يحاول الجيش الإسرائيلي التغطية على تعثره الميداني في غزة، خصوصاً لجهة استمرار المواجهات في مناطق شمال القطاع، رغم تواجده الكثيف. ووجد الاحتلال بالنفق الذي اكتشفه على بعد 400 متر من معبر بيت حانون، عند الحدود مع الأراضي المحتلة.
وبحسب إعلام العدو، فإن النفق المكتشف حديثاً هو أكبر نفق لحماس في قطاع غزة.. هذا الإعلان يظهر مدى تعطش الإحتلال لصورة نصر. غير أن الوقائع الميدانية تكشف جانباً من الحدث، وهي أن الإحتلال وبعد 6 اسابيع من العملية البرية، وأكثر من 70 يوما على العدوان، اكتشف نفقاً هو بالأساس عند الحدود مع الأراضي المحتلة.
ويعكس هذا الإكتشاف المتاخر، قلة دراية الجيش الصهيوني بأنفاق حركة حماس، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال الاميركية، التي اعتبرت أن الإعلان عن اكتشاف النفق بعد ستة اسابيع من الاجتياح البري، يعد فشل أمنيا كبيرا لجيش الاحتلال.
الإعلام العسكري لكتائب القسام، أعطى الجزء غير الظاهرة من المشاهد التي عرضها جيش الإحتلال، وهو أن هذا النفق شيد خصصيا لعملية طوفان الاقصى، وانتهت مهمته بانتهائها، وقالت في رسالة للعدو “وصلتم متأخرين.. المهمة انجزت”.
ويضاف إلى فشل الكيان في توقع “طوفان الأقصى”، جهله بالوسائل التي استخدمت بعد 70 يوماً على العملية.
غير أن العدو من حيث لا يدري، كشف لانجاز المقاومة في بناء وحفر الأنفاق في غزة، في حين تشير كل المعطيات إلى أن ما اكتشف، هو واحد من عشرات الأنفاق في غزة، استخدمت في طوفان الأقصى، التي لم يستطع العدو اكتشافها حتى اللحظة، ولم تعد المقاومة بحاجة لها.
مع العلم أن هناك مئات الأنفاق تحت قطاع غزة، والتي يمكن للمقاومة أن تنفذ عمليات هجومية أو دفاعية، ضد الاحتلال الاسرائيلي.
ولم تخف الدعاية الحربية الصهيونية فرحها بما تريد أن تقول لجمهورها إنه الإنجاز الأبرز في العدوان، فنزل وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت إلى النفق، وجال فيه، ونشر بالتزامن مشاهد قال إنها لمحمد السنوار، شقيق زعيم حماس في غزة يحيى السنوار، متهما اياه، بأنه على علاقة مباشرة بادارة الأنفاق.
وتروج الدعاية الصهيونية إلى انجازات وهمية وانتصارات مزعومة، فبعد أن نشر قبل أيام مشاهد لأشخاص قال إنها لعناصر من حماس، سلموا أسلحهتم في محيط مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، ليتبين لاحقاً أن من بين من قال أنهم عناصر من حماس، أطباء في المستشفى، وكارد صحي، تم اعتقالهم واجبارهم على تنفيذ هذه المسرحية الهزلية.
وتسعى دعاية الجيش الصهيوني إلى تلميع صورته بعد السابع من اوكتوبر، في محاولة منه لاستعادة قدرة ردعه في الميدان، بعد أن كشفت عملية طوفان الاقصى حجم العجز الميداني في التصدي للمقاومة في ذالك اليوم، الذي وصف بالأسوأ في تاريخ الكيان.
المصدر: وكالات