أعلن مانويل فالس عن استقالته من منصبه من أجل الترشح في الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وقال فالس في كلمة ألقاها من معقله في بلدة إيفري جنوب شرق باريس: “أنا هنا في هذه القاعة حيث تزوجت، في بلدتي التي أحبها، لدي قوة في داخلي وإرادة لخدمة بلدي وأريد أن أقدم كل شيء لفرنسا”.
وتابع قائلا: “أعبر عن مشاعري وعواطفي لفرنسوا هولاند، لقد كان قراره قرار رجل دولة شجاع، إني أعبر للرئيس هولاند عن فخري بترأس الحكومة تحت ولايته، الان لقد آن الأوان لكي أتقدم للأمام، سأترك منصبي ابتداءا من يوم غد”. وأكد المرشح الرئاسي الفرنسي، أن هدف تشرحه للرئاسة هو جعل فرنسا دولة قوية وقادرة على مواجهة التحديات والدفاع عن مصالحها، مشيرا كذلك الى أهمية توحيد اليسار الفرنسي.
وقال فالس: “أنا مرشح للرئاسة لأن فرنسا تحتاج لكي تكون قوية على مستوى كل التحديات، أريد فرنسا مستقلة تدافع عن مبادئها بين الدول كالصين وروسيا وتركيا وأميركا”.
فالس يدعو لتوحيد “اليسار” الفرنسي ويتعزم مواجهة “اليمين”
وقدم فالس نفسه على أنه الشخص المناسب لتوحيد اليسار الذي أصبح منقسما على نفسه اليوم، وأنه الشخص المناسب الذي سيتحدى اليمين الفرنسي الذي وصفه بأنه [اليمين] يعيد البلاد الى الوراء. وقال فالس: “فرنسا بحاجة لليسار الذي يحافظ على روح بلدنا.. أنا لا أتقبل أبداً بأن يقال بأن اليسار سيتم تنحيته عن الانتخابات الرئاسية، الوحدة (وحدة اليسار) هي الأساس، ترشحي هو للتجميع والوحدة والتصالح”. وقال فالس: “أريد أن أواجه في حملتي الانتخابية اليمين الفرنسي الذي سيعيدنا الى الوراء”.
الجدير بالذكر أن أحزاب اليسار ستنظم انتخابات تمهيدية أواخر شهر يناير اسوةً بما فعلت أحزاب اليمين لكي تختار مرشحها الأقوى الذي سيمثل اليسار في الرئاسيات التي ستجري شهر أبريل المقبل، ولذك فإن التحدي الأول أمام فالس سيكون في الانتخابات التمهيدية.
وفي الوقت الذي يحظى فيه مانويل فالس بدعم من برلمانيين يساريين ومسؤولين سياسيين، يعارضه آخرون بشدّة متهمين اياه بشرذمة اليسار وباتباع سياسية تميل الى المبادئ اليمينية أكثر منها اليسارية. كما شدد فالس على أهمية الانتخابات التمهيدية لأحزاب اليسار ودعا للمشاركة فيها. وقال المرشح الرئاسي: “الانتخابات التمهيدية لأحزاب اليسار هي فرصة مهمة جدا لتوحيد اليسار، أدعو جميع الفرنسيين للتصويت في الانتخابات التمهيدية المقبلة”.
فالس يدعو لحماية حقوق المسلمين واللاجئين في فرنسا
ودعا فالس الى رفض الخطاب العنصري ضد المسلمين واللاجئين، مؤكدا على أهمية تآخي الشعب الفرنسي، والعمل على بناء الدولة وتطويرها. وقال فالس: “لقد سئمت من الخطاب العنصري الذي يتعرض له المسلمون واللاجئون.. الفرنسيون بحاجة اليوم لمجتمع أقل قسوة وأكثر أخوة”.
وأكد فالس على أهمية محاربة الإرهاب قائلا: “أسعى لدولة قوية تحمي المواطنين من الإرهاب ومن الغبن”. وأضاف: “فرنسا هي الحرية، أريد أن أجسد الروح الفرنسية، الروح الفرنسية تعني التفكير بالآخرين والتفكير بالعالم، الروح الفرنسية هي الثقافة والإبداع ولغتنا الحية.. أريد أن أساعد الفرنسيين على بناء بلدنا”. واردف قائلا: “في هذه الأوقات الصعبة والتاريخية الشعب الفرنسي يريد أن يسيطر على زمام الأمور”.
فالس يدعو لإعادة دراسة “المشروع الأوروبي” لتحسينه
ودعا السياسي الفرنسي لإعادة دراسة “المشروع الأوروبي” من أجل تحسينه، كما ركز في خطابه على أهمية التعليم وأهمية الاستثمار في الشباب ليخلص ويقول بأن أولويته هي خلق فرص عمل جديدة للقضاء على البطالة، ولوح بتخفيض الضرائب على الطبقة المتوسطة والشعبية.
وقال فالس: “أريد أن يتم صياغة مشروع أوروبي جديد ونحن بحاجة لأوروبا قوية .. أريد أوروبا قوية في العالم تستثمر في الشباب.. أريد أن ينجح الشباب في بلدي على كل المستويات”. وأردف فالس: “إن خلق فرص عمل جديدة ضمن أولوياتي..كما أريد أن أعمل على تخفيض الضرائب على الطبقة المتوسطة والشعبية”. وفي نهاية خطابه، شدد فالس على أنه “لا شيء مكتوب في السياسة”. وقال فالس: “يقولون لنا بأن فرنسوا فيون سيكون الرئيس المقبل لفرنسا.. ولكن لا شيء مكتوب فنحن لا نؤمن بالقدرية”.
وتجدر الإشارة الى أن بلدة إيفري الصغيرة التابعة لمنطقة ايسون لها أهمية رمزية فهي تعدّ المعقل الأساس الذي بدأ منه مانويل فالس انطلاقته السياسية حيث كان رئيسا للبلدية ونائباً عن هذه المنطقة لمدة عشر سنوات. هذا وقد سادت علاقة حذر ما بين رئيس الوزراء فالس ورئيس الجمهورية فرانسوا هولاند خلال فترة ولاية فالس حيث لم يتوان هذا الأخير عن انتقاد رئيس الجمهورية في أكثر من مناسبة مما جعل العلاقات متوترة بين الطرفين.
وتدهورت العلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس وزرائه لتبلغ حد التهديد حيث قام الناطق الرسمي باسم الحكومة ستيفان لوفول المقرب جدا من هولاند بتوجيه تحذير الى فالس قائلاً له بأنه وفي حال قرر الترشح للانتخابات الرئاسية فلا مكان له في الحكومة.
وكان فالس قد لمّح الأسبوع الماضي الى احتمال ترشحه للرئاسيات المقبلة مما أثار حفيظة الرئيس هولاند الذي قرر ألا يترشح لولاية ثانية في خطاب متلفز ألقاه الخميس الماضي. ومن المقرر أن يقدم فالس استقالته بشكل رسمي الى رئيس الجمهورية يوم غد.
المصدر: وكالة سبوتنيك