اكثرُ من جردةِ حسابٍ اوليةٍ معَ العدو، واكبرُ من رسائلَ للمستقبلِ طرقت بابَ مرحلةِ ما بعدَ الحربِ وتحديداً في جبهةِ جنوبِ لبنان ، كانَ خطابُ الامينِ العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله اليوم.
ومن ذكرى مجبولةٍ بردِّ الوفاءِ والاخلاصِ لرفيقِ المساراتِ التاسيسيةِ الفقيدِ القائد الحاج محمد ياغي جاءَ التسديدُ بالموقفِ كالسلاحِ الذي يفعلُ فعلَه على جبهةِ الجنوبِ وفي مواقعِ الاحتلالِ الاماميةِ والخلفيةِ والتجمعاتِ التي يتوراى فيها جنودُه كالفئران.
لا مفرَ للاحتلالِ من يومٍ يقرُ فيه بحجمِ خسائرِه امامَ ضرباتِ المقاومةِ فهكذا اخبرتنا التجربة ، وبتاكيدٍ من قائدِ المقاومةِ فانَ تكتمَ الاحتلالِ على خسائرِه هو لعدمِ الزام ِ نفسِه بالذهابِ الى حربٍ ستكونُ مكلفةً جداً وقد تؤدي الى انفجارِ المنطقةِ باكملِها.. ولمن يسألُ من اللبنانيين وغيرِهم عن جدوى فتحِ جبهةِ الجنوبِ فتذكيرٌ من سماحتِه بالاسبابِ المعلنةِ سابقاً تضافُ اليها اجوبةٌ من عمرِ المواجهةِ المشرفةِ للاعتداءاتِ الصهيونيةِ في تاريخِ لبنان، وصولاً الى يومِنا هذا حيثُ يَجري تثبيتٌ جديدٌ لمعادلاتِ الردعِ واعطاءِ لبنانَ فرصةً حقيقيةً لتحريرِ بقيةِ ارضِه وتثبيتِ معادلةِ منعِ العدوِ من اختراقِ اجوائِه وبحرِه وحدودِه..
هكذا تكونُ النتائجُ حينَ يكونُ الكلامُ للميدان ، ولمن يسالُ ايضاً عن جدوى فتحِ جبهةِ الجنوبِ فله تتبُّعُ هذهِ الاشاراتِ السريعةِ من السيد نصر الله : مستوطنو الاحتلالِ باتوا يُهجرونَ فيما كانَ اهلُ الجنوبِ هم الذين يهجرون ، والكيانُ المحتلُ يبني حزاماً أمنياً في الشمالِ لأولِ مرةٍ بعدما كان الحزامُ الأمنيُ في الجنوب.
ومن الميدانِ سيكونُ ايضاً الردُ على جريمةِ اغتيالِ الشيخ صالح العاروري ورفاقِه في الضاحيةِ الجنوبية لانَ هذا الاعتداءَ الخطيرَ سيلقى الردَ حتما ، كما اكد السيد نصر الله ، اما صورةُ المنطقةِ فهي موزعةٌ في خطابِ سماحته على دورِ العراقِ الى جانبِ غزةَ وفرصةِ حكومتِه وشعبِه لاخراجِ القواتِ الاميركيةِ من ارضِه ، وصولاً الى الدورِ اليمنيِ الكبيرِ والعظيمِ في مواجهةِ الاحتلالِ عبرَ بوابةِ البحرِ الاحمر ، وحيثُ سيواجِهُ الاميركيونَ ملايينَ اليمنيينَ في حالِ فكروا بالاعتداءِ على بلدِهم المليءِ تاريخُه بالانتصارات.
المصدر: قناة المنار