لن يُسْدَلَ الستارُ على عامِنا الطويلِ وان تصرمت ساعاتُه حدَ الانتهاء .. فالـ”2023″ لا يُحتسبُ بلغةِ الارقام . ايامُه ستمتدُ الى عمقِ التاريخ، وساعاتُه ستصنعُ المستقبلَ القريبَ والبعيد.. خَلَّدَهُ طوفانُ الاقصى، فَجَبَّ كلَ خيباتِه، وعمدتهُ دماءُ واحدٍ وعشرينَ الفَ شهيدٍ فلسطينيٍ طافوا بالامةِ حدَ النصرِ القريب ..
انه عامٌ مِنَ السِّنينَ الخضرِ واِن لوَّنتها الدماء، وبعدَه لن يكونَ يباسٌ الا في ساحاتِ العدوِ الذي تتساقطُ أيامُه كجنودِه وآلياتِه واوراقِه الذابلات ..
في آخرِ ساعاتِ العامِ عَممت فلسطينُ اسمَ مقاومتِها وصورَ اطفالِها واختصرت المشهدَ الا عندَ من عَمَتْ قلوبُهم وعقولُهم عن المذبحةِ التاريخيةِ والابادةِ الجماعيةِ التي يقترفُها الاحتلالُ بمساعدةِ سيدِه الاميركي .. لكنَ الصهاينةَ وسيدَهم واتباعَهم في المنطقةِ سيُقِرُّونَ لا محالةَ بانَ منطقَ المقاومةَ وصبرَ اهلِها وصمودَ رجالِها اقوى من كلِّ الخياراتِ العبريةِ والغربيةِ وبعضِ المسماةِ عربية ..
هو عامُ تحريرِ الامةِ من الخوفِ الذي غَسَلتهُ غزةُ بدماءِ أكثرَ من خمسينَ الفَ فلسطينيٍ بينَ شهيدٍ وجريح، وكتبَ فيه مقاوموها بالدمِ لا بالحبرِ ملحمةً لن تنتهيَ الا بمشهدٍ جديدٍ صُنَّاعُهُ الاساسيونَ في غزة، ومعهم الضفةُ واليمنُ ولبنانُ وسوريا والعراقُ وكلُ ميادينِ التحدي والبذلِ والجهاد.. وسَتُلَوِّنُهُ الملايينُ الممتدةُ على طولِ اصقاعِ المعمورة، المتظاهرونَ نصرةً لغزةَ واهلِها ودعماً لفلسطينَ وقضيتِها ..
وعلى طريقِ فلسطينَ وقدسِها ، حملَ اللبنانيونَ القضية، وقدَّموا على مذبحِها ما يزيد عن المئةَ والأربعينَ شهيداً كانوا شهودَ العامِ “2023 ” على وحدةِ الدمِ معَ أهلِ فلسطينَ وتلازمِ بندقيةِ الجهادِ حتى النصرِ القادمِ بتراكمِ النقاط، وهو حالُ اليمنيينَ الذي احالوا مياهَ البحرِ الاحمرِ علقماً يشربُ منه الصهاينةُ وكلُّ داعمِيهم، ليَرْوُوا بيدِ الصدقِ اليمني بعضاً من ظمأِ غزةَ واهلِها، اما اهلُ الوفاءِ في كلِّ الدولِ الحاضرةِ على طريقِ القدسِ منذُ الطلقةِ الاولى، فلها كلُّ التحيةِ الموصولةِ من عامٍ الى عام..
وحتى تشرقَ شمسُ العامِ الجديد، فانَ المستجدَ الوحيدَ الذي يمكنُ ان يغيّرَ الحالَ هو وقفُ العدوانِ الصهيوني قبلَ ايِّ كلام .. هذا ما اودعتهُ غزةُ للعامِ الجديد، الذي سيُكَلَلُ بنصرٍ أكيدٍ باذنِ الله ..
المصدر: قناة المنار