرباء ومغادرة المحطات.
الخطوط المستثناة
حول عدم وصول الكهرباء بشكل كامل إلى بعض المناطق خلال فترة التقنين القاسي، أفاد أحد مديري توزيع الطاقة في المناطق بـ«أنّ الإنتاج وصل إلى حدّه الأدنى، ولولا المعامل المائية التي وضعت 70 ميغاواط على الشبكة لتدنّى الإنتاج إلى ما دون 150 ميغاواط». ولتمرير الأزمة، قامت المؤسّسة بوضع أولويات، المطار، المرفأ، وآبار المياه الرئيسية، وأوصلت الكهرباء فقط إلى محطات التحويل المسؤولة عن إيصال الطاقة إلى هذه المرافق.
وخلال ساعات الليل، أو عند انخفاض استهلاك المرافق المستثناة للطاقة يتم تزويد المناطق التي تتغذى من المحطات نفسها بالكهرباء. في المقابل، «صفّرت المحطات الأخرى، ولم تصلها الكهرباء نهائياً لعدم احتوائها على خطوط مستثناة». وحول الوضع في المناطق، لم ينفِ المدير وجود تجاوزات، وأعادها للسبب ذاته، أي عدم وجود محطة تحكّم مركزية»، ولكنّه أشار إلى أنّ الأحياء لا تتغذى بالكهرباء من محطة تحويل واحدة، ولو كانت متجاورة. ففي الضاحية مثلاً، منطقة حي ماضي تتغذى من محطة الحرج التي تحتوي على خط مستثنى، وبالتالي وصلتها الكهرباء، ولو لساعة يومياً، ومنطقة بئر العبد تتغذى من محطة الضاحية المصفرة، ما يعني عدم حصولها على الكهرباء أبداً.
اللواء:
لبنان يسأل الموفدين قبل وصول هوكشتاين: ماذا فعلتم لردع العدوان؟
باسيل يمضي بالتمايز عن حزب الله.. وزيادة الرواتب غير مدرجة على جدول مجلس الوزراء
في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن يذرف دموع التماسيح على الضحايا المدنيين في قطاع غزة من جراء القصف الجنوني والهستيري التدميري على المنازل والمدارس والمستشفيات، مما ادى الى اكثر من 23 الف شهيد، جلُّهم من الاطفال والنساء، بعد محادثات مع اعضاء مجلس الحرب في اسرائيل (الكابينت)، كانت المواجهات تحتدم في محاور غزة، فضلاً عن جبهة الجنوب (او جبهة الشمال بالتعبير الاسرائيلي)، حيث استمرت عمليات استهداف مواقع الاحتلال ومراكز قيادته في الشمال، ودك مواقعه بالمسيَّرات الانقضاضية وصواريخ بركان، على وقع التشييع الحاشد للقائد الميداني وسام الطويل في مسقط رأسه خربة سلم.
ولم توفر طائرات العدوان المشيعين قبل انطلاق المسيرة، اذ استهدفت سيارة كانت متوقفة على جانب الطريق بمسافة قصيرة من موكب التشييع، واعلنت وسائل اعلام معادية ان الضربة استهدفت مسؤول العمليات الجوية في الحزب جنوب لبنان.
لكن حزب الله سارع الى نفي الخبر «الكاذب»، وأن مسؤول وحدة المسيرات في الحزب لم يتعرض بتاتاً لأية محاولة اغتيال.
وحسب معلومات جرى تداولها فإن وزير الخارجية الاميركي كشف ان الجانب الاسرائيلي طلب منه قبل وصوله الى تل ابيب ان يساعد في التوصل الى تسوية دبلوماسية مع حزب الله، لان توسيع الحرب ليس لمصلحة اسرائيل ولبنان وحزب الله.
ونقل عن وزير الدفاع الاسرائيلي يوهان غالانت ان «اولويتنا على الجبهة الشمالية هي اعادة السكان الى بيوتهم بعد تغيير الوضع الامني في الشمال ووقف هجمات حزب الله».
وقبل وصوله الى بيروت، المتوقع اليوم او غداً التقى المستشار الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين في روما النائب الياس بو صعب، في اطار التداول في ما يمكن فعله في ما خص استعادة الهدوء في الجنوب، والحؤول دون اتساع دائرة النيران.
وحسب المعلومات التي رشحت فإن هوكشتاين سيبدأ محادثاته من زاوية التوجيهات التي تلقاها قبل وصوله، في ضوء ما تجمع لدى وزير الخارجية بلينكن، سواء في تل ابيب او قبل وصوله اليها، عبر المحادثات التي اجراها في العواصم الفاعلة في المنطقة.
وذكرت المعلومات انه لم يتطرق في محادثاته سواء في بيروت او تل ابيب الى مزارع شبعا، التي هي مسألة سورية – لبنانية ولا تدخل ضمن مهمة استعادة الهدوء في الجنوب، من زاوية تطبيق القرار 1701، او مناقشة الطلب الاسرائيلي بإبعاد حزب الله عن منطقة جنوبي الليطاني.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه مع الزيارة المرتقبة للموفد الأميركي هوكشتين إلى بيروت يتظهر أكثر فأكثر مضمون المسعى الذي يعمل عليه في ما خص إنهاء التوتر في جبهة الجنوب والتفاوض، وأشارت إلى أن ما من تفاصيل بشأن أي طرح جديد لاسيما أن الوقائع الميدانية في جبهة الجنوب تشهد تطورات متسارعة، خرجت عن الضوابط المرسومة لها.
وكشفت مصادر ديبلوماسية ان عاملا مهما طرأ على مهمة المستشار الرئاسي الاميركي في لبنان هذه المرة إلى جانب مشروع ترسيم الحدود الجنوبية اللبنانية، وهو كيفية إنهاء وضعية الاشتباكات الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، كي يتمكن من مقاربة موضوع الترسيم الذي حمل في المرة الماضية خلال زيارته لبنان افكارا طرحها، تتضمن حل مشكلة النقاط الثلاثة عشر على طول الحدود، بينما بقيت النقطة b2 المطلة على رأس الناقورة، موضع خلاف ومعلقة بسبب رفض الجانب الاسرائيلي مناقشتها وضمها إلى باقي نقاط الخلاف.
واستبعدت المصادر ان يتمكن هوكشتاين وبالرغم من مرونته وديبلوماسيته، ونجاحه في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل سابقا، من فصل الوضع المتفجر على الحدود اللبنانية بمعزل عن التوصل لوقف اطلاق النار في قطاع غزّة، وهو غير متاح حتى الساعة بالرغم من الديبلوماسية الاميركية النشطة للبحث عن حلول لنقاط الخلاف بينهما.
ورجحت المصادر ان تبقى مهمة هوكشتاين لترسيم الحدود اللبنانية الجنوبية، تدور حول نفسها، في انتظار التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار في غزة وإنهاء حال الحرب القائمة، الا اذا تم التفاهم بين كل الاطراف الموجودة هناك على الالتزام بتطبيق القرار ١٧٠١ وتسليم الجيش اللبناني مهام الحفاظ على الامن، مقابل انسحاب عناصر حزب الله وحلفائه من المناطق المتواجدين فيها حاليا، باتجاه المناطق التي كانوا متواجدين فيها قبل عملية طوفان الأقصى.
الا ان وزير الخارجية والمغتربين ابلغ وكيل الامين العام للامم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا بأن مزارع شبعا ركن اساس في الحل الشامل، ووقف التوتر ولا يمكن القفز فوقها، معتبرا ان استهداف اسرائيل الجيش اللبناني بـ34 اعتداء منذ بدء الحرب في غزة يقوّض جهود حفظ السلام والامن.
ومن السراي، بعد لقاء الرئيس نجيب ميقاتي دعا لاكروا الى التهدئة، ودعم التعاون بين قوات اليونيفيل والجيش اللبناني.
وأكد له ميقاتي: اننا طلاب استقرار، وكشف عن تحذيرات عبر موفدين دوليين من حرب على لبنان، الموقف الذي اكرره لهؤلاء، هل انتم تدعمون فكرة التدمير؟ وهل ما يحصل في غزة امر مقبول، «لبنان مستعد للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الامد في جنوب لبنان، وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار 1701».
وتنضم وزيرة الخارجية الالمانية الى الشخصيات التي تزور بيروت بهدف معلن هو المساعدة على منع اتساع الحرب، وتحوُّل بيروت الى غزة جديدة.
وبسبب تأخر وصولها من مصر الغى موعد الوزيرة الالمانية، لكن الموعد قبل ظهر اليوم، ما يزال قائماً مع الرئيس ميقاتي.
مجلس الوزراء
حكومياً، وزّع جدول اعمال جلسة لمجلس الوزراء، يحضّر للدعوة اليها الرئيس نجيب ميقاتي، ويتضمن 43 بنداً، بعضها يتعلق بمشاريع لوزارة الطاقة والمياه، والتربية والخارجية، واتفاقية بين وزارة المال والبنك الدولي، ومشروع مرسوم لتنظيم الهيئة الوطنية لادارة النفايات الصلبة، فضلاً عن اقتراحات وزارة البيئة ومجلس الانماء والاعمار حول هذا الموضوع.
ونفت مصادر وزارية ان تمر اية تعيينات في الجلسة المرتقبة هذا الاسبوع (غداً).
والواضح ان مسألة الزيادة على الرواتب ومعاشات التقاعد ليست مدرجة على جدول الاعمال.
سياسياً، تتحكم قواعد الفرملة في الملف الرئاسي، ولم تخرقه اية محاولات، لا سيما محاولات اللجنة الخماسية.
وفي الاطار المحلي، يتحدث مساء اليوم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، عبر محطة الـO.T.V ويتطرق فيها الى الافكار العامة حول السياسة التي سينتهجها التيار الوطني الحر في السنة الجديدة، اضافة الى السياسات التنظيمية والاعلامية في ما خص التيار في المرحلة المقبلة، مبرزاً مزيداً من التمايز عن حزب الله.
وكان المجلس السياسي، الذي اجتمع برئاسة باسيل، اعلن الانفتاح على كل ما يسهّل انتخاب الرئيس على قاعدة احترام الشراكة والتوازن، داعياً الى تطوير النظام من ضمن اتفاق الطائف والدستور المنبثق عنه.
وحسب اوساط مطلعة، فإنه ستكون للنائب باسيل قراءة شاملة في ابعاد الحرب عى غزة والجنوب، وتداعياتها الاستراتيجية على المنطقة ولبنان، فضلاً عن الحلول الممكنة، وتلك المطروحة دولياً للحفاظ على الحقوق اللبنانية.
اما محلياً، فيتناول باسيل واقع النظام السياسي، ودور لبنان في المشهد الجديد الذي يُرسم في المنطقة، وستكون له مواقف واضحة ازاء كيفية الخروج من المأزق الرئاسي، وتجاه العلاقات بين الاطراف السياسية في الداخل فضلاً عن مقاربة الملفات المختلف عليها في المال والاقتصاد وسوى ذلك.
تكتل جديد
ومن اجل الاستحقاق الرئاسي، جرى البحث في تشكيل لقاء نيابي مستقل، يشكل قوة ضاغطة في المجالات المطروحة، وقد اجتمع امس 10 نواب ابرزهم النواب نعمة افرام وعبد الرحمن البزري ونبيل بدر وحليمة قعقور، وهم يمثلون 16 نائباً من كتلتي التجدد والاعتدال وبعض النواب التغييريين، وجرى البحث بتشكيل لجنة، تقدم ترشيحات واقتراحات في المجال المتعلق بملء الشغور الرئاسي.
المطار وخطة السلامة
وتواصلت الترتيبات لمعالجة القرصنة التي تعرض لها مطار رفيق الحريري الدولي، على ان لا تعاد هذه المحاولة.
وتفقد وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي المطار، مرجحاً بأن يكون الخرق الذي اصاب الشاشات بأنه خارجي، بانتظار التحقيقات، معتبراً ان الطيران بحاجة لنظام امن سيبراني، بعد جولة للاطلاع على عمل انظمة التفتيش، كاشفاً ان مجلس الوزراء جاهز لخطة ضرورية للمطار وسلامته.
الوضع الميداني
ميدانياً، قصفت المقاومة الاسلامية مقر قيادة الجيش الاسرائيلي في الشمال الكائن في مدينة صفد والمعروفة بقاعدة «دادو» بمسيَّرات انقضاضية، وهي تبعد 10 كلم عن الحدود مع لبنان.
واعترف الناطق باسم الجيش الاسرائيلي بالعملية، وتحدث عن اغتيال المسؤول عن المسيرات في المقاومة الاسلامية جنوباً.
كما استهدفت صواريخ المقاومة ثكنة يفتاح وموقع حايت بالاسلحة المناسبة وموقع بياض بليدا والمطلة.
البناء:
المقاومة تقصف بالمسيرات قيادة الاحتلال في صفد رداً على اغتيال الطويل
خسائر الاحتلال في غزة تتفاقم ودبابة تفجِّر خطأ شاحنة متفجرات و36 جندياً
واشنطن ترفض وقف إطلاق النار وتحذر من دعوى جنوب أفريقيا في لاهاي
كتب المحرّر السياسيّ
شيّعت خربة سلم بحشد شعبي مقاوم ضاقت به ساحاتها وشوارعها شهيد المقاومة والجنوب وسام الطويل الذي اغتالته قوات الاحتلال بطائرة مسيرة أول أمس، وكانت المقاومة قد ردت باكراً على العملية باستهداف قاعدة صفد التي تضمّ قيادة الجبهة الشمالية، بطائرات مسيرة اقتحامية قالت المقاومة إنها حققت إصابات مؤكدة، ولاحقاً اعترف جيش الاحتلال بالهجوم، ويأتي الرد بعد استهداف قاعدة ميرون للرقابة والسيطرة على العمليات الجوية والتجسس والإدارة الالكترونية، ليثبت اضافة لقدرة المقاومة الاستخبارية في معرفة مواقع جيش الاحتلال ووظائفها، وما تُخفيه من أسرار، قدرة المقاومة على إيصال صواريخها بالعشرات الى قاعدة شديدة الحساسية، كما وصفها وزير حرب كيان الاحتلال يوآف غالانت، دون أن تنجح القبب الحديدية بالتصدي لها، ثم القدرة في يوم لاحق على اختراق الدفاعات الجوية بطائرات مسيّرة تستهدف مقر قيادة كل الوحدات العاملة في الجبهة الشمالية.
في غزة مزيد من الخسائر في صفوف جيش الاحتلال وعمليات المقاومة تزداد فعالية واقتداراً وتنوعاً، بينما الارتباك والتشتت والضعف علامات واضحة على أداء جيش الاحتلال، كان آخر نتائجها ما اعترف به جيش الاحتلال من سقوط 36 من جنوده بين قتيل وجريح نتيجة قذيفة مصدرها إحدى دباباته استهدفت شاحنة متفجرات يرافقها 36 جندياً بهدف تفجير أحد الأنفاق. والاعتراف يلي اعترافاً سبقه بأعداد ضخمة بلغوا تسعة آلاف من الضباط والجنود يعانون من اضطرابات عصبية ونفسية، ربعهم غير صالح للخدمة.
سياسياً وصل وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الى تل أبيب وعقد اجتماعات مع قادة الكيان، وأطلق مواقف سياسية، تضمنت كلاماً قابلاً للتأويل حول حل الدولتين وحول وقف الحرب ضمن التمنيات، لكنه اكد بصورة حازمة الوقوف مع جيش الاحتلال حتى تحقيق أهداف الحرب، ليلاقيه المسؤول في مجلس الأمن القومي جون كيربي بالإعلان عن رفض البيت الأبيض لدعوات وقف إطلاق النار، وكان البارز في كلام بلينكن تحذيره من دعوى جنوب أفريقيا امام محكمة العدل الدولية في لاهاي التي تتهم كيان الاحتلال بارتكاب جرائم إبادة بحق الفلسطينيين في غزة، والتي تنظر فيها المحكمة غداً للبتّ بما إذا كانت تقبل الدعوى، وما اذا كانت ستصدر قراراً إجرائياً بوقف العمليات الحربية الاسرائيلية في غزة.
وأعلن حزب الله في بيان أنه و»في إطار الردّ على جريمة اغتيال القائد الكبير الشهيد الشيخ صالح العاروري وإخوانه المجاهدين الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت وجريمة اغتيال القائد الشهيد الأخ المجاهد وسام الطويل (الحاج جواد)، قامت المقاومة الإسلامية في لبنان باستهداف مقر قيادة المنطقة الشمالية التابع لجيش العدو في مدينة صفد المحتلة (قاعدة دادو) بعدد من المُسيّرات الهجومية الانقضاضية». وأيضاً أعلن الحزب استهدافه «موقع البغدادي بالأسلحة الصاروخية وإصابته إصابة مباشرة». واعلن استهداف «ثكنة يفتاح بالأسلحة الصاروخية وأصيبت إصابة مباشرة». واستهدف أيضاً «موقع حانيتا بالأسلحة المناسبة وأصيب اصابة مباشرة».
واعترفت القناة 14 العبرية بعدما سمحت الرقابة العسكرية بالنشر، بأنّ «مُسيّرة أطلقت من لبنان سقطت داخل مقر قيادة الجبهة الشمالية».
وإذ أقرّ وزير الخارجية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس بمسؤولية «إسرائيل» عن اغتيال القيادي في حزب الله وسام حسن طويل. أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، عن إدانته بشدّة، «العمل المتهوّر الّذي أقدم عليه الكيان الصّهيوني، عبر اغتياله أحد قياديّي المقاومة الإسلاميّة في لبنان المجاهد وسام حسن طويل».
ولفت في تصريح إلى أنّه «لا شكّ أنّ الكيان الصّهيوني المجرم وداعميه، يتحمّلون المسؤوليّة كاملة عن تبعات سلوك إرهابي ومتهوّر كهذا»، مثنياً على «مواقف لبنان المشرّفة والدّاعمة للشعب الفلسطيني في مواجهة الكيان الإسرائيلي المجرم».
وأعلنت العلاقات الإعلامية في حزب الله في بيان أن «هيئة البث في الكيان الصهيوني والمتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي ادّعت أنّ العدو قام باغتيال من أسماه تارة مسؤول وحدة المُسيّرات في حزب الله او مسؤول القوة الجوية تارة أخرى، وانّ العلاقات الإعلامية في حزب الله تنفي نفياً قاطعاً هذا الادّعاء الكاذب الذي لا صحة له على الإطلاق، وتؤكد انّ الاخ المجاهد مسؤول وحدة المُسيّرات في حزب الله لم يتعرّض بتاتاً الى ايّ محاولة اغتيال كما ادّعى العدو».
وواصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته للقرى الجنوبية ملاحقاً السيارات، فقد استهدف سيارة في بلدة الغندوريّة في قضاء النبطية بصاروخ موجه، والسيارة التي استهدفت كانت تبعد عن المدارس حوالي الـ300 متر ما سبّب حالة من الهلع عند الطلاب والأهالي. وأثناء محاولة سيارات الإسعاف الوصول إلى السيارة التي استهدفها جيش الاحتلال أطلقت إحدى المُسيّرات صاروخاً لقطع الطريق على سيارات الإسعاف، ما أدى الى إصابة مسعف بجروح طفيفة. ونعى حزب الله كلّ من عيسى علي نور الدين من بلدة برج قلاويه ومحمد شريف السيد ناصر من بلدة حي الفيكاني في البقاع وحسن عبد الحسين اسماعيل من بلدة عيتا الشعب. واستهدفت غارة جوية معادية تلة العويضة بين كفركلا والعديسة. كما استهدفت غارة من مُسيّرة أطراف بلدة الغندورية.
وكان العدو استهدف سارتين بشكل متتالي في خربة سلم قبيل تشييع الشهيد وسام طويل.
وشيّع حزب الله وجمهور المقاومة الإسلامية بموكب مهيب الشهيد القائد وسام حسن طويل (الحاج جواد) الذي ارتقى شهيداً على طريق القدس، في بلدته خربة سلم.
ولفت عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ قاووق في كلمة له خلال التشييع، إلى أنّ «العدو ظنّ باغتيال القادة سينال من عزم المقاومة، لكن غاب عنه أننا حزب الشهداء نكبر ونقوى بهم وشعارنا على الدوام «القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة». وتوجه إلى رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بالقول: «لو لم تكن «إسرائيل» أوهن من بيت العنكبوت، لما توسّلت أميركا والدول الغربية من أجل عودة المستوطنين إلى الشمال». وقال قاووق: «سننصر غزة بسلاحنا، وليس هناك لغة بيننا وبين العدو سوى الصواريخ والمُسيّرات، حتى نصنع النكبة الكبرى لـ»إسرائيل» ونرفع راية النصر».
بدوره، أكّد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّ «ما يجري في فلسطين لن يقتصر على فلسطين؛ بل سيمتدّ إلى كل ّالمنطقة»، وأضاف: «خيرٌ لشباب منطقتنا أن يقفوا بوجه العدو بالمرصاد من الآن ليوقفوا هذا المدّ السرطاني في مكانه ويستأصلوه بالتعاون مع الشعب الفلسطيني ومقاومته المجاهدة».
وشدّد قاسم في احتفال في بيروت على أنّ «الحلّ هو بالمقاومة، والتي أثبتت أنها تجاوزت القرارات الدولية وأعادت الحق إلى أصحابه سواء بتحرير لبنان أو بتحرير غزة أو بكلّ الأعمال»، مؤكداً «سنواصل المقاومة وسنجعلها أقوى وسنسلِّحها أكثر وستبقى على جهوزية دائمة، وسنكون مقاومة ممتدة في المحور تتعاون مع بعضها ولا تخشى من أن يواجهها البعض لأنَّها تتجاوز حدود الجغرافيا، ولأنَّ الظلم قد تجاوز حدود الجغرافيا وتجاوز حدود الإنسانية». وقال: «لا يمكننا أن نُحرِّر منطقتنا إلَّا إذا كنَّا تحت قاعدة المقاومة القوية الصلبة التي تقف في وجه العالم ولا يخيفها شيء»، متوجهاً إلى الأعداء بالقول «لا تهدّدوننا لأننا عندما نسمع تهديداتكم نشعر بسخفكم، احترموا أنفسكم على الأقلّ وما لديكم افعلوه، وما لدينا سنفعله».
وفي إطار الإعتداءات الإسرائيلية أفادت قناة «المنار» مساء أمس بأنه «بعد فشل العدو الصهيوني بإحراق حرج «الراهب» في الأطراف الغربية لبلدة عيتا الشعب الحدودية بالقذائف الحارقة والقذائف الضوئية وشنّ غارات عنيفة لاقتلاع الأشجار قام حامية الموقع الصهيوني في «الراهب» بتمديد «أنابيب» بلاستيكية بطول 200 م من الموقع باتجاه الحرج بمساعدة «درون» كبيرة ورميه على أغصان الأشجار ويحتوي بداخله على مادة البنزين بعد إحداث فتحات في الأنبوب (كلّ متر فتحة) لتنقيط البنزين تمهيداً لإحراق «الحرج»، قبل أن تسارع قوةٌ من الجيش اللبناني لتفكيك هذه الانابيب وتعطيل مفعولها».
في غضون ذلك، وعشية وصول المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت، جال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيار لاكروا على المسؤولين واستعرض التطورات الجارية على الحدود.
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة لاكروا في حضور المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، وقائد قوات اليونيفيل اللواء ارولدو لاثارو. وجرى عرض للأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والمستجدات الميدانية في ضوء مواصلة «إسرائيل» حربها العدوانية على قطاع غزة ولبنان.
وأكد لاكروا التزام الأمين العام والأمم المتحدة تجاه لبنان واستمرارهما في بذل الجهود مع المجتمع الدولي لخفض التصعيد وصولاً الى وقف دائم لإطلاق النار.
وأثار الموفد الأممي تخوّفه من استمرار التصعيد القائم في المنطقة ولبنان.
بدوره أثنى الرئيس بري على الجهود التي تبذلها قوات الطوارئ الدولية في هذه المرحلة وشهادتها على التصعيد الإسرائيلي اليومي الذي يطاول عمق المناطق السكنية والمدنيين وحتى سيارات الإسعاف والإعلاميين منتهكة ليس فقط القرار الاممي 1701 إنما كلّ قواعد الإشتباك. وقدّم رئيس المجلس للموفد الأممي دراسة أعدّها المجلس الوطني للبحوث العلمية تتضمّن مسحاً شاملاً للاعتداءات الاسرائيلية وأمكنتها والأضرار الناجمة عنها وعدد الشهداء في صفوف المدنيين والمساحات الزراعية والحرجية التي طالتها الحرائق جراء إستهدافها بالقنابل الفسفورية المحرمة دولياً.
كما زار لاكروا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي الحكومي، في حضور فرونتسكا، ولاثارو، والمستشار السياسي هيرفيه لو كوك ومستشاري رئيس الحكومة السفير بطرس عساكر وزياد ميقاتي. وجرى عرض التطورات في الجنوب والمساعي الجارية لوقف الحرب في غزة. وفي خلال الاجتماع طالب رئيس الحكومة «المجتمع الدولي بوقف العدوان الإسرائيلي». وكرّر «استعداد لبنان للدخول في مفاوضات لتحقيق عملية استقرار طويلة الأمد في جنوب لبنان وعند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، والالتزام بالقرارات الدولية وباتفاق الهدنة والقرار1701». بدوره دعا لاكروا كلّ الاطراف الى التهدئة، والى دعم الجيش في جنوب لبنان واستمرار التعاون بينه وبين اليونيفيل بشكل وثيق».
وعلى وقع اشتعال الجبهة الجنوبية والإقتراب من حافة الحرب الواسعة، تترقب الساحة المحلية الزيارة المرتقبة للموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت وما يحمله في جعبته من طروحات جديدة.
ولفتت أوساط سياسية لـ»البناء» إلى «أن لا معطيات جديدة تستوجب زيارة هوكشتاين الى لبنان، إذ أنّ الحرب في غزة مستمرة وقنوات التفاوض الغير مباشرة بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية أقفلت بعد اغتيال الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية، كما أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير بأن لا حديث عن الوضع الحدودي قبل توقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
ووضعت المصادر زيارة هوكشتاين في إطار المحاولة الأميركية لاحتواء التصعيد بين لبنان و»إسرائيل» وتمدّده الى المنطقة تهدّد المصالح الأميركية في البحر الأحمر والخليج والبحر المتوسط، لذلك يوفد الرئيس الأميركي جو بايدن مستشاريه ومعاونيه الى المنطقة التي يزورها حالياً وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لاحتواء العمل العسكري الإسرائيلي في غزة وتهدئة الجبهة في جنوب لبنان والحؤول دون تدحرج الوضع الى حرب واسعة النطاق. وأشارت الأوساط الى أنّ «الوسيط الأميركي سينقل الى الحكومة اللبنانية اقتراحات وعروضاً لحلّ الصراع الحدودي بين لبنان و»إسرائيل»، أيّ تراجع قوات الرضوان في حزب الله الى شمال الليطاني ووقف إطلاق الصواريخ على المواقع الإسرائيلية، مقابل انسحاب قوات الإحتلال الإسرائيلي من الأراضي المحتلة لا سيما الغجر والنقاط الـ13 المتحفظ عليهم وكفرشوبا مع وضع مزارع شبعا في عهدة الأمم المتحدة. إلا أنّ أجواءً رسمية تشير لـ»البناء» الى أنّ هوكشتاين يحمل طرحاً متكاملاً وجدياً ضمن سلة كاملة لحلّ الصراع على الحدود بين لبنان وإسرائيل بما فيه مزارع شبعا وسيناقشه مع المسؤولين اللبنانيين خلال لقاءاته المقبلة في بيروت».
وكان نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، التقى الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الاثنين الماضي، في روما قبيل زيارة الأخير الى بيروت المرتقبة الخميس أو الجمعة.
وعلمت «البناء» أنّ ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل طرح مع المسؤولين اللبنانيين خلال زيارته الى لبنان اقتراحات للحلّ للوضع على الحدود شبيهة للاقتراح الذي يحمله هوكشتاين، ونقل بوريل للمسؤولين اللبنانيين استعداد «إسرائيل» للموافقة على وضع مزارع شبعا في عهدة الأمم المتحدة بشكلٍ مؤقت مقابل ضمانات بانسحاب حزب الله الى شمال الليطاني. مع الإشارة إلى أنّ هوكشتاين سبق وزار الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ أيام وناقش مع حكومة الإحتلال اقتراحات ضبط الحدود مع لبنان وعدم الانزلاق الى الحرب.
ولفتت معلومات «البناء» الى أنّ بوريل أبدى خلال لقائه مع حزب الله الاستعداد لمناقشة الوضع على الحدود لمرحلة ما بعد الحرب وأكد أنّ بحوزته أفكاراً واقتراحات للحلّ لكنه لم يدخل في تفاصيلها. إلا أنّ حزب الله أكد لبوريل ولكلّ الرسائل الغير مباشرة التي تلقاها من جهات عدة بأنه غير معني بأيّ نقاش وبحث في تسويات لملف الحدود قبل توقف العدوان على غزة كونه الممر الأساسي لتهدئة الجبهة في الجنوب وتجنب تمدد الحرب الى كلّ المنطقة.
ولفتت مصادر رسمية لـ «البناء» الى أنّ «هوكشتاين سيسمع من المسؤولين اللبنانيين ما سبق وسمعه غيره من الموفدين، ولا جديد يقال في هذا الصدد، سوى ضرورة أن تضغط واشنطن على حكومة الحرب في «إسرائيل» لوقف العدوان على غزة ووقف العدوان ومسلسل الاغتيالات في لبنان، وعلى «إسرائيل» أن تحترم القرار 1701 وتطبّق بقية القرارات التي تتحدث عن انسحاب قوات الإحتلال الإسرائيلي من الأراضي المحتلة، مع الإنفتاح على أيّ عرض أو اقتراح دبلوماسي للحلّ يساهم في ضبط الحدود ولجم الإعتداءات الإسرائيلية وتطبيق القرارات الدولية التي تحمي الجنوب والجنوبيين.
الى ذلك، يطلّ رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل في مقابلة على OTV مساء الأربعاء.
وعلمت «البناء» أنّ باسيل سيقدّم قراءة شاملة لأبعاد الحرب على غزة وجنوب لبنان، وفي تداعياتها الإستراتيجية على المنطقة ولبنان خصوصاً، كما سيطلق مواقف من الحلول المطروحة دولياً وكيفية الحفاظ على الحقوق اللبنانية والسيادية. ويتطرق باسيل وفق المعلومات إلى واقع النظام السياسي والدور اللبناني في المشهد الجديد الذي يرتسم في المنطقة، وستكون له مواقف واضحة إزاء كيفية الخروج من المأزق الرئاسي، وتجاه العلاقات السياسية مع القوى الداخلية، فضلاً عن فتح آفاق في إيجاد المعالجات والحلول للملفات المالية والاقتصادية. كما سيتحدث باسيل عن رؤيته تجاه واقع التيار الوطني الحر ودوره في المرحلة المقبلة والعلاقات السياسية مع القوى الأخرى. كما سيتطرق الى ملف الطعن في قانون التمديد لقائد الجيش وقادة الأجهزة الأمنية.
وأكد المجلس السياسي للتيار الوطني الحر انفتاح «التيار» على كلّ ما يسهّل انتخاب الرئيس على قاعدة احترام الشراكة والتوازن، ويعتبر التكتل أنّ الحلّ الثابت يقتضي البحث في تطوير النظام من ضمن وثيقة الوفاق الوطني والدستور المنبثق من إتفاق الطائف».
على صعيد آخر وفي متابعة لعملية القرصنة التي شهدها المطار الأحد الماضي، أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي خلال جولة قام بها أمس في المطار «على الأرجح الخرق خارجي ولكن التحقيقات ستظهر الحقيقة وكل التفاصيل».
ويعقد مجلس الوزراء الجمعة المقبل، وعلى جدول أعمالها 34 بنداً إضافة الى 10 مقترحات لمعالجة أزمة النفايات.
المصدر: صحف