ماذا نقول عن عام بدأ بزلزال وانتهى على حرب؟
غرافيك: وسيم صادر
سنتحدث عن الموت، المواجهة، القهر والفقدان، النصر، “سنعبر”، البطولة، التضحية بوجهها الأسمى، والوحشية التي لا حدود لجبروتها.. والمزيد ايضاً وايضاً
لنبدأ من نهايته، التي سترسم معالم العام الجديد: الحرب على غزة وما سبقها من طوفان عظيم.
الأخير لم يكن مفاجئاً لجهة حدوثه، بعد مسار تراكمي طويل من القمع والقتل والاعتقالات، وعذابات الأسرى، والاستيطان وتدنيس المقدسات، بلغت ذروتها هذا العام مع حكومة هي الأكثر تطرفاً في تاريخ الكيان.
لكنه بلا شك كان مفاجئاً للعدو والصديق، لجهة ما عكسه من تطور فاق التوقعات لقدرات المقاومة التي وجهت في السابع من تشرين الأول/اكتوبر صفعة هي الأشد ايلاماً للكيان ولحلفائه منذ تأسيسه، بعد أن هددت أمنه واستقراره أزمة داخلية معقدة.
إنها الحرب إذاً. حضر العدو وكل داعميه من كل أصقاع الأرض وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية. في المقابل حضر محور المقاومة من اليمن إلى العراق فلبنان.
رمى الفريق الأول بنيران الهزيمة والردع المهشم على أهل غزة العزّل. القتل والقتل والتدمير والحصار، وعند القتال يكرم المرء أو يُهان.
جبهة فلسطين التي هتف لها الملايين حول العالم، صرفت الأنظار، إضافة إلى الدعم الأوروبي والأميركي عن الجبهة المستعرة حتى اللحظة في أوكرانيا.
حرب الغرب ضد روسيا سمتها الأبرز هذا العام تعثر العمليات الأوكرانية المضادة التي حشدت لها كييف شهوراً، بالتزامن مع خلافات بين القيادتين السياسية والعسكرية.
حدث ذلك مع فشل في ضرب روسيا التي أعلنت انسحابها من معاهدة “نيوستارت”: إن كان باستهداف المسيرات للكرملين أو من خلال تمرد فاغنر، التي توفي رئيسها يفغيني بريغوجين في حادث تحطم طائرة مفاجئ بعده بشهرين، أو حتى بتدمير البنية التحتية المدنية: سد كاخوفكا نموذجاً.
الموت الكثير بفعل الحرب، التي كان لاقليم ناغورني كاراباخ نصيب منها، حلّ على العالم بفعل الفساد الذي أحرق عرس الحمدانية، أو بفعل الطبيعة.
من زلزال كهرمان مرعش الذي حصد أرواح حوالي خمسين الفاً بين تركيا وسوريا، إلى زلزال اقليم الحوز المغربي وهرات الأفغانية، إلى اعصار دانيال الذي أغرق درنة الليبية بأهلها، وحريق الغابات بهاواي.
ربّ ضارة نافعة. شكّل الزلزال المدمر بداية طريق لانفتاح عربي على سوريا، اقرارٌ بهزيمة حرب العشر سنوات ضد كل مقوماتها، أودى برئيسها بشار الأسد إلى قاعة قمة الجامعة العربية في الرياض. في ظل تعثر في تطبيع العلاقات مع تركيا التي فاز أردوغان برئاستها للمرة الثالثة.
لكن الصمود والانتصار السوري بقي في مرمى الارهاب.
الولايات المتحدة الأميركية ضربها زلزال اقتصادي بالإعلان عن أكبر انهيار بنكي منذ عام 2008، تمثل بإفلاس بنك وادي السيليكون.
أما القارة الأفريقية، فقد كان لها نصيب وفير من الأزمات، من انقلابات النيجر والغابون، إلى حرب الجنرالين المستعرة منذ نيسان/ابريل في السودان، بانتظار حسم المعركة في عاصمتها الخرطوم بين جيشها وقوات الدعم السريع.
ماذا عن لبنان؟ على حاله ماكثٌ في دوامة الفراغ والانهيار الاقتصادي وموجات النزوح السوري وحروب الشوارع وخبث أهدافها.
تمددت الأولى لتشمل حاكمية مصرف لبنان والأمن العام، وكانت لتصل الجيش لولا قرار التمديد لقائده.
لا مفر من العودة إلى الطوفان مجدداً، المنطقة بكل أزماتها تتحرك بتوقيت تطوراته ومآلاته.
المصدر: موقع المنار